المفكر الأردني المحامي محمد احمد الروسان يكتب: مفاعيل وتفاعلات مراوح المخابرات التركية

  

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 13/3/2021 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

   * مع المصري ازاء غاز المتوسط.

  ** ومع السعودي ازاء ملف اليمن.

  *** وأبعاد زيارة حقّان فيدان غير المعلنة الى الامارات.

رأينا مؤخراً، تفاعلات المخابرات العميقة داخل جهاز المخابرات المصري عبر ارسال اللواء أيمن بديع – مخابرات مصرية الى شرق ليبيا وغرب ليبيا، تفعيلاً لتفاهمات مصرية تركية تمتاز بالعمق عبر المخابرات الروسية، على طول خطوط العلاقات المصرية التركية الروسية، والتباينات المصرية مع الاماراتي والسعودي والقطري وغيره.

تم هندسة الكثير من الرسائل الايجابية القادمة ازاء مصر  من تركيا، فهل هي صحوة استراتيجية عبر مراجعة تركية حقيقية، أم مناورة تركية تكتيكية مرحلية؟ وبالمقابل من فوق الطاولة صمت مصري، ومن تحت الطاولة تفاعل عميق عبر المخابرات المصرية، من خلال اللواء ناصر فهمي نائب المدير، واللواء أيمن بديع مسؤول الملف الليبي، وغيرهما من طاقم المخابرات المصرية.

الرسائل والتصريحات الايجابية، والتى صرح بها وزير الدفاع ووزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو والتى تقول: انّ مصر وفي عروض التنقيب عن النفط والغاز على ساحلها على المتوسط، التى أبرمتها مع شركات التنقيب، احترمت الجرف القاري لتركيا(منطقة معروفة باسم ماردين 28).

تصريحات جاءت ليست وليدة الصدفة، ولكن لمن لايعلم انّ هناك اتصالات قوية وعلى مستوى عال بين أجهزة الاستخبارات للبلدين الكبيرين .

تركيا وسواحلها، هى العمق الاستراتيجى الشمالى لجمهورية مصر العربية، ومصر هي العمق الاستراتيجى الجنوبي لتركيا، هنا الحوار الاستراتيجى بين القاهرة وأنقرة، وصولاً لاتفاق ترسيم الحدود بين البلدين، دفع العلاقات الاقتصادية والاستثمار المشترك لمصلحة الشعبين والبلدين

وتتحدث المعلومات أنّها توجت بلقاء في القاهرة على مستوى أمني رفيع، مثّل الجانب المصري اللواء ناصر فهمي نائب مدير جهاز المخابرات المصري، ومن الجانب التركي المساعد الأول لمدير جهاز المخابرات التركي، وأشير اليه بالرمز(ب)فقط، مع مقاطعة معلومات جديدة، تشير الى لقاء آخر غير معلن سيعقد في القاهرة مع نهايات هذا الشهر أذار الحالي على مستوى مديري الجهازين التركي والمصري، يتبعهما لقاء وزيري الخارجية التركي والمصري أيضاً، وصولاً للقاء الرئيس المصري والتركي معاً وفي القاهرة.

من جهة تجارية واقتصادية، نرى أنّ العلاقات على مايرام بين مصر وتركيا من جهة التجارة والسفر، وقبل مروحة التطورات المخابراتية برعاية المخابرات الروسية، الأمور تمام وعلى ما يرام، مجرد مشاكسة سياسية، حيث بلغ إجمالي الواردات في مصر خلال العام 2020 نحو 63 مليار دولار، واستحوذت 5 دول على الورادات وهي :الصين: 11.57 مليار دولار، أميركا: 4.58 مليارات دولار، ألمانيا: 4 مليارات دولار، إيطاليا: 3 مليارات دولار، تركيا : 3 مليارات دولار.

