سفينة المناصرة… ثمرة نضال اللجنة القومية المصرية لمناصرة الشعبين الفلسطينى واللبنانى (1)
الأردن العربي ( الأربعاء ) 2/12/2015 م …
إعداد :
المرحوم / صالح البرغوثى (فلسطين)
أ.د / أحمد حسين الأهوانى (مصر)
أ.د / سعيد صلاح الدين النشائى (مصر)
الناشر
مركز يافا للدراسات والأبحاث – القاهرة
الطبعة الثانية (2015)
كتب المدير العام / عاطف زيد الكيلاني …
يتشرف موقع ” الأردن العربي ” ، وكما عوّد قرّاءه دائما ، وكما يفرض عليه التزامه الوطني والأخلاقي الصارم بنهج الممانعة والمقاومة ، وكذا تبنّيه لأيّة مبادرة أو مشروع يخدم هذا النهج ، يتشرّف بأن ينشر هذه المادة على حلقات … وهذه هي الحلقة الأولى …
================================================================
سفينة المناصرة / اللجنة القومية المصرية لمناصرة الشعبين الفلسطينى واللبنانى
إعداد / لجنة أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية…
لمناصرة الشعبين الفلسطينى واللبنانى …
مقدمة فلسطينية
عندما تحركت طوابير الدبابات الإسرائيلية وبدأت مدافعها ترسل حممها على أرض لبنان ومن عليها، كان أول ضحاياها مقولات ثلاث :
المقولة الأولى : أن قوة إسرائيل الأمريكية الهائلة تجعلها تشعر بالأمن والأمان فتصبح قابلة للتصرف بمرونة تجاه الطروحات السلمية الأمريكية !! .
والمقولة الثانية : إن اتفاقيات كامب ديفيد جعلت حرب أكتوبر آخر الحروب.
والمقولة الثالثة : إن الصراع العربى الإسرائيلى يتمحور حول الحاجز النفسى !! .
فلا إسرائيل شعرت بالأمن والأمان بسبب تفوقها ولا كانت حرب أكتوبر آخر الحروب، ولا إزالة الحاجز النفسى قد خففت من الصراع رغم الصدمات الكهربائية الساداتية !! .
وعندما اشتد هدير المدافع وأخذت الأصداء تذهب بعيداً وعميقاً فى عالمنا العربى كان الصمت الرهيب يخيم على أرض العروبة من محيطها إلى خليجها ! .
استثناء واحد فقط وهام جداً – رغم تواضعه – قد وقع، هذا الاستثناء كان فى مصر.. أجل مصر التى أرادت أمريكا والصهيونية أن تقيدها وتكممها بإتفاقيات كامب ديفيد.. لاشك أن خطئاً قد حدث فى أجهزة الكمبيوتر ومعاهد الدراسات الاستراتيجية !! .
وإلا فكيف لم تستطع التنبؤ بأن شيئاً هاماً يسمى : ” اللجنة القومية لمناصرة الشعبين الفلسطينى واللبنانى ” سوف تكسر القيود وتزيل الكمامات وتنطلق عملاقاً مصرياً يصرخ بكل شجاعة ” نحن شعب مصر أقوى من كل القيود وأصلب من كل المؤامرات وستبقى مصر هى قلعة العروبة وبؤرة حركتها الوطنية “.
إذن فهى لجنة ” قومية ” بعد أن أعتقد البعض أن مصر ألقت بالقومية وراءها ظهرياً، وانكفأت وراء شعارات إقليمية مشبوهة.
وهى أيضاً لمناصرة الشعبين الفلسطينى واللبنانى وليس الفلسطينى وحده، إذن أين مقولة أن شعب مصر قد تعب من النضال والكفاح ومن الحروب التى خاضها من أجل فلسطين والعرب وخسر فيها أكثر من مائة مليار دولار ومائة ألف شهيد ؟! .
ها هى اللجنة القومية للمناصرة تقول لكل العالم ” نحن هنا لم ولن نتعب ” .
ومن المناسب أن نلقى نظرة سريعة على الظروف التى كانت تسود مصر والعالم العربى حتى يتسنى لنا أن نثمن قيام ” لجنة المناصرة ” بصورة موضوعية وصادقة .
فقد كانت الحركة الوطنية التحررية فى عالمنا العربى تقاسى أشد الصعاب بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد وتشديد النكير على أحرار مصر، وكان التمزق يفعل فعل السموم فى الجسم العربى، وتلاحقت الضربات على رموز الحركة الوطنية المصرية بدءاً بالاعتقالات العشوائية الموسمية ومروراً بالحد من الحريات ومصادرة صحف المعارضة باستمرار وشن القوانين “سيئة السمعة” وانتهاءاً بفتح السجون لتضم شعب مصر بأجمعه ممثلاً فى كل رموزه الوطنية والدينية والسياسية والصحفية والقانونية والفنية والثقافية وكل ما يجعل مصر أم الدنيا وكنانة الله فى أرضه.
ومن الطبيعى أن يكون لكل هذا أسوأ الأثر على معنويات الشعوب العربية وفى مقدمتها الشعب الفلسطينى الذى كان ينظر لأحرار مصر من أجل دعم نضاله فى الأرض المحتلة وخارجها .
