لماذا حزب الله في موسكو؟. .. قرية الغجر: ثغور رخوة لخلق جيش لحدي جديد! / المحامي محمد احمد الروسان
المحامي محمد احمد الروسان* ) الأردن ) – 20/3/2021 م …
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
في 14 تموز لعام 2019 م عملت على هندسة تحليل واشتباك سياسي لي وعنونته: بعد حديث الخريطة للسيّد حسن نصر الله، تحدثت فيه عن سفلة كلاب الحرب واحتمالية عودتها الى سورية ولبنان من جديد، وكيف فعّلت موسكو دور الجنرالات في الخزانة الامريكية، فحلّت استراتيجية ثقافة الأرقام محل ثقافة القاذفات، كما تحدثت عن نساء الأنجزة والطابور السادس، وكيف يتصدرن المشهد السياسي العام، وأرسلت تحية وسلام لزوجة الرئيس البولندي، التي أذلّت الرئيس دونالد ترامب عندما رفضت مصافحته بشكل واضح أمام العالم، وجعلته محطّاً للسخرية حتى من زوجته عارضة الازياء ميلانو ترامب، وقلت: وستكون هذه الحادثة ذخيرة حيّة نسوية بيد منافس ترامب من الحزب الديمقراطي في انتخابات 2020 م، حيث سيكون جون بايدن هو الرئيس القادم للولايات المتحدة الامريكية على الأغلب، بينما نساء الأنجزة في بعض الساحات العربية، ومنها ساحتنا الأردنية، ونساء فرانكفونيات في الساحة اللبنانية، ونساء الطابور السادس الثقافي يتصدرن المشهد العام، يا نساء الأنجزة في الساحات العربية: هند بنت عتبة قالت لرسولنا الكريم ابن الكرام محمد حبيبنا حينما قال لها: ايه هنود آكلات الكبود، فردت رغم استسلام قريش: أنبي وحقود! وهي أم معاوية بن أبي سفيان الذي أقام الدولة الاموية التي أسّست لدخول العرب التاريخ وقيادته لقرون، ويا نساء الأنجزة في ساحاتنا العربية، ألم يقل عمر بن الخطّاب وهو أول علماني مؤمن في التاريخ حين رفض الصلاة في كنيسة القيامة، كي لا تصير مسجد من قبل العرب المسلمين، وهو الذي أعطى سكّان القدس عهدته الشهيرة، وهي أول نص حكم ذاتي في التاريخ، قال بن الخطاب عمر رضوان الله عليه بحق تلك المرأة التي صوّبته: أصابت امرأة وأخطأ عمر، فأين أنتن يا نساء الأنجزة من هذه النساء النساء اللواتي تفوح الأنوثة منهن مع عزّة النفس والكبرياء والوطنية بل والمروءة، ومروءة تلك النساء يا نساء الأنجزة في الألفية الثالثة للميلاد، فاقت مروءة الرجال لدينا في القرن الحادي والعشرين، حيث “طنطات” ، وطوارىء السياسة تملأ الساحات.
مؤسسات الدولة الروسيّة وعلى لسان الرئيس فلادمير بوتين في أكثر من مناسبة وخطاب وتصريحات عديدة واضحة، ظهّر هذا الرئيس وميدانيّاً عبر أدواته، بشكل واضح ولغة واضحة لا تحتاج الى تأويل أو تفسير، تموضعات حلفائه في المنطقة والعالم وعلى رأسها سورية وايران ضمن سياقات استراتيجيات بلاده، كما ظهّر تفاهماته العميقة مع حزب الله وانخراطاته في الأسترتاتيجية الروسية المتجددة في المنطقة وبعمق كحليف لموسكو(لاحظنا ذلك في اجتماع تل أبيب الاخير الذي ضم رؤساء مجالس الأمن القومي في كل من روسيّا وأمريكا والكيان الصهيوني، حيث صفّت موسكو بجانب ايران وحزب الله في سورية، وبجانب سورية الدولة وبجانب حزب الله ذو الجيش المتوسط المحترف، الذي دخل سورية بطلب سوري ليدافع عن لبنان)، كما ويصفه دوماً الرئيس فلادمير بوتين، وهو بمثابة جيش متوسط محترف مسلّح جيداً يملك عقيدة قتالية قويّة، وليس منظمة ارهابية كما يصفه المحور الأمريكي الأسرائيلي البعض العربي المرتهن، المنبطح المتماهي المتساوق مع ضد الامة، العدو الخارجي بشكل سريالي حاقد، وذو الذيلية التبعية المفرطة في الأنبطاح بوضعيات الكاماسوترا الجنسيّة.
السياسة معادلات حسابية، وفي السياسة وعلمها لا غنى عن الرياضيات السياسية، وأجمل ما في الرياضيات أنّها لا تكذب ولا تنافق ولا تجامل العواطف والعقول، وأساس علم الرياضيات المنطقية هي البديهيات، والأخيرة هي القضايا الفكرية التي لا تحتاج الى براهين.
انّ تكلفة الأستسلام أكبر من تكلفة الصمود، لأنّك باستسلامك ستكون انبطاحيّاً وتزحف حبواً على شفاهك نحو الآخر، وانجازات الصمود أكثر فائدة من التكاليف، وأن تكون حليفاً لأمريكا أكثر خطورة من أن تكون عدواً لها، والاستقلال السياسي يتطلب استقلالاً اقتصادياً، والمقاومة تتطلب اقتصاداً مقاوماً، وكل الأحداث تثبت صحة هذه المعادلة وتؤكد يوماً بعد يوم، أن الاستعمار ينطلق من الاقتصاد ويمر وينتهي به، ولا يمكن لك أن تفصل السياسة عن الأقتصاد، فالعلاقات بينهما حتمية ووجودية من حيث التشبيك في من يحفّز الآخر ليكون سبباً للحروب.
