إنقلاب الموقف الخليجي تجاه الأردن … وراء الأكمة ما وراءها! / د. أسعد العزّوني
د. أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 20/2/2021 م …
فجأة وبدون مقدمات ،إكتشف بعض صناع القرار في الخليج أن الأردن دولة محورية وأنه حجر الزاوية،وحقيقة الأمر أن ما قاموا به هو عبارة عن إعادة إكتشاف إضطرارية بعد ان لمسوا أنهم يناطحون صخرة من الصوان إسمها الأردن، ولأنهم يعرفون الأردن حق المعرفة بدلوا مواقفهم تجاهه من ساعين لشطبه بالتحالف والتنسيق مع مستدمرة الخزر في فلسطين،وفرض حصار مالي عليه ،بسبب عدم تماهيه معهم في حصارهم الغاشم على دولة قطر وشعبها الشقيق،ورفضه مشاركتهم جرائمهم البشعة ضد الشعب اليمني الشقيق، ولذلك تبدلت نبرتهم تجاه الأردن من نبرة عداء سافر وضغوطات ومحاولات سحب الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة منه لإضعافه ،إلى نبرة تودد ومحبة ودعم ووعود وإستثمارات ،وصلت حد دعم الوصاية الهاشمية ،وهذا ما يبعث على التخوف من تبديل المواقف بمثل هذه السرعة،خاصة وأنهم بدأوا يطرحون إمكانية ضم الأردن لمجلس التعاون الخليحي بصيغة أو بأخرى.
يحق لنا التساؤل عن سر هذا التغير المفاجيء في المواقف 180 درجة ،سواء كان هذا التبدل ساذجا أوبريئا وهو ليس كذلك بطبيعة الحال،ولماذا هذه المحبة الزائدة للأردن وفي هذا الوقت بالذات ،وكذلك التقرب منه ونيل ثقة قيادته والإيعاز بتدفق الإستثمارات إليه ،وهل نحن ملزمون بالأخذ بحسن النوايا أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟وأنهم إنما غيروا أقنعتهم فحسب ولحاجة في نفس يعقوب ،وما تزال النوايا الحقيقية على حالها.
من حقنا أن نجتهد خاصة بعد أن شهدنا التجاوز على الأردن بالتحالف مع مستدمرة الخزر في فلسطين،والحديث صراحة عن دخولهم السافر بمساعدة منها إلى ملف الوصاية الهاشمية ، والضغط لسحبها من الأردن وهذا أمر غير مقبول أردنيا ولا حتى فلسطينيا.
يبدو أن رؤوس البعض إصطدمت بسقف فهمهم المتواضع للأمور ،وأنهم صحوا بعد سبات طويل أزعجوا الكون فيه بشخيرهم ،خاصة وأنهم ينفذون حاليا مع مستدمرة الخزر مشروع الشرق الأوسط الجديد، القائم على تلاقح العقل اليهودي”الذكي”مع المال العربي “السائب”على حد قول الهالك بيريز،ويبدو أنهم أدركوا أن مفتاح النجاح لهذا المشروع هو الأردن،ووجدوا أنه يمتاز بموقع إستراتيجي متفرد عن بقية دول الإقليم ،وأن موقع الأردن الإستراتيجي هو مفتاح نجاحهم في هذا المشروع،ولذلك راجعوا أنفسهم وقرروا النكوص إلى الوراء بطريقة محسوبة لنيل رضا الأردن وربما مؤقتا،قبل الإنقضاض عليه بالكونفدرالية الأردنية –الفلسطينية، التي ستضم الأردن وأشلاء من الضفة الفلسطينية ،عجز الصهاينة عن إبتلاعها بسبب إكتظاظها السكاني.
كما أسلفنا فإن الأردن يمتاز بموقع إستراتيجي متفرد عن بقية دول الإقليم التي تحيط بفلسطين،كونه البوابة الرئيسية التاريخية المعتمدة لفلسطين على مر التاريخ،بدليل أن كل الحضارات التي أرادت الخلود بالوصول إلى شواطي البحر المتوسط الشرقية ،كانت تعبر إلى فلسطين من الأردن وليس من بوابة أخرى،وبما أن المطبعين التهويديين في الخليج غارقون في المشاريع الإقتصادية الداعمة للكيان الصهيوني ،فقد إضطروا لتغيير نظرتهم للأردن ومخاطبته بلهجة مختلفة لتحقيق أهدافهم،إذ أن مشروع سكة الحديد الذي يربط ميناء حيفا الفلسطيني بالخليج يمر عبر الأردن ،وكذلك خط أنابيب كركوك -حيفا النفطي يمر عبر الأراضي الأردنية ،وهناك أمور أخرى ربما نغفل عنها لكنها ستصدمنا حال ظهورها على أرض الواقع ،يكون الهدف منها بطبيعة الحال هو توفير الدعم للكيان الصهيوني بعد أفول شمس أمريكا،وعدم قدرة الصين على تمويل هذا الكيان كما كانت تفعل أمريكا،ويقيني أن لهذا الأمر علاقة بهذا الإنقلاب الخليجي المفاجيء تجاه الأردن ،لكننا نذكّر هؤلاء بأن عليهم معرفة الصقر جيدا …..
التعليقات مغلقة.