نلحظ الأن مروحة من الجهود الدبلوماسية والاستخبارية من الجانب التركي ازاء مصر تحديداً، وغيرها من الساحات والمساحات العربية الأخرى، لتنقية العلاقات من شوائب شابتها، بفعل سياسات أنقرة على مدار عقد من الزمان مضى، والعمل مع الأمل على استعادتها، مع اعادة انتاجها من جديد ما بعد الاستحقاق الرئاسي الامريكي وفوز جوزيف بايدن ومواقفه ازاء التركي، بما ويتفق مع المصالح المشتركة والتحديات التي تواجه التركي والمصري وباقي الساحات والمساحات العربية.

جلّ ما ذكر أنفاً هو جزء هام من تحول استراتيجي تركي أوسع في مواجهة العزلة التركية المتزايدة، مع استثمار الخارج التركي وتحسينه لمواجهة خصوم الرئيس أردوغان في عروق الداخل التركي المحتقن.

فالدعم التركي لجماعة الاخوان المسلمين خلال فترة ما يسمى بالربيع العربي، كان محوريّاً لأهداف أيديولوجية الى حد كبير جداً، لأبراز نفوذها في الشرق الأوسط من خلال مفهوم: تعزيز التعاون الاسلامي.

حيث أوضاع الرئيس التركي الان في الداخل صعبة ومقلقة، وكذلك مسألة تموضع الادارة الديمقراطية نحوه ليس جيداً، مع انتظاره معرفة توجهات الدولة العميقة في أمريكا عبر جوزيف بايدن نحوه، ونحو الملف الكردي في المنطقة، مع عودة جون كيربي كناطق باسم البنتاغون، وكيربي مع الكرد كرئيسه وزير الدفاع أوستن وجوزيف بايدن أيضاً، والموقف الكي من الأكراد داخل الجغرافيا التركية وفي الشمال السوري والشمال الشرقي لسورية، فالكرد هم عميل معولم تروتسك صهيوني الجميع يستثمره، بما فيه التركي نفسه.

صحيح هناك وسطاء لتركيا يحاولون التوسط لأردوغان مع جوزيف بايدن ومن ورائه دولته العميقة(أذربيجان وقطر)، مع مبادرة تركية نحو فرنسا لهندسة الجديد من العلاقات الاردوغانية مع مانويل ماكرون، في محاولة لتخفيف التوتر مع فرنسا، حيث تعلم المخابرات التركية عمق علاقات الرئيس الفرنسي ماكرون مع وزير خارجية أمريكا الجديد أنتوني بلينكين وأنّها ممتازة، فالهدف توظيف واستخدام ماكرون لدى أنتوني ليخدم الرئيس التركي.

وفجأةً تركيا تتعاطف مع السعودي، في مواجهة وفعل ومفاعيل صورايخ الحوثي في العمق السعودي، واستهداف عصب الطاقة وخطوطها والمنشآت النفطية في جلّها، وهذا هو نتاجات زيارة غير معلنة سابقة لرئيس جهاز المخابرات التركي حقّان فيدان الى الرياض، ولقائه الفريق خالد الحميدان ومساعدوه – رئيس الاستخبارات السعودية، ولقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهذا يؤكد ما كنت أقوله دوماً وعلى مدار سنتين من وجود حلف تركي سعودي سري، بالرغم من الدراما الدموية لقتل ونشر المرحوم خاشقجي.

السعودي بحاجة الى التركي لأعانته في عدوانه على اليمن، واستيراد السلاح بعد موقف تقنيين الرئيس الأمريكي للسلاح الأمريكي للسعودي وتحت عنوان وقف حرب اليمن، والتركي بحاجة الى المصري في ليبيا وغاز المتوسط وجلّ ساحات الشرق الأوسط، كما المصري بحاجة الى التركي عبر ورقة الاخوان المسلمين في الداخل المصري وفي التفاهم حول غاز المتوسط والمسألة السورية لصيانة الأمن القومي العربي.

وتقول المعلومات: أنّ حقّان فيدان يستعد لزيارة سرية الى الامارات لتحسين العلاقات، بالرغم من ملفات الخلافات حول الاخوان المسلمين، وحول مسألة الدخول التركي الاحتلالي لشمال سورية.

