الإفراج عن الناشطة السعودية لجين الهذلول بعد غد الخميس بقرار قضائي
الاردن العربي – الثلاثاء 9/2/2021 م …
قالت علياء الهذلول، شقيقة الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول، إن الأخيرة سترى النور الخميس، بقرار قضائي، بعد مرور قرابة 3 سنوات على سجنها.
وكتبت الهذلول في تغريدة: “اليوم أجهز، وقررت إلغاء كل اجتماعاتي يوم الخميس 11 فبراير، من المقرر أن يفرج عن لجين هذا الخميس”.
وأضافت: اليوم أجهز عمل الاسبوع واشوف الأجندة، من الحماس، قررت اكنسل كل اجتماعاتي يوم الخميس 11 فبراير واخذ إجازة.
وبتاريخ 28 كانون الأول قضت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، اليوم الاثنين بإيقاع عقوبة السجن بحق الناشطة السعودية لجين الهذلول لمدة 5 سنوات و8 أشهر، وذلك بعد ثبوت تورطها في عدد من النشاطات المجرّمة بموجب نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله.
وزعمت المحكمة أن المدعى عليها متورطة بارتكابها أفعالا مجرمة بموجب المادة الـ43 من نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، كالتحريض على تغيير النظام الأساسي للحكم، والسعي لخدمة أجندة خارجية داخل المملكة مستخدمة الشبكة العنكبوتية لدعم تلك الأجندة، بهدف الإضرار بالنظام العام والتعاون مع عدد من الأفراد والكيانات التي تصدر عنها أفعال مجرمة.
ونقلت وسائل إعلام سعودية عن قاضي المحكمة بالرياض أن المدعى عليها أقرت بارتكاب التهم المنسوبة إليها، ووثقت اعترافاتها نظامًا طواعيةً دون إجبار أو إكراه، وأنه لم يثبت لديه خلاف ذلك مما ادعت به المتهمة في جلسات سابقة.
وتضمن حكم المحكمة في القضية كما ذكرته المصادر الإعلامية عن لسان قاضي محمكة الرياض، وقف تنفيذ عامين و10 أشهر من العقوبة المقررة بحق المحكوم عليها، استصلاحا لحالها وتمهيد السبل لعدم عودتها إلى ارتكاب الجرائم، وأنه في حال ارتكابها أي جريمة خلال السنوات الثلاث المقبلة، سيعتبر وقف التنفيذ ملغى.
كما تضمن قرار المحكمة تطبيق العقوبة التبعية المنصوص عليها في المادة الـ53 من نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، ومصادرة الأجهزة والوسائط الإلكترونية المشار إليها في محاضر الضبط والتقارير الفنية التي استخدمتها المدعى عليها في ارتكاب جرائمها.
وأحيلت قضية الناشطة الحقوقية السعودية المسجونة لجين الهذلول بتاريخ 25 تشرين الثاني من العام الحالي للقضاء السعودي المختص بقضايا الارهاب، والتي حازت على انتباه عالمي وحقوقي.
والجدير بالذكر أن لجبن الهذلول قد نجحت في حملتها الحقوقية النسوية في كسب حق المرأة السعودية في قيادة السيارة، حيث سجنت لجين الهذلول على إثرها وتعرضت الهذلول للتعذيب الوحشي من قبل أجهزة الأمن الحكومية السعودية.
وبدورها قالت لينا الهذلول، الشقيقة الصغرى للناشطة المعتقلة لجين الهذلول التي تم ترشيحها مؤخراً لجائزة نوبل، أن قضية لجين الهذلول قد تم إحالتها إلى المحكمة الجزائية السعودية المتخصصة التي تحاكم الأشخاص المشتبه بكونهم إرهابيين أو الضالعين في قضايا الإرهاب والإضرار بالأمن القومي للبلاد، متهمة الحكومة السعودية بتكميم أفواه نشطاء حقوق الإنسان.
كما وكتبت لينا أخت لجين الهذلول في تغريدة لها على “تويتر”: “فيما يتعلق بصحة لجين، لقد بدت ضعيفة في المحكمة، وكان جسدها يرتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وكان صوتها خافتاً ومرتعشاً”.
