المحامي محمد الصبيحي للرئيس النسور : سألتك بالله أن تستقيل ..!

 

الأردن العربي ( السبت ) 5/12/2015 م …

كتب المحامي محمد الصبيحي … لم نشهد في تاريخ المملكة حكومة ورئيسها يحظيان بهذا الحجم من الكراهية والنقد مثل حكومتنا الحالية , فقد بلغ الامر أن الناس يسألون الله الانتقام من الحكومة ورئيسها .

( الله ينتقم من حكومة النسور ) أصبحت جملة متداولة نقرأها في التعليقات على الاخبار والمقالات في المواقع الالكترونية ونسمعها يوميا في مجالس الناس وافراحهم وبيوت عزائهم !!

حتى الحكومات التي سبق أن انتفض الشارع في وجهها واستقالت لم تكن تواجه بهذه الكراهية العارمة ولم يكن وضعها وسياساتها بمثل هذا السوء والفشل الذي تمارسه هذه الحكومة , ولم يكن رؤسائها يقترفون المراوغة والتحايل على جيوب المواطنين ودس الرسوم بين سطور الكلمات المعسولة والايمان الغليظة ومعسول الكلام .

ان انتفاض الشارع في وجه حكومة الرفاعي عام 1989 والذي ركب النسور موجته متأخرا في حينه وأوصلته وعوده الى اجتياح صناديق الاقتراع فأوصله ناخبو البلقاء الى عمان كما طلب ووعد فأخلف , لم يكن ذلك ( الانتفاض الشعبي ) مبررا بالقياس الى مساؤى حكومة النسور وحجم الكراهية في الشارع , فعلى الاقل بقي الرفاعي وأعضاء حكومته يستقبلون الناس ويحظون باحترامهم والاختلاف في شأنهم بين مؤيد ومعارض .

ألم تكن يا دولة الرئيس أشد الشاتمين والشامتين بحكومة الرفاعي عام 1989 وكنت أشد الناقدين لها من حيث رفع الاسعار والمديونية والتضخم ؟؟ فأين ما فعلته أنت مما كانوا عليه ؟؟ .

ان صفحات الاعلام تعبق بالمقالات التي تطالب برحيل الحكومة ولانجد مقالا واحدا يدافع عنها أو يجد لرئيسها عذرا بل لم يعد يجرؤ كاتب على ذكر صنيع جيد للحكومة حتى لا يطاله من الكراهية شرر أو تصل أسماعه لعنة أو شتيمة , وبات أكثر المقالات قراءة تلك التي تهاجم رئيس الحكومة وتطالب برحيله الى أن بدأنا نقرأ من يكتبون أنهم يفكرون بالبحث عن وطن أخر يعيشون فيه بكرامة من جور هذه الحكومة .

ان حديث الرئيس عن نزاهة الحكومة وشفافيتها ومحاربتها للفساد لن يكون مجال تقييمه في ظل وجودها وسطوتها وكبتها للحريات الاعلامية وزج الكتاب والصحفيين الى قاعات المحاكم وانما بعد رحيلها حين تتكشف المعلومات ويتكلم الخائفون ويسرب الموظفون البيانات والمعلومات وحين يشرب نواب فقدنا منهم الرجاء( حليب السباع ) فيسألون ويسألون ..

ان الكراهية الصامتة أشد وطأة وأكثر خطرا من تظاهرات وهتافات في الشارع تطالب برحيل حكومة , وان استقالة حكومة بلغت الكراهية لها أوجها لن تترك لها عذرا ولاتستحق أن يقال لها شكرا بعد رحيل سبقه ثقل أطبق على صدور الاردنيين حتى ظنوا أنه عقاب من رب العالمين على ذنب أقترفوه جماعة ..

وبعد أن فقدنا الامل والرجاء من نوابنا ولم نعد نعترف بتمثيلهم لنا لم يعد لدينا ما نقوله لك يادولة الرئيس الا جملة واحدة : من أجل الاردن والاردنيين ارحل ,, أو سألتك بالله أن تستقيل ..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.