بالعمق يحاول الرئيس أردوغان ممارسة استراتيجية تحسين العلاقات مع الخارج وتصفيرها من جديد، ليساعده ذلك في مواجهة خصومه في الداخل التركي، بالرغم من نجاح الرئيس في أسلمة قيادات وكوادر الصفوف الأولى والثانية في الجيش والمخابرات التركية، فهم موالون له بالمطلق، وما يخشاه أردوغان يكمن في عناصر وضباط الصفوف الثالثة والرابعة والخامسة في الجيش والمخابرات، فهي ما زالت علمانية ولا يمكن ضبطها وهي منبع تصنيع القادة في كلا المؤسستين، لذلك يظهر علينا أحياناً الاعلام التركي ليخبرنا، عن اعتقال مجموعات من الجيش والمخابرات من وقت الى آخر.

تقارب سعودي تركي في اليمن:

رغم أنّ الإدانات التركية للهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون في اليمن على السعودية ليست جديدة، إلاّ أنّ إدانتها الأخيرة للهجوم الحوثي على منشآت نفطية بالقرب من مدينة الدمام السعودية في السابع من مارس الحالي، تحمل نكهة مختلفة.

ففي حين كانت البيانات القليلة السابقة تقتصر على الإدانة فحسب، كان البيان الأخير أكثر دفئاً ويوطّد لعلاقات حميمية واسعة، إذ عبّرت وزارة الخارجية التركية عن قلق بالغ إزاء الهجمات التي استهدفت أراضي المملكة العربية السعودية، وأضاف: نعبر عن تمنياتنا بالسلامة للمملكة العربية السعودية الشقيقة حكومة وشعبا.

ويبدو أن تغير اللهجة في صياغة البيان يعود إلى اتفاق أنقرة والرياض نهاية العام الماضي على تحسين العلاقات الثنائية بينهما، والتي تعكّرت بشكل خاص بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، فضلاً عن الخلافات الإيديولوجية التاريخية بين الطرفين وصراعهما على النفوذ في المنطقة.

بيان الإدانة التركي جاء بعد يومين من إعلان الحوثيين إسقاط طائرة تجسسية تركية الصنع في الأجواء اليمنية، كما أعلن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين على تويتر.

وكانت السعودية قد وقعت العام الماضي عقداً مع شركة فيستل التركية للصناعات الدفاعية بقيمة 200 مليون دولار، وذلك في إطار التصنيع المشترك لطائرات مسيّرة من طراز كاريال، وارسال طائرات البريقدار التي أثبتت فعاليتها في حرب قرّه باغ، كما كشفت مصادر إعلامية تركية.

إعلان الحوثيين إسقاط الطائرة التركية يأتي مع تصعيد الحوثيين هجماتهم على منطقة مأرب، آخر معقل للحكومة في شمال اليمن، وسط أنباء عن موافقة تركية على طلب سعودي لدعمها في اليمن.

وقد يكون حزب التجمع اليمني للإصلاح(المحسوب على الإخوان المسلمين)هو صلة الوصل بين تركيا والسعودية في اليمن، فالسعودية تتعاون مع الحزب القريب إيديولوجياً من الحكومة التركية في نزاعها مع الحوثيين، كما يشارك الحزب في المعارك الأخيرة بمنطقة مأرب.

ورغم أنّ مسألة مشاركة تركيا في حرب اليمن إلى جانب السعودية لاتزال غامضة لجهة تفاصيل عملها الميداني الجاري، وسط غياب مصادر رسمية حتى الآن، إلا أن ذلك قد لا يكون مستبعداً، إذا أخذنا في الاعتبار التدخلات التركية الأخيرة في كل من ليبيا وإقليم ناغورني كاراباخ، والتي أرسلت إليهما تركيا إمدادات عسكرية ومرتزقة سوريين تابعين لها أيضاً.

وتقول المعلومات: الاستخبارات التركية تجند مرتزقة سوريين في شمال سوريا، لإرسالهم إلى حرب اليمن، فإن عناصر الاستخبارات التركية قاموا بتشكيل غرفة عمليات في مدينة عفرين السورية لإرسال مرتزقة المعارضة السورية التابعة لتركيا إلى اليمن، والذين يقبلون الذهاب إلى اليمن يحصلون على 500 دولار كدفعة مقدمة، ليحصلوا بعد ذلك على راتب شهري يبلغ 900 دولار، وفي حالة الموت 60 ألف دولار تدفع لأهله.