وبدأ القادة الفلسطينيون يشعرون بأن المسرح فى طور الإعداد من أجل جولة دموية جديدة على أرض لبنان بعد أن سويت الأمور فى مصر على الطريقة الأمريكية الصهيونية .
وبلغ اليأس مبلغاً عظيماً، فالناس فى مصر لا يتحدثون عن شئ غير النكبة التى حلت بهم، ولكن الأحداث جاءت مفاجئة للجميع ومغايرة لكل الحسابات، فسقط السادات قتيلاً فى أقوى قلاعه وعاد أحرار مصر إلى مواقعهم ولكن تسيطر عليهم حيرة كبرى ويبحثون عن نقطة جاذبية قوية يمكن أن تتبلور جهودهم حولها، فكان الغزو الصهيونى للبنان هو الذى أوجد تلك النقطة فتنادى شباب مصر وشيوخها، رجالها ونساؤها وشكلوا اللجنة القومية لمناصرة الشعبين الفلسطينى واللبنانى .
وكان لها دور رائع وسريع فى إحياء الأمل لدى الطلائع الثورية التى كادت تكفر بالشعوب العربية وتسقطها من حسابها، وتشكلت اللجان الفرعية فى كل مكان مثل خلايا النحل تعمل بنشاط عظيم تجمع الرحيق من كل حقل سياسى فى مصر لتجعله شهداً يشفى الجسم الوطنى المصرى الذى كادت تنهكه الضربات والمؤامرات، كما أصبحت تمد العون المعنوى للصامدين الأبطال فى بيروت.
إلا أن خلايا النحل تلك خلقت ذعراً فى بعض الأوساط فاعتبرتها خلايا عمل سياسى نشيط دؤوب فبدأت تضع أمامها العراقيل، ورغم ذلك صمدت بشكل يثير الإعجاب وتوجت صمودها بإرسال سفينة المناصرة إلى المناضلين فى بيروت برغم الحصار الصهيونى. وكان على متن تلك السفينة زمرة رائعة من رموز مصر الوطنية وكان لوصول السفينة مع ركبها الكريم أعظم الأثر المادى والمعنوى، ولسوف تذكر سفينة المناصرة فى التاريخ العربى كما ذكرت سفينة نوح عليه السلام، فكما أنقذت سفينة سيدنا نوح بعض الكائنات الحية من الطوفان كى تستمر الحياة على كوكبنا فإن سفينة المناصرة قد أنقذت بعض الآمال فى العمل الجماهيرى كى يستمر النضال ضد أعداء الشعوب !! .
ومن حق اللجنة القومية للمناصرة أن يكون لها سجل يوثق جميع أعمالها ونشاطاتها ونشراتها وقد جاء هذا الكتاب الوثائقى خير وفاء لحقها ووضع بأمانة وصدق ما يجب أن يوضع ، ولاشك أن الذين قاموا بهذا العمل الرائع قد بذلوا جهداً شاقاً حتى يكونوا أوفياء لمهمتهم .
ولقد لفت انتباهى الجهد الخاص الذى بذل لتضمين هذه الوثائق ذلك الجزء الهام من الحوار الذى جرى بين وفد اللجنة المرافق ” لسفينة المناصرة ” وبعض القيادات الفلسطينية واللبنانية خلال الحصار رغم صعوبة إخراج التسجيلات فى تلك الظروف بالغة الصعوبة .
وكفلسطينى عايش قيام اللجنة من اللحظة الأولى وتربطنى صداقة اعتز بها مع كثير من قادة اللجنة كنت لا أخفى إشفاقى عليها من الفشل بسبب العقبات التى كانوا يعلمون مثلما أعلم أنها تنتظرهم عند كل منعطف، ولكن إيمانهم الصادق وإحساسهم القومى العميق جعل مخاوفى تتلاشى مع كل اندفاعة يندفعونها نحو هدفهم ونجاح يحققونه.
وإن كان لى من أمنية أتمناها فهى أن يستطيع قادة هذه اللجنة أن يبقوا عليها قائمة بنشاط فهى مكسب عظيم للعمل الوطنى ويجب أن تكون قدوة لجميع الوطنيين العرب فى كل مكان عندما يقرأون هذا الكتاب .
القاهرة – أكتوبر 1983
صالح محمد البرغوثى
عضو المجلس الوطنى الفلسطينى
==================
مقدمةمصرية للطبعة الثانية :
قام المناضل الفلسطينى المرحوم صالح البرغوثى بإعداد الطبعة الأولى لهذا الكتاب كما تفضل بكتابة المقدمة الفلسطينية. كما قام سيادته بطبع وتوزيع عدد كبير من النسخ وذلك فى عام 1983 . والآن وبعد مرور 32 عاماً (2015) واستمرار النضال الفلسطينى ضد العدو الصهيونى الغاصب نقوم بنشر الطبعة الثانية من الكتاب . تحية لكل المناضلين الفلسطينيين وكل من يدعمهم من الأبطال العرب .
القاهرة – نوفمبر2015
أ.د. أحمد حسين الأهوانى
أ.د. سعيد صلاح الدين النشائى
التعليقات مغلقة.