روبرت فيسك : ليس هناك 70 ألف مقاتل معتدل في سورية يا كاميرون.. ومن سمع بمعتدل يحمل بندقية كلاشينكوف
الأردن العربي ( الأربعاء ) 2/12/2015 م …
أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن الجيش العربي السوري، هو القوة النظامية الوحيدة في سورية، واعتبر أن ما يسمونهم معارضة معتدلة لا وجود لها في سورية. واعتبر المتحدث الرسمي باسم لجنة التحقيق الروسية فلاديمير ماركين أن تركيا تشكل الغطاء السياسي لتنظيم داعش الإرهابي، والجريمة المنظمة، في حين أكد باحثون أن روسيا سترد على عدوانية أنقرة التي تعد الخاسر الأكبر.
و أكد فيسك في مقال نشر في صحيفة «الإندبندنت» تحت عنوان، «ليس هناك 70 ألف مقاتل معتدل في سورية يا كاميرون.. ومن سمع بمعتدل يحمل بندقية كلاشينكوف»، إن الجيش العربي السوري الذي يشكل القوة الحقيقية على الأرض في سورية، والذي لم يخش أبداً من المجموعات المسلحة الذين دائماً ما يفرون أمامه، هو القوة النظامية الوحيدة في سورية.
وقال بحسب وكالة «سانا»: «إن حديث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام مجلس العموم البريطاني الأسبوع الماضي عن 70 ألف مقاتل معتدل منتشرين في سورية، لم يكن مجرد كذب على المنوال الذي اتبعه سلفه توني بلير في الكذب ذلك أن الأخير كان قد أقنع نفسه بتصديق أكاذيبه لكن ما يفعله كاميرون الآن هو شيء يقترب من كونه مسرحية هزلية وسخرية غريبة مثيرة للضحك»، مضيفاً: «ليس هناك من قائد أوروبي آمن قبل بأوهام عسكرية كما فعل كاميرون الأسبوع الماضي».
وسخر فيسك من تصوير كاميرون لهذا «الجيش الشبح» على أنه «قوات برية»، موضحاً: «إنني أشكك في وجود 700 معتدل نشط على الأرض في سورية وأنا بذلك في قمة الكرم ذلك أن الرقم قد لا يتجاوز السبعين فقط ناهيك عن أن يكون 70 ألفاً، إضافة إلى ذلك أليس المقصود بصفة المعتدلين أناساً لم يحملوا السلاح من قبل… ومن ذا الذي سمع قبل الآن عن معتدل يحمل بندقية كلاشينكوف».
وتابع الكاتب البريطاني: «إن تنظيم داعش يستطيع أن يرتكب مجزرة ويقتل مواطنينا ولكنه بالطبع لا يوشك على احتلال باريس أو لندن كما فعلنا نحن والأميركيون في بغداد والموصل عام 2003.. وما يسعى إليه بالفعل هو أن يقودنا إلى تدمير أنفسنا وأن نكره أقلياتنا المسلمة في بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية ويقودنا إلى حرب أهلية».
وختم الكاتب بالقول: إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أدرك هذه الحقائق تماماً وهو يعلم أن تركيا تساعد داعش ولهذا فإن طائراته تدمر قوافل النفط المسروق من سورية إلى تركيا. ويؤكد بوتين أنه لو كانت طائرة أميركية قد خرقت الأجواء التركية لم يكن سلاح الطيران التركي ليقصفها».
وفي الإطار ذاته، نشرت صحيفة «إزفيستيا» الروسية وفق ما نقله الموقع الالكتروني لقناة روسيا اليوم عنها، مقالة بقلم المتحدث الرسمي باسم لجنة التحقيق الروسية فلاديمير ماركين حول داعش وغطائه السياسي، والجريمة المنظمة، جاء فيه: «داعش هي غطاء سياسي لعمليات تهريب كبيرة من بينها النفط، لذلك من الضروري استنفار كل شيء لمكافحة الجريمة والمجرمين الدوليين».
وتابع ماركين: «نحن في سورية نقوم بعمل عادل وسوف ننتصر مع حلفائنا على العدو المشترك. ولكن هنا لا بد أن نفهم بالتحديد من هو عدونا؟ ومن ليس صديقاً وليس عدواً؟ هذا السؤال مهم وخطير جداً، لذلك نعود إلى تعريف الإرهاب الدولي كما جاء في التقرير المقدم عام 2010. الإرهاب الدولي هو: شبكة معلومات وحرب نفسية ضد الدول والمجتمعات المتحضرة من جانب شبكة الجريمة الدولية المنظمة التي تقوم بتهريب وتجارة المخدرات والسلاح والرق وأعضاء الجسم البشري وغيرها من شبكات الجريمة. فتقوم العمليات الإرهابية هنا بالدور الطليعي في الضغط على الدولة والمجتمع، في حين يبرر بعض السياسيين الإرهاب، مما يسبب انقسام الجبهة الموحدة المضادة للجريمة الدولية المنظمة، أي يقومون بدور الغطاء السياسي للجريمة».
ومضى قائلاً: إن ما يجري في سورية وحولها يؤكد تماماً هذا التحديد. فداعش والنصرة (جناح تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية) ليستا سوى غطاء سياسي لعمليات تهريب النفط والعملات الصعبة والآثار والأعضاء البشرية وتجارة الرق. وإن السياسيين الضعفاء أمثال «زعماء» تركيا، ليسوا سوى دمى يحركها قادة الجريمة.
وبين الكاتب، أن «أراد الإرهابيون ومن يساعدهم إخافة روسيا وتعطيل عمل مؤسسات الدولة، وجعلها تتراجع عن موقفها الثابت في مكافحة الإرهاب. لكن هذا لن يحصل، ونحن سنعمل على تعزيز الأمن والنظام للدولة ومواطنيها. ولكن ليس بتقييد حرياتهم وحقوقهم، بل على العكس تماماً بضمانها في ظل الظروف والأوضاع الخارجية المعقدة. ولتحقيق هذا يجب قبل كل شيء الحد من نشاط المجرمين وشبكات الظل المختلفة. ولن تكون الحرب ضد الجريمة الدولية سهلة. وإن خسارة كل عملية إرهابية في روسيا لهي حجة لهجمات نفسية يشنها «الطابور الخامس» الذي ينوي الانتقام».
التعليقات مغلقة.