وكانت مصادر يمنية مقربة من تركيا تحدثت نهاية العام الماضي وبدايات العام الحالي: عن تقارب بين تركيا والسعودية في اليمن، إذ تحالف وشيك بين السعودية وتركيا في اليمن يتأسس، اذ يستهدف إنهاء أطماع قادة آل نهيان قادة(الإمارات)في المنطقة، وأنّ قبول تركيا الطلب السعودي بمساعدتها في اليمن جاء بشروط تغيظ الإمارات.

بالرغم من أنّ الإمارات، تريد تحسين العلاقات مع تركيا، بشرط أن تتخلى تركيا عن دعم جماعة الإخوان المسلمين، ولكن يعتقد أنّ التحركات الإماراتية تجاه تركيا هي مؤقتة بالنظر إلى خلفية التوترات طويلة الأمد والصراع على النفوذ.

ويبدو أن الإمارات العربية تعمل على تقليص دورها في الصراعات الخارجية، وتسريع وتيرة التخلي عن السياسات التي اتبعتها بعد الربيع العربي عام 2011م، لأسباب من بينها وجود إدارة جديدة في الولايات المتحدة.

حيث ثمة خفض من الإمارات للدعم العسكري واللوجيستي لخليفة حفتر في ليبيا، وتفكيك أجزاء من قاعدتها العسكرية بميناء في إريتريا، بالإضافة إلى إجلاء قوات ومعدات كانت تستخدمها قوات التحالف في اليمن، ولكن بالمقابل، مع بناء قاعدة لها في جزيرة البريم – ميون اليمنية بمساعدة أمريكية اسرائيلية.

 ويبدو وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، وما يعنيه ذلك من إعادة ضبط للعلاقات مع الحلفاء الخليجيين كما يعلن اعلام البيت الابيض، وكان بايدن أشار إلى أنه سيكون أقل تسامحاً مع انخراط حلفاء الولايات المتحدة في صراعات تقوض أهداف واشنطن في المنطقة.

التحول الدراماتيكي في الموقف التركي، ازاء العدوان الأمريكي الصهيوني عبر السعودية والاماراتية ومرتزقات هنا وهناك ضد اليمن أصل العرب، يثبت ويؤكد أنّ الإسلام السياسي السني بطريقة أو بأخرى الى حد ما، انتهى في خندق الكيان الصهيوني “إسرائيل”، الأمر الذي يعزّز من فرضية وجود تحالف سني إسرائيلي سعودي من جهة، وتحالف سعودي تركي خفي من جهة أخرى، ضد العراق وسوريا وفلسطين ولبنان واليمن وايران، خاصةً مع التأكيد أنّ العلاقات التركية الايرانية من فوق الطاولة تعاون وذات حميمية مفرطة، ومن تحت الطاولة صراع وعميق بالمعنى الرأسي والعرضي.

الحرب سجال، وهي ضروس، وتجمع متناقضات شتى، الحوثيون يمنيون، والقصف اليومي السعودي المدعوم اماراتيا وأمريكياً وصهيونيا وبريطانياً وفرنسياً، لا يتوقف، والعين بالعين، والسن وبالسن، والبادئ أظلم، ما يعني أنّ من حق الحوثيين الرد على مصادر النيران المعادية، وقصف ما هو متاح لهم في العمق السعودي والعمق الاماراتي، وقريبا في ايلات على خليج العقبة، وليس من الحق أو المنطق مطالبة الحوثيين بالتوقف عن اطلاق النيران، وترك يد السعودية طليقة في قصف ما تشاء، والاغارة على من تشاء.

ليس من المتناقضات، دعم ايران للحوثيين، التناقض، هو في دعم الامارات والبحرين وأمريكا والعدو الصهيوني والبريطاني والفرنسي للموقف السعودي، ومن المتناقضات، أن تدخل تركيا على الخط، لدعم الموقف السعودي الذي بدأ يتآكل، ويتعرض لهجمات متلاحقة من الحوثيين، أصبحت مصدر قلق كبير لدى القيادة السعودية، خاصة مع توقف بعض أنشطة الدعم الهجومي الأمريكي للسعودية بعد وصول بايدن الى السلطة، الى حد ما وليس بالمطلق.

