الجزائر… بوابة للسوريين إلى إفريقيا / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الأحد 7/2/2021 م …  

كنت دائماً أقول بتمتين العلاقات السورية الجزائرية وربما يعود ذلك للسياسة التي تنتهجها كل من أمريكا وإسرائيل اللتان تعتبران سورية والجزائر (بلد المليون شهيد) هما العقبة ضد تحقيق سياستهما وأهدافهما في منطقتنا، و بذلك فان الكثير من الأحداث برهنت على هذه العلاقة إلى حد ما  على إنها أكثر ثباتاً و استمراراً من أي علاقة أخرى بين دول المنطقة.




اليوم يستمر الجزائريون على موقفهم المبدئي من علاقة بلادهم مع شقيقتها سورية، وتشهد الجزائر على مختلف المستويات والمنظمات والفعاليات الاجتماعية أنشطة مختلفة لتمتين العلاقات بين سورية والجزائر، كون كلا البلدين لهما وزنهما وأهميتهما في المنطقة، إنطلاقاً من دروس التاريخ أنه كلما كانت سورية والجزائر في خندق واحد، وموقع واحد متضامنتين فإن ذلك يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة.

لا مفاجأة في العلاقات السورية الجزائرية، فقد دعمت الجزائر سورية منذ العام 2011 وحافظت على علاقات دبلوماسية معها، وعارضت قرارات جامعة الدول العربية التي جاءت ضد سورية، وضغطت من أجل عودة دمشق إلى الجامعة، وكان للجزائر  دور بارز للوساطة من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية يجنب المنطقة من حرب إقليمية ممتدة ، وبذلك كانت دائماً من دعاة الحل السلمي والسياسي بين السوريين، بعيداً عن تدخل أطراف خارجية، تماماً مثلما فعلت مع الأزمة الليبية.

على خط مواز، أعادت الجزائر تنشيط علاقاتها الاقتصادية مع الحكومة السورية ، كما أعادت تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، والتي يمكن أن تصبح بوابة للسوريين إلى إفريقيا، بالإضافة إلى تفعيل “مجلس رجال الأعمال السوري- الجزائري المشترك” وإعادة تشكيله وهيكلته، في ظل العقوبات الغربية المفروضة على الشعب السوري.

كما تبقى عين الجزائر على مرحلة ما بعد الحرب، وتحديداً على عملية إعادة الإعمار، حيث يوجد حالياً ملايين المنازل والمنشآت والبنى التحتية المدمرة في سورية،  وسوف تكون الجزائر مستعدة بدورها، للعب دور كبير في عملية إعادة الاعمار، وهي التي تصنف كأكبر منتج للحديد والصلب في المنطقة .

في هذا السياق تعد العلاقات السورية- الجزائرية  ذات طبيعة خاصة، نظرا لأهمية المصالح الاقتصادية التي تعد إحدى مرتكزات السياسة الخارجية الجزائرية تجاه سورية قياساً بالمسائل الأخرى نظراً لحاجتها إلى شركاء اقتصاديين وأسواق تجارية وفرص استثمارية، وهنا أرى بأن هناك رؤية إستراتيجية إستراتيجية ثابتة وهي دعم سورية في كل الأوقات وهو الذي يستطيع الآن أن يقيم توازناً جديداً في المنطقة مع نهوض سورية من جديد.

مجملاً…إن العلاقات السورية – الجزائرية وفق هذا المنظور وعلى أساس هذه المنهجية فإنها أسست لعلاقات مصيرية صادقة في التعامل والتي أثمرت نتائج واضحة المعالم في مواقفها ما يعطي صورة رائعة عن مستوى العلاقة الذي يجعل الكثير من الدول تنظر إلى العلاقة السورية -الجزائرية على أنها أنجزت على مبادئ وأسس سليمة ومتوازنة، كما تشكل هذه العلاقة واحدة من أقوى علاقات الدعم والإسناد في المنطقة.

وبإختصار شديد… يمكنني القول لقد آن الأوان لنتعاون مع باقي قوى التوازن بالعالم لإنقاذ سورية من الدمار والخراب، وتجاوز أزمتنا والمضي بوطننا الكبير “سورية” نحو المستقبل الزاهر، وبالتالي فإن كل هذه المعطيات تشير إلى إن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت كثيرة، خصوصاً بعد تعزيز مناخ الانفتاح على سورية والانفراج في علاقاتها مع بعض الدول العربية والأوروبية، والتي موضع رهان لجلب الاستثمارات والرساميل، ما يعني نتائج جديدة ربما تكون إيجابية لبعض دول الإقليم في المنطقة وعلى الأخص وطننا الغالي على قلوبنا “سورية”. 

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.