«عزرائيل أباظا».. أو الاسم «الحركي» لِـ وليد جنبلاط!/ محمد خروب
محمد خروب ( الأردن ) الإثنين 7/12/2015 م …
فيما يحتدم الجدل والسجالات حول «القنبلة» الرئاسية المتدحرجة والمدوية التي «فخّخها» الثلاثي سعد الدين الحريري، نبيه بريّ ووليد جنبلاط وقام الأول (الحريري) بتبنيها وابلاغها الى زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، بأن «القُرعة» قد رست عليه رئيس «تسوية» للجمهورية، وفيما احدث هذا الخيار الحريري (بتحالفاته الاقليمية والدولية التي أمّْنت له تغطية سياسية ودبلوماسية راجحة «حتى الآن») هزّْة داخل صفوف فريق 14 آذار سواء في تيار المستقبل الذي يرأسه الحريري ذاته وبين مسيحيي هذا الفريق وخصوصاً حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع (الذي كان رشّحه الحريري للرئاسة) وحزب الكتائب وبعض المُستقلِّين من هؤلاء المسيحيين الذين يسيرون في ركب الحريرية السياسية، ام داخل فريق 8 آذار الذي ينتمي اليه فرنجية والذي احدث شرخاً آخذاً في التوسع بينه وبين التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الجنرال ميشال عون (وهو مرشح 8 آذار لرئاسة الجمهورية) فضلا عن «الصمت» المُبرمَج والمقصود حتى لا نقول المدويّ، الذي لاذ إليه حزب الله حليف فرنجية وعون في الآن ذاته والمُتَمسِّك «حتى اللحظة» بدعم الجنرال عون ما دام مُصِراً على مواصلة طرح نفسه، ومع اقتراب موعد جلسة البرلمان «الرئاسية» المؤجلة لأكثر من 32 جلسة، في السادس عشر من الشهر الجاري.
نقول: في خِضَمِ هذا المشهد المفتوح على احتمالات عديدة ليس الانتخاب بـ»الدم» لرئيس الجمهورية على ما هدّد أمين عام تيار المستقبل احمد الحريري بحدوثه في حال لم يتم انتخاب رئيس جمهورية على نار باردة، يبرز زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في المشهد اللبناني ليس فقط كأحد عرّابي فرنجية (الاخير لا يُخفي ولا ينوي التراجع عن صداقته للرئيس السوري بشار الاسد وتحالفه مع فريق 8 اذار) وانما ايضا في مواصلة سُخرِيته واطلاق المزيد من الغمزات والفكاهات اللاذعة، تارة بدعوته الى تشريع الماريجوانا على ما فعله رئيس وزراء كندا الجديد جوستان ترودو، وطوراً باصدار عفو عام عن أهالي البقاع من مزارعين وتجار ومدمنين على «تعاطي الحشيش»، وكي يُظهِر نفسه في النهاية كضحية، فإن وليد بيك يذهب بعيداً في تهكمه ليُخبِر متابعيه على «توتير» ان السلطات الكندية رفضت منحه تأشيرة بحجة انه ارهابي، فيقوم بمفاجأتنا–والسلطات الكندية ايضاً–بالكشف عن اسمه الحركي (كإرهابي يقصد) الذي لا تعرفه إلاّ الخلايا السرية لحزبه «الاشتراكي».. وهو عزرائيل اباظا، ويُنهي تغريدته» بعبارة «عاشت الاسامي» تحية لنفسه واسمه الحركي.
سخرية سوداء، صحيح، إلاّ انها تكشف، ضمن امور اخرى، كيف تصل الحال بالزعامات اللبنانية «الابدية» التي لا تتوقف عن انتقاد «بعض» الانظمة والحكومات العربية بانها غير ديمقراطية ولا تؤمن بالتعددية وغيرها من «الهمروجات» التي لا يكف زعماء الطوائف والزواريب وامراء الحرب ومَنْ يقتسِمون كعكة السلطة عبر المحاصصة الطائفية والمذهبية، عن «الإتّجار» بها، بهدف توفير «البضاعة» للخارج اللبناني كي يُبقي على اُعطياته ويواصل رضاه عنهم، وإلاّ فإن الدكاكين المسماة احزاباً واخرى صحفاً وثالثة محطات تلفاز، ستفقد دورها وتنتهي مسيرة «الحياة» بالنسبة اليهم.
ما حملته «مبادرة» ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وهو المعروف بخطه السياسي ومواقفه المعلنة بل والاكثر صراحة والاقل دبلوماسية في فريق 8 اذار… من اهداف، يبدو أنها سقطت في منتصف الطريق، بعد ان لم يعد احد في «المعسكرين» 8 و14 آذار، قادراً على لجم او منع حدوث انشقاق في صفوف كل منهما او الاسهام في ابراز معادلة جديدة من التحالفات والاصطفافات وبخاصة في صفوف مسيحيي المُعسكرَيْن، بعد ان ظن الحريري، برّي وجنبلاط، ان الاول قادر على «انتزاع» موافقة من جعجع وسامي الجميل وبعض المستقلين، فإذا بهم «أشرس» من ان يتم احتواؤهم او التسليم بما اراده زعيم»قصر» بيت الوسط، الذي ظن انه ما يزال على «قوته» السابقة، وان تراجع مكانته السياسية والحظوة الاقليمية والتدهور المالي الذي اصاب بقايا امبراطورية والده المالية، لن يكون بلا ثمن سياسي، أقلّه «تمرّد» الذين قبلوا به زعيماً لفريقهم، فقط للتغطية على مخططهم القديم/ الجديد، وهو تقسيم لبنان الى «دويلات» تجمعها «فيدرالية طوائف»وهو مشروع انعزالي قديم، لم يتخل عنه اصحابه وأعاد سامي الجميل التلويح به قبل يومين.
ثمة عراقيل عديدة وجدّية تَحُول دون «تمرير» فرنجية رئيس «تسوية» بعد تعذر استيلاد رئيس «توافقي»، وإذا ما أُريد لـ»مبادرة» الحريري ان «تمُرّ»، فإن الطريق الى ذلك لن يكون إلاّ عبر تسوية شاملة كما دعا اليها السيد حسن نصرالله، تبدأ بقانون انتخاب جديد وتنتهي عند رئاسة الجمهورية وليس العكس.
هل يمكن لصفقة كهذه ان ترى النور؟
الاحتمالات مفتوحة لأنه.. هيدا لبنان
التعليقات مغلقة.