ليس بالرصاص وحده يموت الصحافيون / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الخميس 4/2/2021 م …
خرجت علينا بعض شاشات الإعلام المتصهين صباح هذا اليوم الخميس،بضجة إعلامية حول مقتل صحافي لبناني يدعى لقمان سليم،يقال أنه معارض لحزب الله ،بمعنى أن هذه الشاشات التي يتم تشغيلها بالريموت كونترول وفي حالات بعينها ،ومن ثم إسكاتها حد الخرس في حالات تتعلق بجرائم مشغليها،تتهم صراحة حزب الله بمقتله ،كونه من أشد المعارضين لحزب الله،وما لم تقله هذه الشاشات الموجهة هو أن ذلك الصحافي انما كان يعمل لحساب مشغلي هذه الشاشات الذين كانوا يدعمونه بالباع والذراع كما يقول المثل.
نصّب هؤلاء أنفسهم محامين وقضاة عدليين وأصدروا الحكم بحق حزب الله أنه هو الذي قتل ذلك الصحفي ،علما أن رجال القضاء لم يكونوا قد دخلوا مكاتبهم بعد ،وربما أن بعضهم لم يعلم عن تلك الجريمة التي ندينها بغض النظر عن مرتكبيها وأسبابها،مع أننا مع توجيه النقد إجتهادا شخصيا ومصلحة عامة ،وليس تخندقا مع جهات عدوة.
المضحد المبكي أن هذه الشاشات التي تقمصت دور النائحة المستأجرة ،وفردت المساحات الفضائية والساعات الزمنية لتقليب ملف ذلك الصحفي المقتول،وأجرت لقاءات صحفية مع “محللي بول”من الجهات المعادية للمقاومة ،لا تجرؤ أن تفكر في الهمس بما يتعلق بملف جريمة مقتل الصحافي السعودي الخاشقجي،مع أن أركان الجريمة مكتملة ،وضج بها الإعلام العالمي ومراكز صنع القرار في العالم،وهنا تكمن الصبيانية ،التي تمثل الحالة التي نتحدث عنها،وهي الحرث في حقول الآخرين وترك حقولنا نهبا للأشجار الشوكية التي تتكاثر بينها الوحوش والحيات.
جانب آخر أود التحدث عنه في العالم العربي وهو أنه ليس بالرصاص وحده يموت الصحافيون الملتزمون ،كما أنه ليس شرطا أن تسيل دماؤهم حتى نعلم أنهم قد ماتوا دهسا أو بالرصاص،فهناك وسائل أشد خطورة من الدهس والرصاص ،وهي التهميش والإقصاء لكل من آمن بوطنه حرا سيدا قويا مهابا،وعمل على ذلك ،وسخر عقله وقلمه من أجل ذلك،في حين يتم إعلاء شأن أشباه الأميين والرويبضة ليكون لهم شأن في المجتمع ،ويتم ضخ الأموال عليهم وتقديمهم كقادة رأي عام ،مع أنني واثق أنهم بدون توجيه سيخطئون في كتابة أسمائهم.
التعليقات مغلقة.