صحيح منطق، أنّ قطر ضد ايران ، وأنّ ايران ضد تركيا، وان أي لقاء في المصالح أو المواقف بين المذكورين، هو لقاء المنفعة المؤقتة فقط، وقد وجدت تركيا في الموقف السعودي، فرصة لاعادة ترتيب البيت السني من جديد، رغم ما بين السعودية وتركيا من جفاء، وصل حد القطيعة أثر مقتل ونشر وتقطيع، جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في إسطنبول.

والسياسة ليس علماً ميكانيكياً، انها علم مرن ومتحرك وينقلب بدرجات كبيرة جداً بين ليلة وضحاها، ولعل حاجة تركيا للسعودية، لا تقل عن حاجة السعودية للطائرات المسيّرة التركية، التي أثبتت فعالية في معارك طرابلس خاصة ومعارك قرّه باغ، ولكن الغريب أن كل الدعم الأمريكي لم يستطع أن يكسر إرادة الحوثي في الصمود والمقاومة، والسؤال هو: ما هي الإضافة التي ستقدمها تركيا للسعوديين في هذا النطاق؟.

أمّا من يظن أن أمركيا ترغب بانتصار ايران ومعها الحوثيين في اليمن، فانه بعيد تماما عن المنطق الى حد ما، ولا يمكن للغرب وأمريكا خاصة استبدال العدو الصهيوني بأي طرف آخر في المنطقة، لا ايران ولا غيرها، لان ما يجمع المصالح الانجيلية والتوراتية في الغرب الان، أكبر من أي مصالح أخرى، وسيبقى التحالف الصهيوني الأمريكي، هو الفاعل والفعل المضارع الممتد للمستقبل، حتى يحدث الله أمراً كان مفعولا.

 

 

وهذا يثبت أنّ الأنظمة التي تدور في فلك أمريكا، قد تختلف في الخير ولكنها تتفق على الشر والاجرام، وهنا أيضا تظهر عيوب السلطان أردوغان مرة أخرى، ويتبين زيف اسلامهم الخالي من المبادئ والاخلاق، فكيف يقف مع تحالف العدوان، ولا تهتز شعره من شاربه الكثيف، لمقتل عشرات الألوف من المدنيين في اليمن، تحت قصف طائرات هذا الحلف الآثم؟ حلف الخطيئة.

ولكن مهما تكالب المجرمون الظلمة، وتعددت أسماؤهم وجنسياتهم وما يدّعون من ديانة، فانّ ارادة الله تعالى لنصر المستضعفين أقوى وأعظم وهو الذي يقول :((ونريد أن نمنّ على الذين أستضعفوا في الأرض، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين))ولا غالب إلا الله.

وانّ الأمس يا فخامة الرئيس أردوغان، ليس ببعيد، انّ سبب سقوط دولتكم العثمانية، التي تنادي بعودتها، ليس ببعيد، اسأل جدودك ان بقي أحد منهم حي، عن الأيام السود التي عاشوها في(السفر برلك)في جبال اليمن، إنّها اليمن يا فخامة الرئيس أردوغان، ولن تكون قوّاتك في نزهة في اليمن، بل ستكون في الجحيم.

بالمناسبة، المخابرات التركية كانت تستأنس على التمثيل بالصحفي الخاشقجي، وهم يسجّلون ويتنصتون على عمل العصابة في القنصلية السعودية، في قتل الخاشقجي، ولديهم الوثائق والتسجيلات، ولم يمنعوا هذه الجريمة، وسمحوا بهروب القتلة الستة عشر من المطارات التركية ورجوعهم الى السعودية، ولم يمنعوا القنصل السعودي من السفر ويعرضوه على القضاء، أمريكا لديها كامل العملية وقد حصلوا عليها من تركيا وقت ادارة جينا هاسبل للسي أي ايه وقت ادارة ترامب، فهل مثل فخامة الرئيس أردوغان، الذي أوغل في الدماء، في سوريا والعراق وليبيا وأرمينيا، هذا هو فخامة أردوغان، ولا ننسى حكم العثمانيون لأكثر من خمسمائة سنة من الدكتاتورية والفساد والحروب، هل نريد منهم أن يكونوا انسانيين، أنصار الله سوف يمرغون أنف القوّات التركية التي تقتل الشعب اليمني أو مرتزقة تركية في التراب، كما مرغوا أنف ما تسمى بقوّات التحالف العدواني العربي، والله كان في عون اليمن وأهله، وكلما زاد التأمر كلما تأكد النصر.

