قطعان المستوطنين تقتجم الأقصى … وتتوعد بالمزيد !
الأردن العربي ( الإثنين ) 7/12/2015 م …
اقتحم المستوطنون المتطرفون، أمس، المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي منعت المصلين من دخوله حينذاك، وسط دعوات ما يسمى تحالف ‘منظمات الهيكل’، المزعوم، ‘لأوسع استباحة’ للمسجد، خلال هذا الأسبوع.
ونصّبت قوات الاحتلال الحواجز العسكرية والمتاريس الصلبّة قرب بوابات الأقصى الرئيسية، كما نشرت تعزيزاتها الأمنية الكثيفة حول محيطه، وفي مدينة القدس المحتلة، التي تحولت إلى ثكنة عسكرية مغلقة، بينما أمعن المستوطنون في جولاتهم الاستفزازية وأداء طقوسهم التلمودية داخل باحات المسجد.
وندد كل من الأزهر الشريف، ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، والقوى والفصائل والرئاسة الفلسطينية، ‘باقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، والذي يشكل استفزازاً خطيراً لمشاعر المسلمين، بحق أقدّس مقدساتهم الدينية’.
وقال مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ عزام الخطيب إن ‘قوات الاحتلال تسمح بدخول هؤلاء إلى المسجد، تحت حمايتها، مما يزيد الأوضاع توتراً واحتقاناً، في ظل ما يجري حالياً بالأراضي
المحتلة’.
وأضاف، من فلسطين المحتلة، إن ‘تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهدم المسجد الأقصى يعدّ أمراً خطيراً للغاية، ويجب أن يؤخذ بجدية’، داعياً إلى ‘صدور موقف مضادّ، في المقابل، من الجانب العربي الإسلامي تجاهه’.
وأوضح بأن ‘تزامن هذه الأقوال المنسوبة لنتنياهو، مع دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة لتوسيع مشاركة اقتحامه، يتم النظر إليه بتوجسّ وحذر، لخطورته بحق أقدس المقدسات عند المسلمين جميعاً’.
ونوه إلى أن ‘الأعياد اليهودية تعدّ كابوساً على المسجد الأقصى والقدس المحتلة، نظراً لما يصدر عن المجموعات اليمنية المتطرفة من أعمال وممارسات عدوانية استفزازية من خلال جولاتهم وأداء طقوسهم واعتدائهم على المصلين’.
وطالب ‘بدعم عربي إسلامي للشعب الفلسطيني في حقوقه، وباسناد الموقف الأردني في موقفه الثابت تجاه حماية والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني’.
وقال إنه ‘حتى الآن، لم يتم تركيب أي كاميرا مراقبة في المسجد الأقصى المبارك، وفق ما تم الاتفاق عليه مؤخراً، باستثناء محاولة من دائرة الأوقاف قبل فترة لتركيبها، غير أن قوات الاحتلال منعتها من ذلك’.
وأضاف إنه ‘يجري حالياً إعداد الدراسات والتصاميم الخاصة، بحيث لم يتم، إلى الآن، تركيب أي كاميرا نتيجة الأعمال الفنية الهندسية التي تتم من جانب الأردن ودائرة الأوقاف الإسلامية، بهذا الخصوص’.
من جانبه، أعرب الأزهر الشريف عن ‘استنكاره الشديد للدعوات الصهيونية المتطرفة التي تنادي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وإقامة فعاليات لتهويد القدس الشريف وطمسّ هويته الإسلامية، وذلك تزامنا مع أحد الاحتفالات اليهودية’.
وأعلن، في بيان أصدره أمس، عن ‘رفضه لهذه الدعوات’، محذراً من ‘عواقبها الوخيمة التي من شأنها تأجيج مشاعر الغضب في قلوب المسلمين داخل الأراضي المقدسة وخارجها؛ لما يمثله الحرم الشريف من قدسية في نفوسهم، باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم’.
وطالب ‘جميع الدول المحبة للسلام بالتدخل العاجل والفوري لمنع الاعتداءات البربرية المتكررة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الحرم القدسي الشريف، وسعيه الدائم لتهويد القدس’.
وشدد الأزهر الشريف على أنَّ ‘تلك الدعوات التحريضية البغيضة مرفوضة رفضاً قاطعاً؛ لأن القضية الفلسطينية باقية في قلوب المسلمين’، بحسب ما جاء في البيان.
