وادي عسال في الأردن .. الأودية العملاقة … مصاطب تتدرج في النزول من تخوم الكرك حتى تغوص في البحر الميت / أ.د.احمد ملاعبة والإعلامي أسعد العزوني

الأردن العربي – الثلاثاء 9/2/2021 م …




كتب :أ.د.احمد ملاعبة والإعلامي أسعد العزوني

رحلتنا اليوم تجمع بين الوادي والغور،حيث وعلى تخوم محافظة الكرك، تبدأ الطبيعة بتشكيل لوحة فنية مميزة بذاتها ،حتى أن تكرارها في منطقة أخرى يعد شبه مستحيل أن يأتي على نفس الحال.
وادي عسال شهد العسل بين اللون والمظهر،وهذا الوادي الذي ينساب بتضاريس غريبة ونادرة من محافظة الكرك،وكل جزء منه يمثل كتلة بمواصفاتها الخاصة ،ولكي تنفرد عن الكتلة التي تليها،جعلت النزول نحو الكتلة الأخرى مغامرة تحتاج إلى التسلق أو النزول ،سواء كنت في طريق الذهاب من بداية الوادي من شواطيء البحر الميت غربا بإتجاه بداية الوادي في محافظة الكرك.
هذه النزلات الصخرية تعطيك فرقا في الإتفاع من النقطة الأعلى 825 م إلى النقطة الأسفل على إرتفاع 400- م قبل أن يصل إلى البحر الميت،ففي كل نزلة “كتلة” هناك شيء يميز المنطقة ،وتجتمع هذه النزلات أو المصاطب بوفرة الماء الذي يسري كالسيول على أرضية الوادي،فأحيانا يفترش الأرضية بالكامل بين حدود جنبات الوادي الشاهقة ،التي عادة ما تكون عامودية ولا تخلو من التدرج والإنحناء.
جماليات المصاطب والنزلات هي ما جعلت جبال الأنديز الممتدة من أمريكا الجنوبية إلى أمريكا الشمالية،وأطلق عليها كلمة الأنديز الإسبانية التي تعني المصاطب، وربما تكون رحلة أنديز”مصاطب”وادي عسال جميلة ونموذجا مصغرا عن جبال الأنديز الشهيرة.
في الوادي تنوع نباتي كبير يسيطر عليه شجر النخيل ،الذي تبدو سيقانه مرة باسقات شامخات، وأخرى مائلات مميلات ،وفي قممها عسف النخيل الذي يتخلله لون الشمس الوهاج ليعطي هيكلا وضاءا تحدق به العيون.
إستقطب هذا الوادي الإنسان منذ العصور الموغلة في الزمن، فنرى بعض اللقى من الحجارة الصوانية المشذبة والكسر الفخارية المزخرفة حسب العصور ،فهنا قطعة سميكة من العصر البرونزي بلون زهري ،وأخرى رمادية من العصر الحديدي،وثالثة كسر فخارية وفيرة حمراء من الحقبة الرومانية وبعضها برقة قشرة البيض وهي ميزة الفخار النبطي.
الوادي عند مدخله يشهد إتساع مياه كثيرة،ومع المسير تبدأ أودية جانبية قد تشكلت، وأجمل ما فيها شلال وادي عسال، وصخور لونها عسلي ،وربما أن هذا تأكيد على أن الإسم جاء لهذا السبب، ولقد تجمعت بين كل مصطبة ومصطبة مصاطب أفقية تبحث عن الرسوبيات التي حملتها المياه،والتي وجدت نباتات الطرفة والقصّيب وحتى قصب السكر مرتعا لها فيها ،فنمت وترعرعت وكبرت وإرتفعت في الفضاء.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الوادي رغم أنه يعرف بإتساع مجراه ،إلا أنه في فترات ومصاطب قريبة من وسطه يضيق بحيث لا يمكن السير في أرضيته إلا لفردا أو لفردين فقط، وترى أحيانا الصخور المعلقة التي هبطت من عل بسماكاتها أو بحجمها الكبير ،ولم تستطع أن تحط من عل فعلقت في العالي بين الجنبات ،وأخرى إستطاعت الوصول إلى أرض الوادي،وأصبحت جلاميد كبيرة عرضة للحركة والتدحرج بفعل المياه وخصوصا في الفترات المطيرة،فتراها بعد أن كانت بحواف مدببة،أصبحت كالكرات الجاثية في حالة شبه إستقرار ،تنتظر أن تستقر بعد كل موسم ماطر وفيضان.
إن مسيلات المياه وبعد أن تنتهي عند كل مصطبة تحاول النزول إلى مصطبة أخرى على شكل شلال غزير التدفق،ولا تزال بعض النقوش الثمودية والنبطية باقية وبرسم وأبجدية واضحين ،يحتاجان لمن يفسرهما،وبعد المصطبة الرابعة هناك تركيب أطلقنا عليه تركيب الدبابة،حيث تجد مجسما صخريا شكله مربع تقريبا وفيه إيحاء نفسي أوتعبيري بأنه يشبه الدبابة.
مجتمع الأعشاب والشجيرات لم يترك للقصّيب والطرفة فرصة للسيطرة على الوادي وفرض نفسها عليه،فإنتشرت هنا وهناك في أرضية الوادي وعلى الجنبات شجيرات الطيون وحتى الشومر والشيح والقيصوم فتفوح من الوادي الروائح الزكية لهذه النباتات الطبية.
كل عام يشهد الوادي فيضانا ضخما أو عدة فيضانات وميضية ،وهي ما تشجع على تكون برك ومسطحات مائية للإستثمار،وهذه المياه القادمة مع الأمطار الغزيرة شتاءا ومن خزانات المياه الجوفية في الأعالي بمحافظة الكرك صيفا تجعل الوادي دائم الجريان.
مغامرة السير والتجول في هذا الوادي العملاق لا تخلو من المخاطر، حيث قد تقع كتلة حجرية بفعل العوامل الطبيعة والحركات من حواف الوادي العالية إلى قاعه، إضافة إلى أن الماء قد يفاجئك بفيض غدق يعلو عن المترين تقريبا،فلذلك لا بد من تأهيل الوادي كي يصبح مسارا سياحيا ومكانا آمنا للمغامرة والتسلق والنزول على الحبال بدون منغصات أو كوارث وأزمات قد تؤدي إلى إغلاق الوادي ومنع إستخدامه لأغراض السياحة والمغامرة.
وإلى الذين يعشقون الطبيعة وإعداد الطعام فيها من صاجيات وقلايات ،أصبحت تراثا وطنيا بدلا من الوجبات الجاهزة،فهناك أماكن كثيرة ترك زائروها مواقد النار التي تعرف عند العرب بالنقرة ،وما أكثرها على إمتداد الوادي.
لم تبخل الجيولوجيا في إيجاد تراكيب من الصخر الرملي ذو الألوان المتعددة ،والذي يطغى عليه اللون العسلي أوالقريب من العسلي ،فترى هذه الصخور قد تكسرت في بعض الأمكنة ،وأعطت نموذجا يشبه المدرجات التي يمكن أن يرتاح عليها المغامرون.
ومن الظواهر المميزة في وادي عسال ما يعرف علميا بالتطبق المتقاطع،أي أن التيارات داخل طبقات الرمل أعطت أسطحا للطبقات ،تظهر تطابقا جميلا وله أنواع كثيرة لا مجال لتفصيلها ونترك ذلك للمختصين.
وادي عسال إشتهر بالكثير من الزواحف وخاصة الأفاعي ذات الألوان الشبيهة جدا بألوان الصخر العسلي أوالزهري.
لم يترك باطن الأرض الصخور الرملية والجيرية تتربع وحدها في الوادي،فانبثق من الصهارة الماغماتية اجزاء تموضعت على هيئة مقاطع بلونها البازلتي داخل هذه الصخور ،فبدت كالأعمدة بسماكات تتجاوز المتر او المترين في بعض الحيان.
لقد خضنا عدة رحلات في الوادي وكان المرافقون معنا من طلبة الجامعة ووفود أجنبية من ألمانيا وامريكا ودول أوروبية كثيرة . ملحق وادي عسال
النفط في منطقة البحر الميت ووادي عربة
آبار وادي عسال ووادي الموجب

