جهاديات تونس يخططن للقيام بهجمات انتحارية
الأردن العربي ( الإثنين ) 7/12/2015 م …
تسعى متشددات من تونس التابعات لتنظيم داعش إلى القيام بـ’هجمات انتحارية’ على مؤسسات الدولة وأجهزتها وعلى منشآت حيوية، بعد أن تم تجنيدهن وتسفيرهن من قبل خلايا تنشط في المساجد وفي مواقع التواصل الاجتماعي، إلى معاقل التنظيم في سورية وفي ليبيا حيث تم تدريبهن على فنون القتال واستخدام المتفجرات والأحزمة الناسفة.
وقالت بدرة قعلول رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية إن الخلايا التابعة لتنظيم داعش تخطط للقيام بـ’هجمات انتحارية’ تنفذها ‘متشددات تونسيات’ خلال الفترة القادمة، بعد تدريبات على استخدام المتفجرات والأحزمة الناسفة.
وشددت قعلول على أن ‘قيام متشددات بعمليات انتحارية هو أمر وارد بشدة’، مضيفة أن ‘تضييق الخناق’ على الخلايا التابعة لتنظيم داعش وتفكيك العشرات منها خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2015 من شأنه أن يدفع بتلك الخلايا إلى ‘القيام بعمليات انتحارية تنفذها عناصر نسائية بتونس’.
يأتي ذلك في أعقاب إعلان وزيرة المرأة سميرة مرعي أن 700 تونسية التحقن بجماعات جهادية في سورية، الأمر الذي بدا مؤشرا على أن خلايا تنظيم داعش اخترقت النسيج الاجتماعي النسائي وباتت تمثل خطرا على حرية المرأة التي تعد أحد أهم المكاسب التي تحققت للتونسيين في ظل دولة الاستقلال.
وتقول تقارير أمنية ودراسات ميدانية إن خلايا تنظيم داعش باتت منذ النصف الثاني من العام 2014 تركز على تجنيد ‘النساء’ وخاصة تجنيد ‘طالبات’ متخصصات في علوم الطب لمداواة المرضى والجرحى وفي علوم الكيمياء والفيزياء للتدرب على استخدام المتفجرات والأحزمة الناسفة.
وتثير ‘الظاهرة النسائية’ جدلا حادا في أوساط المنظمات النسوية الناشطة في مجال حقوق الدفاع عن المرأة بصفة خاصة وفي أوساط القوى السياسية والمدنية العلمانية بصفة عامة، لكونها ظاهرة بدأت تنخر مجتمعا كثيرا ما راهن على دور المرأة وحريتها في تأصيل الحداثة السياسية والاجتماعية.
وكانت الأجهزة الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب أعلنت مؤخرا تفكيكها لأول خلية جهادية نسائية تضم 5 نساء ينشطن في عدد من مناطق الجنوب المحاذية للحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا، وتتولى تجنيد الفتيات وتسفيرهن إلى ليبيا وسورية للالتحاق بجهاديي تنظيم داعش قصد تلقي تدريبات على فنون القتال والعودة لاحقا إلى البلاد للقيام بهجمات.
وتنحدر غالبية المتشددات التونسيات اللواتي التحقن بتنظيم داعش سواء في ليبيا أو في سورية، من الفئات الاجتماعية الهشة، وتتراوح أعمارهن ما بين 20 و35 سنة وفق أكثر من دراسة أجراها متخصصون في الجماعات الجهادية.
واتخذت عملية تجنيد الفتيات من قبل الخلايا الإرهابية خلال السنتين الماضيتين نسقا تصاعديا، حتى أنها قادت إلى ‘تركيز خلايا متشددة نسائية’ تضم فتيات متعلمات تنحدر غالبيتهن من الفئات الهشة اجتماعيا.
ففي تشرين الأول( أكتوبر) 2014 قاد تفكيك الأجهزة الأمنية للجناح الإعلامي لتنظيمي أنصار الشريعة وكتيبة عقبة بن نافع الذي كانت تشرف عليه طالبة متخصصة في الطب اسمها فاطمة الزواغي لا يتجاوز عمرها 20 سنة إلى كشف أن جهاديات تونس بتن يتولين مواقع قيادية حساسة في صفوف التنظيمات:
وبعد 10 أيام فقط من تفكيك الجناح الإعلامي لكل من تنظيم ‘أنصار الشريعة’ و’كتيبة عقبة بن نافع’، أي يوم 24 تشرين الأول(أكتوبر) 2014، استفاق التونسيون على أخطر هجوم نفذته ‘كتيبة عقبة بن نافع’ وشاركت فيه 5 إرهابيات طالبات بالجامعة التونسية.
