اليمن في العين الصهيو – سعودية / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 7/2/2021 م …

يمتاز اليمن بعدة ميزات تجعله يحتل مكانة مرموقة في نفوسنا ،فهو قبل كل شيء منبع وأصل العرب،واليمنيون أصلاء أمناء ويتمتعون بصفات الرجولة والشهامة ،ويحبون الخير للجميع  ومخلصون في نواياهم وهم أصحاب اليد العليا ،كما ان اليمن”السعيد” يطل على أهم ممر مائي دولي هو مضيق باب المندب الذي يعد الممر الوحيد للنفط السعودي،وتسعى مستدمرة إسرائيل للسيطرة عليه لتأمين عبور سفنها وجبهتها التي تمتد حتى البحر الأحمر.




ولنبدأ بشرح الأسباب التي تجعل مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية ،تهتم باليمن وتتحالف مع الإمارات والسعودية لشلّ قدراته وإلحاق الضرر البالغ به وبشعبه وصولا إلى تقسيمه أسوة بالسودان.

تخاف “إسرائيل” من سيطرة اليمن على مضيق هرمز ومنع سفنها من عبوره أو على الأقل التحرش بها ،ولذلك أوعزت مع أمريكا للسعودية والإمارات كي تعبثا في اليمن  لتأخير نموه وتعطيل نهضته ،ريثما يتم العثور على معبر مائي آخر خاصة بعد ظهور أنصار الله على الساحة.

وبحسب تصريحات “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ،فإن إسرائيل ترغب بتشكيل قوة عسكرية لحماية باب المندب أمام أي محاولات لإغلاقه،بالتنسيق مع الإمارات والسعودية التي قال اعلامهما ان أي محاولة لإغلاقه ستجد نفسها في مواجهة تحالف دولي ضدها تشارك فيه إسرائيل.

لا نكشف سرا إن قلنا أن “إسرائيل”هي التي توجه التحالف العسكري السعودي في اليمن ،وترسم له طرق إتجاهاته ،وطالب وزير الحرب التحالف بسرعة السيطرة على الساحل الغربي لليمن،في حين صرّح وزير الحرب السابق يعلون ومن باب الإهتمام الإسرائيلي باليمن ،أن فشل السعودية والإمارات في اليمن ،يعني تمكين الجيش واللجان الشعبية من حسم المعركة لصالحهم،وهذا ما تعده “إسرائيل” خطرا كبيرا عليها.

الباحثون الإسرائيليون المدعومون إستخباريا يسندون تصريحات السياسيين والعسكريين في تصريحاتهم المعادية لليمن،ويقولون أن “تهديد” انصار الله  للأمن القومي الإسرائيلي ،بات حقيقة ثابته بعد فشل السعودية في اليمن،وأضافوا انه وبعد اكثر من خمسين عاما  فإن السعودية و”إسرائيل” تجددان شراكتهما في اليمن،وربما يعد هذا التصريح أخطر ما ورد من “إسرائيل”من تصريحات حول اليمن.

لا يزال الإسرائيليون يشعرون بالهلع من ثورة 21-9-2014،ولذلك يستمرون في التحريض عليها دوليا ويدعمون التحالف السعودي ،لإبقاء اليمن تحت الهيمنة السعودية ،وقتل شعار الموت لإسرائيل..الموت لأمريكا،كما ان الإسرائيليين فرحون بإعلان تحالفهم مع الإمارات والسعودية في اليمن،رغم عدم رضاهم عن النتائج على الأرض.

ما يزال الإسرائيليون يعدون الشاطيء اليمني  شاطئا معاديا ،ويوجهون التحذيرات لسفنهم التي تعبر المضيق من اليمن كدولة معادية،ويشيعون ان السعودية تنهار في اليمن لصالح إيران ،وهذا في علم السياسة له ألف مغزى ومغزى ،وما يزال النتن ياهو يهدد بإرسال سفن حربية لمرافقة السفن التجارية الإسرائيلية وحراستها خوفا من انصار الله الذين باتوا يقتربون من فلسطين شيئا فشيئا من خلال دعمهم للمقاومة الفلسطينية.

