تقرير عن الجماعات الإرهابية والإرهابيين في الأردن وموقف الأردن الرسمي والشعبي منها
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الأربعاء ) 21/1/2015 م …
*قلق اردني شعبي من تواجد داعش في بيئات حاضنة .. وإجراءآت أردنية متعددة على صعيد مواجهة استراتيجية للفكر التكفيري بالتوازي مع جهد إعلامي نوعي واستعدادات أمنية وعسكرية ” اضطرارية ” لعمليات خارج الحدود
*مفاوضات أردنية ” داعشية ” غير مباشرة بشأن الطيار الكساسبة .. وداعش تريد مفاوضات مباشرة مع عمّان
*حوالي 4 آلاف إرهابي اردني يقاتلون في العراق وسورية وقرابة 6 آلاف خلايا ارهابية نائمة في الأردن يتركزون في مخيم شلنلر والسلط ومعان
*تجد الجماعات الإرهابية بيئات حاضنة في جيوب الفقر والبطالة والتعصب .. يزيدها الفساد المالي وعدم تنفيذ اصلاحات عميقة نمواً
*بيوت عزاء علنية يقيمها أهالي الإرهابيين القتلى في سورية والعراق
كشف شريط مصور، انتشرمؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، لعناصر داعش في مناطق مختلفة من الأردن، أبرزها محافظتا معان والزرقاء، جنوبي ووسط الأردن ، ما أثار قلق أوساط شعبية أردنية ، وحذرت منه أحزاب وقوى المعارضة القومية واليسارية وبخاصة بعد تهديداتٍ أطلقتها داعش ، قالت فيها أنها عازمة على الدخول إلى الأردن ، بعد أن تلقت ضربات موجعة على الجبهتين السورية والعراقية ، بعد فترة من التمدد السريع ، الآخذ بالانكفاء .
وتقول وسائل إعلام أن السلطات الأردنية بحسبها قلقة من مغبة قيام عناصر محسوبة على داعش في الأردن بعمليات تفجير في مناطق حساسة من البلاد.
وقالت هذه الوسائل أنه شوهد عدد من مناصري داعش يرفعون أعلامها ويافطاتها في مسيرة انطلقت بمنطقة ياجوز شمالي العاصمة ؛ عمان، هتف فيها المشاركون تأييداً لتلك “الدولة”، ولـ أبو بكر البغدادي المزعوم خليفة للمسلمين!؟
وفي حينه قبضت الأجهزة الأمنية على العشرات ممن شاركوا في المسيرة القريبة من العاصمة عمان.
ويقدر بعض الأردنيين حجم وحضور عناصر داعش في الأردن بنحو 5 ـ 7 آلاف مؤيد، إلا أن غالبيتهم بحسب القيادي في التيار السلفي الجهادي “أبو قتادة” من فئة الشباب المغرر بهم، الذين يُعتبرون وقود الحرب في العراق وسورية، ويفتقرون إلى الموجه الشرعي في أفعالهم وتصرفاتهم، بحسب أقوال سابقة نسبت له.
وتشن الأجهزة الأمنية الأردنية حملة اعتقالات واسعة في صفوف عناصر ومؤيدي داعش وداهمت منازل محسوبين عليها في كل من مخيم حطين على الطريق القديم للعاصمة عمان ومدينة الرصيفة التابعة لمحافظة الزرقاء .. وفي مدينتي السلط ( غرب العاصمة عمان على طريق عمان الأغوار الوسطى ) ومعان الجنوبية.
وتقول مصادر أمنية أردنية ، أنها تسيطر على مفاصل التنظيم في البلاد، وأنها تتابع تحركاتهم أولاً بأول.. لكن مبعث القلق من داعش يتعلق بوجود بيئات حاضنة لها في بعض المناطق جراء جيوب الفقر والبطالة والفساد المالي ، ما أتاح انتشار فكر ديني تكفيري ومتطرف ومعارض للدولة الأردنية .
ويرى مراقبون أن عدم جدية الحكومات المتعاقبة في تحقيق إصلاحات حقيقية ، وجراء سياسات التبعية تجاه واشنطن وعدم اتخاذ مواقف حازمة تجاه الكيان الصهيوني في قضايا عديدة من بينها تدنيس المقدسات وسرقة المياة الأردنية وتلويث نهر الأردن المقدس وتشجيع التطبيع مع الصهاينة أو الصمت عنه وغير ذلك ، اسهم وكرس بيئات حاضنة لداعش واخواتها .
ويرى مراقبون أن الأحكام القضائية التي تتخذها الجهات المعنية على أعضاء وانصار داعش ليست رادعة لغيرهم ، وبخاصة أن بيوت عزاء علنية تقام للأردنيين الذين يقتلون في سورية والعراق على انهم شهداء، وكانت تقام استقبالات العائدين من معارك القتال في سورية مع بداية الأحداث فيها ، فيما لم يكن الأمر كذلك ، عندما قدم قياديين إخونيين العزاء بمقتل ابو مصعب الزرقاوي في العراق قبل سنوات .
واعتبر النائب الأردني عساف الشوبكي أن الفرقة والتشرذم والجهوية والمناطقية والإقليمية والطائفية ، بيئات حاضنة للإرهاب ما يستوجب تعريتها ، للحفاظ على أمن الوطن، وأن الأمر ليس محصوراً في الأجهزة الأمنية وحدها بل إن ذلك ملقى على عاتق الجميع مؤسسات وأفراد،ﻷن النار إذا اشتعلت فستحرق الجميع، داعياً لإطفائها قبل أن تشتعل وتستعر ﻷن عظائم النار من مستصغرالشرر .