(ا.د. أحمد ملاعبة)

— نزازات نفطية و تفريغ اسفلتي على الفوالق والكسور – تعتبر من الشواهد الرئيسية على التواجد النفطي وهي التي كانت سببا في اكتشاف النفط في القرن التاسع عشر في امريكيا ولاحقا في كندا وايران والعراق
— بعد حفر 6 أبار استشكافية في منطقة البحر الميت – لم يعلن لغاية عن مكامن نفطية تجارية. مدير شركة ترانس حلوبال للبترول صرح ان هناك 500 مليون برميل نفط في منطقة البحر الميت. ولقد جوبه هذا التصريح بالرفض من جهات كثيرة لعدم تقديم الادلة الكافية والقناعة ان جيولوجية منطقة البحر الميت لا يمكن ان يكون فيها مكامن نفطية تحتوي على هذه الكمية من النفط. وهو بالفعل ما لم تستطيع الشركة اثباته.
— رغم كل هذه الوقائع شركة “ترانس جلوبل للبترول اعطت 80% من حصتها في الاستكشاف الى الشريك الاشتماري النفطي شركة “بوروسيتى ليمتد” والتي بعد ان حفرت بئرين في وادي عسال كتبت تقريرا ان الابار جافة

— واخيرا تم توقيع اتفاقية مع الشركة الكورية العالمية للطاقة لاجراء الدراسات في المنطقة- مدة الاتفاقية 3 شهور!!؟؟

— الآبار التي حفرت لغاية الان غير كافية ولايمكن الحكم مطلقا على ان منطقة البحر الميت و منطقة وادي عربة جافة نفطيا – فالنزازات شاهد أكيد على تواجد النفط
—كما ان والتفريغ الاسفلتي يعتبر شاهدا اخر على ذلك حيث ورد انه وجد على شاطىء البحر الميت عام ١٨٣٤ قطعة من الاسفلت (الحُمر) تزن حوالي 2.700 كيلو غرام. وقد ساد اعتقاد عند البعض ان الاسفلت يطفو على السطح بفعل الزلازل التي تتسبب بانفصال قطع كبيرة منه عن قعر البحر. ولكن يُرجّح اكثر ان الاسفلت ينفذ من الطيات الاختراقية او الصدوع ويصل الى قعر البحر حيث يلتصق بالصخور المكوَّنة من ترسبات ملحية. وعند ذوبان هذه الصخور، تطفو كتل الاسفلت على سطح المياه.

–واخيرا الشواهد النفطية العديدة تؤكد أن الاردن يملك الاحواض الرسوبية الهيدروكربونية والتي تعطي دليلا على أن الاردن – يملك النفط و ان البدء في حفر الابار العميقة وخصوصا في منطقة وادي السرحان والصفاوي وحقل حمزة ستعطي نتائج اكثر من المتوقع.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.