التحالف الإسرائيلي-السعودي ضد اليمن لم يعد سرا مخفيا كما كان في السابق،فقد كشف موقع”ليبرتي فايترز” الإخباري البريطاني في 2أيار 2017  عن مشاركة إسرائيلية في التحالف السعودي في اليمن بسرب من طائرات إف 16.

القلق الإسرائيلي من أنصار الله عميق ويتجذر يوميا بسبب الصمود الأسطوري الذي يبديه هؤلاء المقاتلين،ولا شك ان الإسرائيليين ينظرون إلى تصريحات زعيم انصار الله السيد عبد الملك الحوثي ضد إسرائيل ،بنفس مستوى نظرتهم لتصريحات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.

العدوان السعودي – الإماراتي على اليمن جاء بضغط إسرائيلي طال أمريكا وبعض دول الخليج،لكبح جماع انصار الله ،وقد حذر الإعلام الإسرائيلي الإستخباري أن المدن اليمنية “تسقط” الواحدة تلو الأخرى بيد أنصار الله ،بمعنى أن أنصار الله سيحكمون اليمن ذات يوم،وسيهددون إسرائيل في مقتلها المتمثل بمضيق باب المندب،وهذا ما دعا أمريكا والسعودية والإمارات لشن عدوانهم على اليمن.

العين الإسرائيلية تركز حاليا على اليمن الجنوبي وهذا ما دعا الإمارات للعبث في ذلك الإقليم،وفصله عن اليمن ،لأن إسرائيل تريد تقوية حدودها الممتدة حتى البحر الحمر وتأمين الملاحة البحرية والتمركز النووي في أعالي حوض النيل لحصار إيران،ونراهم يحرضون على محور”إيران لوزان اليمن” منذ توقيع الإتفاق الإيراني النووي”5+1″،ويؤكد المراقبون ان إسرائيل نفذت هجمات جوية إرهابية ضد اليمن.

وتعمل “إسرائيل”على دعم إنفصال جنوب اليمن الذي يعلن مسؤوله عن رغبتهم بالتطبيع مع “إسرائيل”،ويأتي الدعم الإسرائيلي لفصل جنوب اليمن على غرار ما قامت به في فصل جنوب السودان،لأن “إسرائيل” تعد جنوب اليمن بوابتها نحو الشرق الأقصى والصين.

أما عن الإهتمام السعودي باليمن فتقول الأبحاث الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك ،ان السعودية تتواجد في اليمن بسبب الصراع –السني-الشيعي ،وهذا برأينا ليس له مصداقية لأن السعودية الوهابية الصهيونية عدوة للسنة والشيعة معا،وعليه فإن  الإهتمام السعودي باليمن ورغبتها الملح في العيمنة عليه ليبقى تحت عباءتها،يعود لعد تمكين اليمنيين من المطالبة بأراضيهم المحتلة من قبل السعودية وتمتد حتى الزاوية الجنوبية للحرم المكي الشريف،كما انها لاتريدهم فتح هذا الملف أصلا لكلفته الكبيرة عليها.

وبحسب الباحث الإسرائيلي في مركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب ناحوم شيلو ل”DW“أن الإهتمام السعودي باليمن يعود للعام 1920  للسيطرة على القبائل اليمنية الكبيرة والقوية،ورغبتها بتامين الحدود السعودية –اليمنية ،إضافة إلى موقع العاصمة صنعاء ومضيق باب المندب الإستراتيجي  الذي يربط البحر الأحمر بالبحر الهندي ،وهي البوابة الوحيدة لتصدير النفط السعودي.

ورغم كل ما تقدم وتكالب الأعداء ،إلا أن الشعب اليمني كفيل بقلب الطاولة على كل من حولها ،وتحويل السحر ضد الساحر،من خلال وحدته الوطنية وإيمانه وأصالته،لتفويت الفرصة على أعداء اليمن من صهاينة وأذنابهم المطبعين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.