غزة : مُهندسات يتمكنّ من تحويل “النفايات” إلى “أسمنت” .. وصور
الأردن العربي ( السبت ) 5/12/2015 م …
ولاول مرة فى الشرق الاوسط وليس على صعيد فلسطين بحسب، تمكن مهندسات غزيات من تحويل نفايات غزة العضوية الى اسمنت، قد يخفف معاناة المواطن الغزى مستقبليا من تبعات ازمة الحصار الخانق شح الاسمنت من القطاع.
فقد تمكنت المهندسات ” هديل ابو عابد”22 عاما”، ودعاء الحليمى”21 عاما” ، وعائشة خطاب”22 عاما”، ودعاء صيام”21 عاما” ، من تحويل النفايات الى اسمنت فعليا بعد تجارب لمشروع تخرج من الجامعة استغرق عدة اشهر.
وقالت المهندسة هديل ابو عابد لدنيا الوطن ان المشروع عبارة عن استخدام نفايات عضوية من بقايا الطعام، تم جمعها من مكب النفايات وسط مدينة غزة، وقاموا بحرقها بدرجات حرارة معينة فى فرن الجامعة للتخلص من المواد المتفاعلة فيها، بدون استخدام نفايات اخرى كالصلب فى عملية الحرق.
وينتج قطاع غزة نفايات عضوية بكثرة يوميا، وبذلك يتم تخفيف النفايات من القطاع واستخدام الناتج فى صناعة الاسمنت كنتيجة اولية، ووصلن المهندسات لنتيجة ناجحة بتوفر جودة الاسمنت لـ 30 بالمئة، وبامكانهم رفع النسبة ولكن ذلك يحتاج لمواد واجهزة غير متوفرة فى القطاع.
واشارت ابو عابد انهن اتجهن لمشروع تخرج بفكرة جديدة تعمل على خدمة قطاع غزة، وليس الانتهاء من المشروع وادراجه على ارفف مكتبات الجامعة فقط، وخاصة مع تفاقم ازمة الاسمنت بعد الحرب الاخيرة على القطاع، والتخلص من مكبات النفايات المنتشرة على الشريط الحدودى.
وعملن المهندسات على البحث على دراسات سابقة على المشروع، وكانت نسبة نجاح المشروع عالية قبل البدء فيه، ونجحت الفكرة باشراف الدكتور جهاد حمد الذى ايد الفكرة وشجعهن على الاستمرار.
وعن بداية تنفيذ الفكرة قالت المهندسة دعاء الحليمى” فى البداية قمنا بحرق النفايات بعد اخذ العينة من مجمع النفايات، ووضعنا العينة تحت اشعة الشمس ليوم كامل، وقمنا بتجفيفها ثم حرقها بتسلسل تحت درجات حرارة متفاوتة للتخلص من مواد كثيرة موجودة فيها، وتخلصت كل درجة حرارة من مواد معينة داخل النفايات”.
وفى نهاية عملية الحرق حصلن المهندسات على رماد كثيف قامن بعد ذلك بعملية تنخيل له، وحصلن بعدها على مادة الاسمنت، بعد دراسة خواص المادة المستخرجة من عملية الحرق، وبذلك اثبتن ان ناتج هذا المشروع هو اسمنت يصلح لعملية البناء.
بدورها اشارت المهندسة عائشة خطاب لدنيا الوطن ان المشروع استغرق مدة اربعة اشهر، اشتملت على عملية الجمع والتجفيف والحرف والتنعيم والتنخيل، وصولا للاسمنت المطلوب.
واشارت الى انه تم استخدام عينة من النفايات تزن 100 كيلو، وتم استخراج 2 كيلو صافى من الاسمنت نتيجة عملية الحرق، وان قطاع غزة ينتج يوميا 100 طن من النفايات وبقايا الطعام.
وقالت” كان العائق الاكبر لاستخراج كمية اسمنت اكبر من التى حصلنا عليها هى وجود فرن صغير فى الجامعة، وكنا نضع فى الفرن 60 كيلو من النفايات على فترات وايام طويلة لاستيعاب الكمية وحرقها، وتعرضنا لحريق داخل المختبر فى المرات الاخيرة وتجاوزنا هذه العقبة”.
واستغرق المشروع فترة طويلة فى اختيار ارض لعملية لاثبات النتائج السليمة والصحيحة، وانتهى المشروع بتكلفة 1500 شيكل وصولا لنجاحه شملت عملية التجميع والحرق والنقل وشراء مواد.
واكدت المهندسة دعاء صيام ان طموحهم يتركز بتوفير فرن اكبر لحل مشكلة الفرن الصغير داخل الجامعة لاستخراج كمية اكبر من الاسمنت، معتبرة ان هذا اهم عائق فى مشروعهم.
وتابعت” مشروعنا مفيد جدا لفلسطين خاصة انه يحد من انتشار مكبات النفايات بعملية الحرق للمشروع ويعمل على توفير مساحات اراضى وتوفير الاسمنت، وباستخدام الاسمنت الناتج المشروع نخفف ثلث تكاليف اى مشروع بناء من خلال تزويدهم بالاسمنت “.
وبامكانهن من خلال المشروع تزويد اى مشروع بناء ب 30 بالمئة من الاسمنت المستخرج من النفايات بالاضافة للاسمنت المستورد، وقد استخدمن الاسمنت المستخرج من المشروع فى الخلطة الخرسانية واثبت جدارته بشهادة من نقاية المهندسين، بشهادة المهندس فايز ارقيق.
واضافت” بامكاننا ايصال جودة اسمنت الى 50 بالمئة فى حال توفير اجهزة ومعدات المشروع، وبنسبة اخرى قد تصل الى 70 بالمئة”.
وتمنى المهندسات من الحكومة الفلسطينية الحصول على تمويل لمشروعهم لاستكماله لخدمة فلسطين، وتطويره من خلال تمويله وشراء المعدات الازمة، ورفضن المهندسات الافصاح عن كامل اسرار العمل التى اوصلتهن للنجاح.
وتعتمد بعض الدول المتقدمة مثل سنغافورة وهولندا على هذا المشروع فى التخلص من النفايات وتحويلها لاسمنت بنسبة 90 بالمئة من النفايات.
التعليقات مغلقة.