ميزة أردنية / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 5/3/2021 م …
للمرة الثانية وبمحض الصدفة ،أتابع مقتطفات من مقابلات تلفازية مع مسؤولين كانا نافذين في الأردن ،ولمراحل مختلفة ومتعددة،لكنهما خرجا من الخدمة دون ان يتركا بصمة يعتد بها وتشهد لهما إبان توسدهما مراكز صنع القرار ولمرات عديدة.
كنت أبدو كمن به مس أو خرجت عليه أفعى “أنا كوندا “الضخمة في صحارى وغابات إفريقيا،مرعوبا من الطريقة التي يقدم بها هذان المسؤولان نفسيهما ،إلى درجة أنهما إقتربا من وصف نفسيهما بالقداسة في محيط يعج بالنجاسة.
قال الأول أنه كان في أدائه بنفس درجة الثلج الأبيض الذي يهطل في فصل الشتاء،وأنه كان كتلة إخلاص وتفاني،ولولاه لما كان العهدان اللذان خدم في ظلهما ،تجاوزا المراحل الصعبة المختلفة،وربما نسي هذا المسؤول أو تناسى أن ذاكرة الأردنيين ليست ذاكرة سمكة سردين ،بل هي ذاكرة جمل،بمعنى أنهم لا ينسون،ولكنهم لا يواجهون لأسباب كثيرة منها التركيبة السكانية والقبلية والعشائرية التي يهرب إليها من يجد نفسه وقد إنكشف غطاؤه.
لست راغبا بالدخول في تفاصيل كثيرة تتعلق بهذا المسؤول ،ولكنني سأوجه له سؤالا واحدا وهو:ماذا فعلت بتعويضات متضرري حرب الخليج،عندما وجّهك جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بصرفها لمستحقيها؟
المسؤول الثاني كان جريئا عندما تحدث عن الحزبية والتحزب في الأردن،مطالبا الأحزاب بالنزول إلى الشارع لعرض أفكارها على الجماهير،وحقيقة القول أنه أعطى صورة ناصعة عن الحزبية والعمل الحزبي،وطالب بإعادة تشكيل الأحزاب وتصنيفها وفق التصنيف المتعارف عليه عالميا :يمين ،يمين وسط،يسار ،ويسار وسط،وكذلك ضرورة دمج الأحزاب المتقاربة في الطرح ضمن تيارات سياسية للعمل على نهضة البلد.
سؤالي لهذ المسؤول هو:عندما توسدت قمم مراكز صنع القرار ،ما الذي أنجزته في مجال الأحزاب فقط،ولا أريد التوسع أكثر؟
مأساتنا في الأردن أن الذين يتم إختيارهم في مراكز صنع القرار كي يعينوا جلالة الملك في تنفيذ توجيهاته السامية ،لا يصلحون ويضعون العراقيل أمام أي توجه إيجابي ،ويمارسون الفساد بحكم مواقعهم بقولهم “هذا قرار من فوق”،لكنهم عندما يؤمرون بإخلاء مناصبهم لأسباب عديدة ،يظهرون بمظهر “دون كيشوت”ويبدأون بالتنظير……..!!!!!؟؟؟؟
التعليقات مغلقة.