اذا كانت ست سنوات من الهجوم على اليمن، وقصف بأحدث الأسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والكندية والصهيونية، وبمساعدة الخبراء الأمريكان والبريطان والفرانسة والكناندة والصهاينة، والأقمار الصناعية، وألوف من المرتزقة، جلبهم النظام السعودي والاماراتي ومعهم داعش والقاعدة والاخوان المسلمون – حزب الاصلاح اليمني الارهابي، وتدمير البنية التحتية لليمن، وقتل ألوف مؤلفة من المدنيين اليمنيين، والحصار العالمي المطبق على اليمن، كل هذه لم تكسر عزيمة وقوة وبسالة أهل اليمن وقادتهم المنصورين، لا بل ويصنّعون السلاح الصاروخي الباليستي والمسيرات، فماذا تتأمل السعودية من تدخل تركي؟؟.

أعتقد ستنزلق تركيا قليلا وتغرق في حرب رمال ومستنقعات جديدة، وتنسحب تجر الخيبة والحسرة والندامة، وسينتصر أنصار الله واللجان والجيش اليمني، حفظ الله شعب اليمن الطيب.

فالعقيدة تنتصر على الارتزاق،  يعني فئة قليلة، من أصحاب العقيدة، تغلب فئة كبيرة من المرتزقة، وهذا ما يحدث في اليمن، وهذا ما يقرؤه السعوديين ورجال دينهم، لكن الثروة تعمي البصيرة.

من يستفزه ويغضبه قصف المنشاءات النفطية، ولا يغضبه قصف مئات وألوف مؤلفة من البشر الأبرياء بالصواريخ، أطفال ونساء، هذا الشخص الذي لديه عقيدة راسخة، بأنّ النفط أغلى من الدم، هذا الشخص كيف تصفونه؟.

اليمنيون سبق وأن أخرجوا الأتراك العثمانيين من اليمن بالقوة، ولن يفلح الأتراك الجدد بما عجز عنه أجدادهم .

فخامة أردوغان يدين استهداف الاستثمارات النفطية السعودية، أمّا قيام السعودية بقتل آلاف الأبرياء المدنيين في اليمن، منهم عشرات آلاف الأطفال، فهذا شيء عادي، ولا يمثل مشكلة لديه ولا يستدعي الادانه، لماذا؟ لأنه يعتقد أن قتل الأطفال هو عمل مشروع، وهذا هو لب ثقافة داعش والقاعدة، وهذا هو الخليفة القادم للمسلمين، هذا هو فكره وهذه هي عقيدته .

اذا كان الدعم الصهيوني الأمريكي الغربي، لم يؤتي أكله في اليمن، فماذا عسى تركيا أن تفعل بمرتزقتها آكلة قلوب السوريين – الوحش أبو صقّار تذكرونه؟؟. اسقاط مسيرة تركية حديثة، يعني أن الجيش اليمني يمتلك دفاعات جوية مناسبة للتعامل بجدية مع هذا النوع من الأسلحة، وهذا ما سيلحق خسائر معنوية كبيرة بالقدرات العسكرية التركية، ماذا عسى أن تفعل أسلحة تركيا، بعد فشل أحدث دفاعات كبير زعماء الاطلسي(أمريكا) أمام الارادة الفلاذية للجيش اليمني واللجان الشعبية الذين يعتمدون في صمودهم على الله تعالى، ثم يجيدون استخدام ما يملكونه من أسلحة بدقة وثقة محسوبة جيداً، ربما التدخل التركي سيطول قليلا مدة العدوان، لكنه في النهاية سيُدحر كما اندحر من سبقه من أعضاء الحلف العربي الخائب الذي بدلاً ما يتوجه إلى فلسطين، نكص واتجه نحو الشعب اليمني المظلوم.

