الموت خلف الأبواب / المحامي محمد الصبيحي
الموت يختطف من بيننا أصدقاء واحباء، والجائحة وصلت كل بيت (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي ارض تموت) ولا بأي داء تمرض وتموت ، ويبدو ان الامر خرج عن السيطرة بسبب الإجراءات الجزئية، وبسبب عدم القدرة على فرض حظر شامل طويل لأسباب مالية.
الحكومة عاجزة عن فرض حظر شامل محكم لأسبوعين او ثلاثة لأنها لا تملك إمكانيات مالية لإطعام 70٪ من الشعب وبذات الوقت لا تريد استعمال أوامر الدفاع للمس بأموال أصحاب الملايين المكدسة في الداخل والخارج، ولذا فهي تراوح مكانها ويظن الناس انها تتحرك.
في الحقيقة والمضمون الحكومة لا تفعل شيئا اكثر من جباية مخالفات وإطلاق الاخبار في المعركة ضد ( الارجيلة) وكان المقاهي الفارغة اساسا هي سبب البلاء، وتتعامى عن المصيبة الكبرى في المولات الكبرى وفي ردهات المحاكم والوباء المعشش فيها والذي اطاح بعشرات السادة القضاء والموظفين.
الخميس الماضي كان عطلة رسمية بسبب الثلوج فتم تأجيل قضايا المحاكم تلقائيا الى اليوم الخميس،، فمالذي حصل؟؟ تضاعف عدد القضايا أمام كل قاض بحيث وصل إلى اكثر من مائة قضية ، وتضاعف عدد المراجعين وازدحمت محاكم عمان لدرجة الاختناق.
يوم أمس دخلت احد (المولات الكبرى) فاضطررت للخروج مسرعا حين رأيت أمة لا إله إلا الله وكأنه يوم الحشر.
ومع ذلك لانفعل شيئا غير الاستقواء على يوم الجمعة بالحظر دون مبرر، ودون اي دراسة عن تأثيره على الحالة الوبائية، ثم ينطلق سجناء البيوت صباح السبت دفعة واحدة الى الأسواق.
يا دولة الرئيس لا بديل عن الأحكام العرفية للسيطرة على فائض الأموال المكدسة وفرض حظر شامل لشهر كامل بعد تزويد كل الناس بحاجاتهم التموينية وإغلاق الحدود.. انها جراحة مؤلمة ولكن لا مفر منها.
لن تفعل الحكومة شيئا من ذلك، وسيأخذ الوباء مداه وسيسخر من الأطباء والمرضى ومن إجراءات الحكومة، لذا فإن نصيحتي أن نسارع جميعا إلى التوبة إلى الله فقد تكون ساعة أي منا بعد ساعة أو بعض يوم او لحظة، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور وإنا لله وإنا إليه راجعون.
التعليقات مغلقة.