العدوان على سوريا …نيل من هيبة روسيا / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الخميس 4/2/2021 م …
قبل الغوص في تفاصيل المقال وحيثياته،لا بد من التاكيد على ان مواصلة العدوان الصهيوني على سوريا ،ليس موجها للنظام السوري فقط ،بل هو نيل من هيبة روسيا التي تتواجد عسكريا في سوريا منذ سنوات،محققة حلم القياصرة بالوصول إلى الشواطيء الدافئة للبحر الأبيض المتوسط، والإسهام في حماية أمن روسيا القومي،كما قالت الملكة كاترين قبل أكثر من 300 عاما،أن سوريا تمثل حدود الأمن القومي لروسيا.
من هنا نقول أن روسيا بتواجدها العسكري في سوريا ،لم تحقق هدف الحفاظ على وحدة التراب السوري ،بل جاءت لتساعد على إضعاف سوريا ،وبذلك يحق لنا القول أن هناك تواطئا بين مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية وبين موسكو في الموضع السوري،وأن ما نسمعه بين الفينة والأخرى صحيح ومفاده أن الطرفين يسعيان لإخراج إيران عسكريا من سوريا والإبقاء على دورها الإقتصادي كداعم للنظام ليس إلا.
نعود إلى تكثيف الهجمات الصهيونية على سوريا ،ونؤكد أن الهدف منها إضافة إلى الضغط على إيران ،هو الضغط على النظام السوري كي يرضخ للإملاءات الصهيونية ويوقع على معاهدة إستسلام على غرار ما وقعته مؤخرا كل من البحرين والإمارات والسودان والمغرب،ويوافق أيضا على إنهاء الوجود العسكري الإيراني في سوريا ،كي تبقى المنطقة نهبا ورهنا للصهاين.
جاءت الضربات الأخيرة بعد نفي النظام في سوريا إجراء محادثات مع المستدمرة ،وقيل أن التوقيع سيتم في شهر مارس/آذار المقبل،ولكن بيانا من دمشق نسف كل ما سبق وأعلن عنه بخصوص تلك المفاوضات،ويبدو ان الصهاينة ما يزالون على موقفهم المتعنت برفضهم عدم السماح للسوريين بالعودة إلى شواطيء طبريا في حال توقيع معاهدة إستسلام،وهذا يعني أن الصهاينة يضغطون بإتجاه هدف واحد ووحيد وهو إجبار دمشق على التخلص من الوجود العسكري الإيراني،متخيلين أنهم يضمنون عدم تهديد سوريا لهم لسببين هما :أن الحرب الأهلية طحنتها ،والثاني هو الموقف الروسي المؤيد لمواقف الصهاينة ،بدليل أن روسيا الكبرى تتلقى الإهانات والصفعات شبه يومي من قادة مستدمرة الخزر ولا احد يرد،أو يثأر ولو قليلا لهيبة روسيا .
التعليقات مغلقة.