وتقول المعلومات، ثمة اتفاق بين فخامة الرئيس أردوغان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان: الاتفاق ينص على بعث 7 آلاف عنصر من ما يسمى بالجيش السوري الحر الى اليمن، لمحاربة أنصار الله، وتجري هذه الأيام هناك اجتماعات بمنطقة غازي عنتاب، بين الأتراك وعناصر من الجيش الحر، واستدعاء ظابط برتبة عميد من ما يسمى بالجيش السوري الحر من ليبيا الى هذا الاجتماع وبناء عليه، الاتفاق لكل قتيل من عناصر ما يسمى بالجيش السوري الحر، تسلم السعودية لذويه 60 ألف دولار أمريكي وأحيانا كندي حسب القتيل ومكانته الاجتماعية.

التركي توسع في سوريا والعراق وليبيا، وهو حليف الأمريكي والصهيوني معاً، انها أطماع أردوغان العثمانية، فلنسأل أنفسنا هذا السؤال: ماذا أضاع الرئيس أردوغان في اليمن؟؟ ما الذي يجري؟ مجازر ترتكب بحق اليمنيين في صالات الأفراح والعزاء والمستشفيات، عائلات أبيدت عن بكرة أبيها، فأتى مولانا السلطان الأردوغاني، لاكمال ما عجز عنه السعودي بآلته الحربية المشتراه من الأمريكي والغربي.

فخامة الرئيس أردوغان، مقتدیا بفلاسفة الإخوان، یتحالف مع الشیطان، ومع أمریکا، إسرائیل، روسیا، إیران، العراق، قطر، مصر، حتی سوریا، وهذا یناط بما یراه لصالح حزبه بل شخصه، ولا یعرف المدی البعید ولا النفس الطویل، ويضحك علی ذقن القطیع، و لا یحسب له العاقل حسابا جاداً، خلافا لقیادات أمثال الرئيس فلادمير بوتین و السید علي الخامنئي، الذین في براغميتهم مبدئیون حتّى النخاع.

فرغم التراشق الاعلامي بقضيه قتل ونشر الخاشقجي بين التركي والسعودي، فانّ هنالك تحالف سعودي تركي قوي غير معلن، يتمتع بتأييد ودعم لوجستي اسرائيلي، من هنا يخشى التحالف التركي الاسرائيلي السعودي، من أن تقبل أمريكا بشرط ايران وهو: امّا الاعتماد على ايران أو الاعتماد على اسرائيل كحليف استراتيجي بالمنطقه مثلاً، وفي حال اختيار ايران من قبل أمريكا وخاصة بعد التفاهم حول الاتفاق النووي، وهو المرجح، سيتراجع دور اسرائيل كثيراً، و سيصبح ثبات النظامان السعودي الحالي والتركي الأردوغاني في وضع صعب للغايه، وفي النهاية نجد أنّ اسرائيل الصهيونية بمساراتها، موجودة في نظام كل بلد حليف لأمريكا ويعمل لصالحها.

والقرب الجغرافي بين ايران وفلسطين المحتلة، يجعل استعمال أي من الطرفين للسلاح النووي ضد الأخر مستحيلاً، وهذا تعرفه الدول الكبرى وتعلم أنّ للصياح الاسرائيلي سبباً آخر، وهو ادراك اسرائيل أنّ دورها الوظيفي ككيان، لم يعد بذات الأهميه، وهذا يقلقها كثيراً، ويجعلها تتخبط لعقد تحالفات لا قيمه لها مع أنظمه تحكم بأسلوب بدائي، ولا تملك جذوراً شعبيه تحميها .

* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

طلقات تنويرية:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

 

[email protected]          

هاتف – منزل عمان : 5345541     خلوي: 0795615721

0799057173

سما الروسان في 14– 3– 2021 م.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.