كونوا مع اليمن / ابراهيم ابو عتيلة




ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) – الخميس 18/3/2021 م …

وتستمر معاناة الشعب اليمني الشقيق وتتصاعد قسوة الحرب والدمار الهائل الذي لحق بالبنية الأساسية الهشة أصلاً في اليمن مع ما يخلفه القصف من دمار في المناطق المأهولة والنزوح الكبير من مواطني اليمن في المناطق المختلفة ….

ومع استمرار الحصار المفروض على اليمن  فقد تفاقم الجوع  بحيث وصل عدد من يعانون من سوء التغذية أكثر من تصف السكان حيث يعاني من الجوع حوالي 20 مليون يمني والذين باتوا يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء بحيث اصبح في اليمن أكبر حالة مجاعة تواجهها البشرية في العقود الأخيرة .. ومع تزايد المعاناة من سوء التغذية فإن هناك طفل يموت كل 10 دقائق بسبب الفقر والجوع الذي سببته الحرب حيث ومن المتوقع أن لم يتم ايقاف الحرب ورفع الحصار بصورة عاجلة أن يموت 400000 طفل يمني بسبب الجوع الحاد خلال الفترة القادمة .

لقد أدت الحرب خلال الستة سنوات الماضية  إلى مصرع أكثر من 250 ألف مواطن يمني فيما أودت الحرب وما خلفته من مجاعة وتفشي للأوبئة والأمراض خلال الأشهر الستة الماضية فقط بحياة 25 ألف شخص.

وعلى الرغم مما سببته الحرب من الجوع والفقر والدمار فلا يلوح في الأفق أي مؤشرات لوقف العدوان حيث  وصلت الأمم المتحدة إلى طريق مسدود بموضوع حل النزاع وإنهاء الحرب ، وباتت جهودها تقتصر على إصدار البيانات والإحصائيات والإدانات وتسمية مندوبيها وتغييرهم ليتلذذوا بحياتهم المرفهة على حساب الجوعى والفقراء .

لقد دفعت اليمن ثمناً كبيراً لا لشيء إلا بسبب موقعها الاستراتيجي الذي يطمع به أعداؤها فموقعها على باب المندب يجعلها الدولة الأكثر قدرة على التحكم بهذا المضيق الحيوي الهام علاوة على أن موانئها مؤهلة لمنافسة أهم وأكبر الموانئ في الخليج العربي والبحر الأحمر .

لقد سعى الصهاينة ومنذ فترة  طويلة ومنذ خلق قوى البغي لكيان العدو الصهيوني على أرض فلسطين لايجاد موطئ قدم لهم في اليمن يساندهم في ذلك حلفاؤهم في المنطقة وخارجها فلم يمر علينا وقت طويل لننسى معه قيام ارتريا وبتنسيق مع الكيان الصهيوني باحتلال جزيرة حنيش الكبرى مدعية بأن هذه الجزيرة جزء من أراضيها الأمر الذي دفع باليمن للدفاع عن أرضها إلى أن وصل الأمر لمحكمة العدل الدولية التي حكمت بأن جزيرة حنيش هي أرض يمنية وتم إخلاء القوات الإرترية من الجزيرة .

ثم أخذت المؤامرة على اليمن منحى آخر فبدأت إثارة نعرات الطائفية والجهوية والتقسيم إلى أن تدخلت القوى الإقليمية يساندها في ذلك اعداء الأمة العربية في الشرق والغرب ودخلت اليمن في متاهتين متاهة حرب أهلية بين الإنقساميين والطائفيين من جهة والقوى اليمنية الحريصة على وحدة اليمن من ناحية جهة أخرى ومتاهة القصف والدمار والعدوان على اليمن من قوى طامعة في اليمن فتارة تطمع في ثرواتها وجزرها وموقعها الاستراتيجي وتارة تطمع في موانئها وأهميتها في التجارة الدولية والأهم من هذا وذاك رفع أي تهديد عن الكيان الصهيوني قد يؤثر على حرية مروره عبر مضيق باب المندب .

إن فشل جامعة الدول العربية والأمم المتحدة في وقف الحرب على اليمن يدعونا للتكاتف من أجل دعم ومناصرة الشعب اليمني من أجل وقف الحرب والمساعدة في تخفيف الجوع وإنقاذ شعب اليمن العريق مما يعاني منه عبر مختلف الآليات والأساليب المناسبة وهو الشعب الذي لم يتخلى يوماً عن الوقوف مع كل قضايا العرب وعلى راسها قضية العرب المركزية  ( فلسطين ) ، فهل من مجيب ؟

ابراهيم ابوعتيله

عمان / الأردن

18 / 3 / 2021

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.