الأردني … داخل … خارج / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 14/3/2021 م …




حقيقة لا مراء فيها  هي أن الأردني مهما كان أصله وفصله ومنبته ،ممن يتسنمون مواقع قيادية في الخارج،يبرز في مجال عمله ويبيّض وجه البلد أولا ووجهه ثانيا،ويتم بطبيعة الحال إختياره بطريقة عملية وعلمية ،من خلال تعرضه لإختبارات  عدة قبل الموافقة عليه،ولهذا فإن العمالة الأردنية في الخليج بوجه خاص لها مكانتها المميزة ،وهي المرغوبة من أصحاب المصالح ورؤوس الأموال ،لحسن أدائها وأمانتها،كما أن الأردني في شتات الغرب يبرز أيضا ويبدع لأنه يحصل على الإمكانيات التي تعينه على الإنتاج والإبداع ،لكنه يتألم لأن إبداعه لا يتم تسجيله لبلده الطارد بل للبلد الغربي الجاذب.

كان رب العمل في الخليج عندما يعيّن أردنيا مديرا لأعماله  وشركاته ،ينام مطمئنا قرير العين هاديء البال ،ويسافر لقضاء العطل في ربوع أوروبا لأشهر ،ومع ذلك لا يتلقى هاتفا واحدا من وكيله الأردني ،يطلب فيه إستشارة ما أو طلبا ما،وعندما يعود من الخارج يأتيه الأردني ويقدم له ملفا كاملا عن مجريات الأمور أثناء غيابه،بينما غير الأردني فقد كان يقلق راحة رب العمل الخليجي ،ويطلب منه الموافقة حتى على شراء عود كبريت ،مما يثير حنق الخليجي.

هذا في القطاع الخاص ،أما في القطاع العام فقد كان العديد من الأردنيين يتسنمون مراكز متقدمة ،ويسمع رأيهم ويؤخذ بأفكارهم ،ولو كانت السياسات تسمح بأن يكون الأجنبي وزيرا أو حتى رئيسا للوزراء ،لرأينا بعضا من الأردنيين قد تقلدوا مثل هذه المناصب.

ظاهرة أخرى كان يمتاز بها الأردنيون في الخليج على سبيل المثال،وهي أن صناعة الصحافة كانت قائمة على أكتاف الأردنيين الذين كانوا يتقلدون مراكز مهمة ،حسب ما تسمح به السياسات ،التي كانت تحصر موقع رئيس التحرير في الجنسية الوطنية ،وهذا لم يمنع أن يكون الأردني في أغلب الأحيان صانع قرار في هذه المؤسسة أو تلك.

أما في الداخل مع شديد الأسف فإن الأردني مكبل ومقيد بألف قيد ورباط منها التنفيع والمناطقية والعشائرية والإقليمية ،ويكون تعيين  المسؤول على وجه الخصوص إما تنفيعا أو فرضا من قبل جهات خارجية ،وفي كلتا الحالتين فإنه يكون محميا من المساءلة ،وفي هذه الحالة ليس مطلوبا منه العطاء  أو الإبداع لأن مستقبله الوظيفي مضمون.

الإعلام الأردني يعاني من سكرات الموت،ونرى أن مقبرة الإعلام تتسع يوما بعد يوم بسبب تساقط المؤسسات الإعلامية ،التي تسلمها أناس لا علاقة لهم بصناعة الإعلام ورأينا مندوب إعلان يتقلد منصب رئيس تحرير ،ومتدرب يصبح رقما مهما في الصحيفة  ،وقد جاء تعيينهم على شكل مكافآت على خدمات محددة قدموها في السابق،أو تنفيعات ،وفي كلتا الحالتين يسجلون فشلا ذريعا،في حين أن المبدعين في هذا المجال يتم تهميشهم ،وأتحدث عن تجربة.”مستشفى السلط يكشف جانبا من الخلل”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.