وفي شباط( فبراير) 2015، نفذت 5 جهاديات بعضهن تلقى تدريبات في معسكرات تقع في ليبيا هجوما ضد الأمن التونسي بمنطقة بولعابة في محافظة القصرين المحاذية لسلسلة جبال الشعانبي وراح ضحيتها 4 عناصر من الدرك، وأكدت الأجهزة الأمنية آنداك أن ‘فتاتين اثنتين منهن خططتا للعملية، فيما وفرت 3 فتيات مساعدات لوجستية’.
وفي أعقاب عملية بولعابة بعشرة أيام أي يوم 27 شباط(فبراير) 2015 فككت الأجهزة الأمنية خلية تابعة لـ’كتيبة عقبة بن نافع’ في مدينة تالة التابعة لمحافظة القصرين، تتكون من 13 متطرفا من بينهم 5 نساء.
وترجع المنظمات النسوية الناشطة في مجال مكافحة الإرهاب وكذلك الخبراء تنامي ‘ظاهرة الجهاديات التونسيات’ إلى ‘انسحاب الدولة’ من فضاءات المجتمع الأمر الذي فتح المجال واسعا أمام الجهاديين لاستغلال الأوضاع الهشة للمرأة وانسداد الآفاق أمامها لتزج بها في مستنقع ‘صناعة الموت’.
وخلال النصف الأول من العام 2015 توصلت الأجهزة الأمنية إلى تفكيك أكثر من 25 خلية جهادية تابعة لتنظيم داعش من بين عناصرها العشرات من الجهاديات ما بدا مؤشرا على أن خلايا التنظيم تسللت إلى داخل العائلة التونسية في مسعى إلى ‘تأنيث’ الظاهرة الجهادية’ لتضرب في الصميم نسيج مجتمع كثيرا ما راهن على حرية المرأة باعتبارها عنوان الحداثة في البلاد.
وارتفع منسوب مخاوف القوى السياسية والمدنية والناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة من ‘ظاهرة الجهاديات’ لما توصلت الأجهزة الأمني في 7 تشرين الثاني 2015 إلى تفكيك خلية تضم 3 جهاديات تتولى تجنيد الفتيات وتسفيرهن إلى سورية للالتحاق بجهاديي تنظيم الدولة.
وتعمقت مخاوف تلك القوى العلمانية في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2015 لما فككت الأجهزة الأمنية خلية جهادية نسائية تضم 5 جهاديات ضمن 6 خلايا تضم 27 جهاديا تتولى تسفير الشباب للالتحاق بالجماعات الجهادية قصد تلقي تدريبات على فنون القتال والعودة لاحقا إلى البلاد للقيام بهجمات.
ومع هيمنة الجماعات المتشددة الليبية على مناطق محاذية للحدود مع تونس تزايدت عمليات تجنيد الفتيات ضمن خلايا تضم كل خلية ما بين 5 و7 أفراد من بينهم فتيات تتراوح أعمارهن ما بين 18 سنة و30 سنة تلقى بعضهن تدريبات على استخدام المتفجرات في معسكرات ليبية.
ويشدد الخبراء على أن ‘ظاهرة الجهاديات تعد ‘مؤشرا خطيرا على هشاشة وضع المرأة المنحدرة من الفئات الهشة والمهمشة لافتين إلى أن تلك الظاهرة ‘باتت تهدد تونس دولة وشعبا خاصة مع تمدد جهاديي تنظيم الدولة إلى مناطق قريبة من تونس وتقع على مسافة 70 كيلومترا فقط من الحدود.
ويقول الخبراء إن تخطيط الجهاديات التونسيات للقيام بهجمات انتحارية يتم في مناطق ليبية تقع تحت سيطرة تنظيم داعش لتنفيذه في تونس، مشددين على ضرورة النأي عن سياسة اليد المرتعشة من أجل قطع الطريق أمام أي هجوم سواء كان ‘انتحاريا’ أو باستخدام السلاح.
التعليقات مغلقة.