يشار إلى أن الناشطة السعودية في مجال حقوق المرأة، لجين الهذلول حازت على جائزة “ماغنيتسكي” لحقوق الإنسان ، وفق ما أعلنه مدير حملة العدالة لماغنيتسكي بيل برود عبر حسابه على تويتر قبل يومين وهذه الجائزة تعطى عادة للناشطين والصحفيين في مجال حقوق الإنسان .
لجين الهذلول لم تستطع تلقي الجائزة شخصيا فهي معتقلة في سجون السعودية منذ أكثر من سنتين تحت ظروف انسانية قاسية وصعبة .وهي كانت قد بدأت اضرابا جديدا عن الطعام منذ 26 10 -2020 وذلك مطالبة بالتواصل مع أهلها خارج السجن .
كثيرة هي الإنتهاكات التي تعرضت لجين الهذلول منذ اعتقالها في 30 أيار 2018 فوفق تقارير لمنظمات حقوقية و شهادات من عائلتها شقيقها و شقيقتها إن ثلاثة على الأقل من النساء من بينهن لجين الهذلول احتجزن في زنزانات فردية لمدة أشهر وتعرضن للتعذيب شمل صدمات كهربائية الجلد والتحرش الجنسي .
قضية لجين الهذلول كما يبدو واضحا لم تبقى على مستوى العالم العربي بل إن شقيقها وليد الهذلول أدلى بشهادته أمام الكونغرس الاميركي في 19 آذار 2019 متهما السلطات السعودية بممارسة التعذيب والتحرش الجنسي ضد شقيقته، لافتاً إلى وجود محاولات للتغطية على تلك الجرائم.
وبحسب شهادة شقيقها وليد فإن لجين تعرضت للتهديد بتقطيع أوصالها وإلقائها في المجاري، وأيضاً بالاغتصاب إذا لم توافق على الزواج من أحد المحققين، وغيرها من الاتهامات. وكان وليد وشقيقته أيضا علياء الهذلول قد نشروا تقرير عبر ال CNN و نيويورك تايمز اتهموا فيها المستشار السابق لمحمد بن سلمان، في احتجاز واستجواب وتعذيب وتهديد شقيقتهما.
لجين الهذلول توجه لها السلطات السعودية تهمة التواصل مع 15 إلى 20 صحفياً أجنبياً في السعودية ومحاولة التقدم لعمل بالأمم المتحدة وحضور تدريب عن الخصوصية الرقمية ما يعني التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة كما أيضا اتهمت بتجاوز الثوابت الدينية والوطنية.
اشتهرت لجين بمعارضتها للنظام السعودي وخاصة في مجال حقوق المرأة السعودية وكان الداعمة وفي الصفوف الاولى المطالبة بالسماح للمرأة السعودية في القانون بقيادة السيارة ، إضافة الى أنها طالبت الملك سليمان بن عبد العزيز بضرورة إسقاط وصاية الرجل عن المرأة وذلك عبرالمشاركة في توقيع عريضة . ومن أبرز المواقف التي عرفت بها هي إقدامها على قيادة السيارة في السعودية فور وصولها الى المطار من الخارج وكان القانون السعودي حتى تلك اللحظة لا يسمح للمرأة بقيادة السيارة واحتجزت على اثرها 73 يوما .
رغم السماح للمرأة السعودية قيادة السيارة إلا أن الحقوقية لجين الهذلول بقيت ناشطة ومعارضة للنظام السعودي وألقى النظام السعودي القبض عليها في أول أيام رمضان عام 2018 بتهمة التواصل مع جهات مشبوهة وكانت حملة الإعتقالات قد شملت عدة حقوقيين منهن عزيزة اليوسف، وإيمان النفجان، ونورة فقيه وايضا نسيمة السادة ، وسميرة البدوي وغيرهن من الناشطات وأطلق سراح بعضهن مؤقتا ولكن لجين لا تزال حبيسة الجدران الأربعة في السعودية .
التضييق على لجين الهذلول لم يكون فقط في السعودية اذ أن الإمارات العربية المتحدة أيضا كانت قد منعتها من دخول أراضيها بتهمة التحريض على السعودية.
التعليقات مغلقة.