عِلَّةُ في أمّة العرب ( شعر ) / عبد الله ضراب الجزائري
عبد الله ضراب الجزائري – الأربعاء 24/2/2021 م …
***
ألا شدِّ المشاعرَ بالزِّمامِ … إذا تاقَ الفؤادُ إلى الهُيامِ
فهل ترضى التَّغافُلَ بالتَّصابي … وأمَّتُنا تُضرَّجُ بالكِلامِ؟1
نرى أهل الدَّنيَّةِ قد تمادوا … وعاثوا في البلادِ وفي الذِّمامِ2
نرى شعبَ العروبةِ مُستذلًّا … يُمرَّغُ في المهازلِ والطَّوامِي3
يخادعُه الأميرُ ويَعتليه … ويورِدُه النَّكائبَ كلَّ عامِ
أميرٌ قد تنكَّر للسَّجايا … فأضحى كالمساخرِ في الأنامِ
وهل تجِدُ الشُّعوبُ بصيصَ عِزٍّ … إذا سكنَ التَّخبُّطُ في الإمامِ؟
إمامٌ مستبدٌّ في غرورٍ … بلا نهجٍ يقودُ إلى المَرامِ
هوايتُه التَّمتُّعُ بالصَّبايا … وأنواعِ اللَّذائذِ والطَّعامِ
ولا يدري لحُكمِ النَّاس معنى … سوى معنى التَّسلُّطِ و اللِّجامِ4
ولكنْ لليهودِ له سجود ٌ… يُؤدَّى في خُشوعٍ وانْسِجامِ
يُناجيهمْ على فُرُشِ الدَّنايا … بِكُمْ عَرْشي يُثبَّتُ ، واعْتِصامي
ألا إنَّ الملوكَ قَطيعُ حَمقى … يَدِبُّ على الدَّنيَّة والملامِ
يسوقهمُ اليهودُ إلى المخازي … كأسرابِ البهائم والهَوامِ
يفُكُّون النَّوازلَ والقضايا … بتدبيرٍ كتدبيرِ النَّعامِ
لهم في الحكم زيغٌ من خبالٍ … يورِّطُ في المذلَّةِ والظّلامِ
لقد نشروا المآسيَ في بلادٍ … أوَتْ خيرَ المكارمِ والكِرامِ
رمَوْا يَمَنَ السَّعادة بالرّزايا … فأُغْرِقَ في المآتم والحُطامِ
طفولتُه تشيبُ من البلايا … وعزَّتُه توارتْ في الرُّكامِ
سَلُوا عنه الجياعَ وقد أجابوا … بما يُغني العقولَ عن الكلامِ
سَلوا صَرعَى الوباءِ ومن ترامَوْا … على دربِ المنيَّةِ في الخيامِ
سلوا وجَعَ الأراملِ والثَّكالى … ومن عانى التَيَتُّمَ في الفِطامِ
سلوا الصّومالَ عن غدرٍ وقهرٍ … سلوا صرعى التَّآمرِ في الشَّآمِ
سلوا ليبيا التي ضاعتْ وباتتْ … يُهدِّدها مصيرُ الانقسام
شخابيطُ الخيانة دمَّرونا … ألا تبًّا لأعرابٍ طِغامِ
طبيعتُهمْ فجورٌ في غرورٍ … ودينُهم التَّبجُّحُ بالحرامِ
لقد زعموا التَّحكُّمَ في الفضاءِ … كمحمومٍ يُهلوِسُ في المَنامِ
ألا يا أتفه السُّفهاء تبًّا … وسُحقاً في الوجود على الدَّوامِ
تضُخُّونَ الرُّيوعَ بلا حسابٍ … لأعداءِ العقيدةِ والسَّلامِ
وأبناءُ العروبةِ في عناءٍ … يُدارونَ المجاعةَ بالصِّيامِ
تبجَّحْ يا عدوَّ الله واكذبْ … رِياؤُكَ من شعورِ الإنفصامِ
صيصدِمُكَ الوعيدُ الحقُّ يومًا … وتشقى بالمواجِعِ والسِّقامِ
ستُردَمُ في التُّرابِ بلا أنيسٍ … ولو شيَّدتَ قصرَكَ في الغَمامِ
ألا فَكِّرْ وفَكِّرْ ثمَّ فَكِّرْ … على حالِ الجلوسِ وفي القيامِ
فإنَّ العيشَ هشٌّ ذو حُدودٍ … فقد تلقى المنيَّة بالزُّكامِ
وقدْ يُرديكَ أقربُ من تراهُ … وفِياًّ ، بالسُّمومِ أو الحُسامِ
وقد تَهْوِي بِجسمِكَ هِيلِكُبْترْ … فتُمسي كالكرانِفِ في الضِّرامِ
وقد يأبى الرِّجالُ هوانَ شَعبٍ … فتهلك في التَّناوشِ والصِّدامِ
سمومُكَ في فؤادك مُهلِكاتٌ … سيقتلك الدَّفينُ من القُتامِ
تكبَّرْ ، سوفَ تهلكُ ثم تُبعثْ … وتُعْفَسُ يومَ حَشْرِك في الزِّحامِ
***
طبيعتُنا السَّماحةُ والوِدادُ … نَعِفُّ عن العداوةِ والخِصامِ
ولكنَّ الأذى أضحى سِهاماً … تطاردُنا بأوتارِ اللِّئامِ
فأذيالُ الصَّهاينة استبدُّوا … أرادوا أن نُكَبْكَبَ في الحِمامِ
يُهدِّدنا العميلُ ولا نَراهُ … سوى ذيلاً يُعفَّرُ في الرُّغامِ
جزائرُنا الأبيَّةُ سوف تبقى … كَطودٍ في الهَزاهِزِ واللِّطامِ5
تقاومُ من يخونُ وتزدريه … على رغم النَّقائصِ في النَّظامِ
وتُلجِمُ كلَّ شخبوطٍ خَؤونٍ … بِجيشٍ باسلٍ حرٍّ لهامِ6
فإنَّ الجيشَ شعبٌ في بلادي … وإنَّ الشَّعبَ جيشٌ في الأمامِ
يصدُّ الكائدينَ بكلِّ كيدٍ … ويحمي في المعامعِ كلَّ حامِي
ألا أينَ البواسلُ في خليجٍ … غدا داءَ الهدايةِ والسَّلامِ ؟
ألا كفُّوا الشَّخابط عن حِمانا … ولا تُذكوا العداوةَ بالتَّعامِي
***
هوامش :
1/ الكلام: الجراح
2/ الذمام : الحرمات
3/ الطّوامي : الطامات من المآسي
4/ اللجام : أي الجام الرعية واسكاتهم
5/ اللطام : الصراعات
6/ لهام : كثير العدد
التعليقات مغلقة.