وتثير تصريحات البنتاغون الأمريكي بان الهجمات على داعش قد تستغرق سنوات قلقاً ، وبخاصة إذا عزمت جماعة داعش على توجيه ضربات للأردن جراء مشاركته في الضربات الجوية ضد مواقعها في العراق والشام.. فيما يرى آخرون ان خطر الخلايا النائمة والتفجيرات الإرهابية محدق في الأردن سواء شاركت أم لم تشارك في الضربات الجوية العسكرية لمواقع داعش .
ورأت أحزاب وقوى المعارضة الأردنية القومية واليسارية ، أن تحصین البیت الداخلي من خلال المضي بالإصلاح بكل أبعاده، سيمكن الأردن من مواجهة التحديات التي تواجه الوطن”.
من جهة اخرى نقلت إذاعة العدو الإسرائيلي عمن قالت أنه مسؤول أردني ، بأن الأردن يجري مفاوضات غير مباشرى لإطلاق الطيار الكساسبة عبر وسطاء أتراك وعراقيين، وإنه مستمر في ذلك .
ولفتت مصادر أن داعش طلبت إجراء مفاوضات مباشرة مع الأردن بشأن الطيار الكساسبة . . وهو الشرط الذي تقول مصادر أردنية أنه من الصعب تلبيته ، وإن لم تستبعد إجراء صفقة تبادل برموز محسوبة على التيار الجهادي في السجن من بينها زياد الكربولي ، عراقي الجنسية ومساعد سابق لأبو مصعب الزرقاوي المؤسس الأول لفكرة داعش بالعراق وكذلك ساجدة الريشاوي التي شاركت عام 2006 في محاولة تفجير فنادق بعمان.
وعلقت الإذاعة الإسرائيلية على ذلك ، بأن داعش معنية بإطلاق عدد من أنصارها من المنتمين للسلفية الجهادية ممن يتواجدون في السجون الأردنية .
وتقول وسائل إعلام اردنية أن الغرب يحاول توظيف الموقع الجيوسياسي الأردني ، فيما تحاول مؤسسة القرار المحلية «استثمار» هذا الموقع وإعادة إنتاج دور الأردن الإقليمي الذي باتت الدول الغربية بحاجة ملحة جدا له. بالتزامن مع عمل قوى وأجهزة الدولة الأردنية على استراتيجية التحصين ضد أخطار التطرف والتشدد الديني رغم ان الرسائل والأدبيات التي وصلت من داعش بعد أسر الطيار معاذ الكساسبة تقرر على حد تعبير البعض ، أن الأردن « ليست هدفا قتاليا» لفعاليات الجهاد السورية والعراقية لا حاليا ولا في المدى المنظور.. وانه لا يسعى لمواجهة «الخبرة الأردنية» إطلاقا في ميدان المعركة.
لكن مؤسسة القرار الأردني تؤكد انها معنية بالصدام الفكري والسياسي مع حواضن التنظيمات المتشددة وتصر على عبارة «هي حربنا» على أساس تحليل أمني معمق للواقع الإقليمي حيث تتواجد جماعة النصرة الإرهابية على حدود درعا وداعش على الجبهة الشرقية بمحاذاة الأنبار ، وحيث السعودية مرشحة لمشكلات حيوية وهو وضع لا يمكن لعمان الإرتهان له.
وتجري خلف الكواليس الأردنية محاولات معمقة لمواجهة الفكر الأصولي المتشدد دينيا ، بعد اكتشاف مؤسسات الحكومة أن عدد الأردنيين لدى الجماعات الإرهابية في سورية والعراق كبير جدا ، حيث يفوق 4 آلاف إرهابي ، فضلا عن أعداد ابناء العشائر في داخل هذه الجماعات ، رغم أن هذه العشائر مؤيدة بصورة تقليدية للنظام الأردني .
وتتحرك أكثر من جهة أردنية على صعيد مواجهة الفكر الاستراتيجي لتلك الجماعات ، ومن بينها مركز إدارة الأزمات ، ووزارة الأوقاف ، التي تعمل على صعيد الوعظ والإرشاد في المساجد وغيرها ، ووزارة التعليم العالي ، التي وضعت خطة لتحصين الجامعات ، للحيلولة دون عبور و تسلل أفكار وبرامج الجماعات المتشددة دينيا، التوازي مع جاهزية لإطلاق جهد إعلامي نوعي واستعداد أمني وعسكري دفاعي مع خطط تحتمل بصورة أو بأخرى الإضطرار لعمليات خارج الحدود بهدف ” حمايتها ” .
ولفتت مصادر أن داعش طلبت إجراء مفاوضات مباشرة مع الأردن بشأن الطيار الكساسبة . . وهو الشرط الذي تقول مصادر أردنية أنه من الصعب تلبيته ، وإن لم تستبعد إجراء صفقة تبادل برموز محسوبة على التيار الجهادي في السجن من بينها زياد الكربولي ، عراقي الجنسية ومساعد سابق لأبو مصعب الزرقاوي المؤسس الأول لفكرة داعش بالعراق وكذلك ساجدة الريشاوي التي شاركت عام 2006 في محاولة تفجير فنادق بعمان.
التعليقات مغلقة.