وكان تحالف ما يسمى منظمات ‘الهيكل’، المزعوم، قد دعا إلى تكثيف المشاركة في اقتحامات المسجد الأقصى للاحتفاء بما يسمى ‘عيد الأنوار’، هذا الأسبوع، حيث ينشر الاحتلال التعزيزات العسكرية المشددة والأجهزة الضوئية والمجسمات المضيئة في أزقة القدس المحتلة وعند أسوارها، في ظل محاولات تهويدها وطمسّ هويتها العربية والإسلامية.
وقد استجاب المستوطنون لتلك الدعوات المتطرفة، باقتحام المسجد الأقصى، أمس، من جهة باب المغاربة، وتنفيذ جولات وطقوس استفزازية داخل باحاته، تحت حماية قوة معززة من عناصر شرطة
الاحتلال.
وواصلت قوات الاحتلال التضييق على المصلين، من الشبان والنساء، في دخول الأقصى، واحتجاز بطاقاتهم الشخصية، تزامناً مع منع أكثر من 60 فلسطينية من دخوله طوال فترة اقتحامات المستوطنين.
واعتصمت مجموعة من المرابطات الممنوعات قرب بوابات الأقصى، احتجاجاً ضدّ منعهن من الدخول إلى المسجد، والصلاة فيه.
وبحسب تلك الدعوات المتطرفة، فإنه سيتم تنظيم مسيرة كبيرة تنطلق من القدس القديمة متجهة نحو باب المغاربة لاقتحام المسجد الأقصى، وذلك يوم غد الثلاثاء.
وقد تزامن ذلك مع توجيه مجموعات استيطانية متطرفة دعوات لشن حملات اقتحام واسعة للمسجد الأقصى، وتنظيم فعاليات تهويدية في مدينة القدس المحتلة، على مدار أيام الأسبوع.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية ‘عمليات الاقتحام المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك، التي تشرف عليها وتدعمها وتمولها الحكومة الإسرائيلية وأذرعها
المختلفة’.
ونددت، في بيان أمس، ‘بدعوات المنظمات اليهودية المتطرفة لإقتحامات حاشدة لباحات الحرم القدسي الشريف، بذريعة الاحتفال بعيد الأنوار، الذي يمتد حتى الخميس القادم، وفي مقدمتها ‘هيئة منظمات المعبد’، ‘وطلاب من أجل الهيكل’، و’نساء من أجل المعبد’ وغيرها، والتي يقودها حاخامات متطرفين’.
وقالت إن ‘الاقتحامات تأتي ضمن سياق سعي الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ مخطط تكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى ريثما يتم تقسيمه مكانياً، في ظل التضييق على المصلين، ونصب الحواجز والمتاريس قرب بوابات المسجد الرئيسية، في إطار محاولات تهويد القدس
ومقدساتها’.
ولفت إلى ‘قيام الاحتلال بضرب مقومات الوجود الوطني والإنساني الفلسطيني في القدس المحتلة، في محاولة إسرائيلية مكشوفة لتدمير حل الدولتين، وإنهاء فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة’.
واعتبرت أن ‘الحكومة الإسرائيلية تستهدف، من خلال هذه الاستفزازات والإنتهاكات والاجراءات، تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، مما سيكون له أبعاد ومخاطر مدمرة على مستقبل السلام والأمن في المنطقة برمتها’.
ودعت المجتمع الدولي إلى ‘مواجهة الظلامية الإسرائيلية المتطرفة بخطوات وإجراءات عملية، من شأنها وضع حد لتمرد الاحتلال على القانون الدولي، وإلزامه بإنهاء احتلاله لأرض دولة فلسطين
ومقدساتها’.
وبالمثل؛ حذرت حركة ‘فتح’، ‘الحكومة الإسرائيلية من مغبة الدعوات التي صدرت عن منظمات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك فيما يسمى ‘عيد الأنوار’، ودعت ‘الفلسطينيين إلى الرباط والدفاع عن الأقصى’.
وقال الناطق باسم الحركة أسامة القواسمي إن ‘تصريحات نتنياهو الأخيرة المسربة والتي تحدث فيها عن قدرته على هدم المسجد، ما هي إلا دليل قاطع عن النوايا المبيتة الحقيقية لهذه الحكومة المتطرفة’.
وأضاف، في تصريح أمس، إن ‘عمليات اقتحام الأقصى تأتي ضمن خطة إسرائيلية واضحة المعالم لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد’.
وأكد أن ‘المسجد الاقصى خط أحمر ولن يتم السماح، بأي حال من الأحوال، بتمرير هذا المشروع التهويدي لأقدس مقدسات المسلمين’، داعياً ‘الأشقاء العرب إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة ما يجري في المسجد الأقصى المبارك’.
التعليقات مغلقة.