كارتلات العسكر والشركات والاقتصاد والمال والمجمّع الصناعي الحربي الامريكي، وجلّها تشكل جزء وازن من الدولة العميقة، التي تحكم وترسم، والادارة الامريكية أي ادارة تنفذ فقط، ومسموح لها أن تلعب بالهوامش الممنوحه لها والتكتيك من عميق الحكم هناك، وأي رئيس أمريكي هو بمثابة ناطق رسمي فقط باسمها.
هذه المصفوفة الامريكية، ما زالت تعمل على تبييض صورة الأرهابيين، وما زالت تستثمر في الأرهاب، وأي أزمة اقتصادية ومالية عالمية متوقعة العام القادم 2021 م، بجانب جائحة كورونا المفتعلة كسبب فرعي، هي أيضاً نتاج العبث بدم ديكتاتورية الجغرافيا، ودم الديمغرافيا للفالقة السورية في جلّها، والتي هي بمثابة مفاعل نووي متسارع في عقابيله من الناحية السياسية والاقتصادية وهندسة المجتمعات، عبر اللعب بالاثنيات والاعراق، بما فيها ديكتاتورية الجغرافيا الاردنية، حيث فلسطين مغتصبة وتصرخ والاردن يغتصب بصمت، وصمت متفق عليه، والأيام بيننا وستخبرنا بما كان البعض منّا يجهل أو يتجاهل المعطيات والواقع في كيفية اغتصاب الاردن بصمت، وصمت متفق عليه.
دوائر صنع القرار الإسرائيلي على المستويين السياسي والأمني الأستخباري لجهة مجتمع المخابرات الصهيوني، تعمل بجهد بالأعداد المستمر كخطط بديلة مقترحة لتنفيذ مخطط جهنمي لإطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية على لبنان، قبيل ذلك تحاول مع اليانكي الأمريكي وبعض الأطراف العربية المنبطحة معها، تفعيل برنامج خلق وتخليق الظروف المواتية لحرب أهلية مستحدثة هنا في لبنان، وقد أوضح السيد حسن نصر الله ذلك في اطلالته الاخيرة، كما يعمل هذا الكيان الصهيوني المارق وبعمق على تسخين الساحة الأردنية ضمن رؤية عميق الدولة الامريكية لتسخين الساحات والمساحات، أعلن الاسرائيلي صراحةً ضرورة احتفاظه وضمه لمناطق غرب نهر الأردن ومرتفعات ومناطق شمال البحر الميت في اطار أي تسوية سياسية قادمة في اطار الحل الدائم، فماذا يعني ذلك يا سادة؟.
وعبر الزومبيات المنتجة في كهوف تورا بورا، وبالتنسيق مع أشكال متقيحة من بعض أجهزة استخبارات البعض العربي في منطقة الخليج وغيرها مع كل أسف وأسى، ومجتمع المخابرات الأردني لديه تصور كامل حول ذلك ويتابع بعمق ولديه متابعاته الخاصة وهذه نقاط قوّة، ويرفع تقاريره الى المستوى السياسي باستمرار فيبدي تحفظّاً هنا وموافقة هناك وفي بعض الأحيان رفضاً في تلك الورقة أو السلّة مشفوعاً بالأسباب وتقدير موقف عميق.
في حين ثمة طرف رئيس في مؤسسة الحكم، يقترب كثيراً من دول الخليج بسبب الورقة الأقتصادية، مسنوداً من كارتلات اقتصادية في القطاع الخاص الأردني ومن برجوازية طفيلية – حزب واشنطن في مفاصل دولتنا، وهذه حجّته في الأقتراب أو ان شئت التساوق والتماهي والتماثل الأعمى، والأنبطاح بالأربع ثم “الحبو”، وهي حجة مللناها ولا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تحافظ على نظام حكم نسعى عمره مائة عام وما زالت خصوماتنا خصومات طفولية، نظام حكم نعمل على تحديثه وتطويره، عبر عقد اجتماعي جديد – دستور جديد يتلائم مع المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية، لتفعيل النسق السياسي الاردني كحاضن للنظام وللقيم.
الاسرائيلي والأمريكي وبعض الأطراف العربية، يولهبون الساحة اللبنانية لغايات تجربة الحرب الأهلية من جديد، لأضعاف واشغال حزب الله وباقي مكونات مقاومة مكونات الداخل اللبناني، حيث صارت الحرب على لبنان قادمة لا محالة بعد محاولة الأسرائيلي جر حزب الله الى حرب عبر حدث ما قادم، أو قيام الأسرائيلي بصورة مباشرة بالتنسيق مع الكارتلات العسكرية في الداخل الأمريكي.
يتموضع حزب الله في الأستراتيجية الروسية المتجددة في المنطقة وبعمق كحليف لموسكو، وهو بمثابة جيش متوسط محترف مسلّح جيداً يملك عقيدة قتالية قويّة – هكذا يصفه الاسرائيلي، في حين أنّ البعض العربي وصفه بالأرهابي، وبشكل متصاعد حزب الله ساند ويساند الروسي والسوري في الجغرافيا السورية لكنس زبالة الأرهاب المدخل والمصنّع، والحزب هنا لا يشبه بالمطلق عصابة داعش أو جبهة العهرة(جبهة النصرة)وغيرهما من نسل القاعدة المباشر، وهنا يأمل بعض العرب وعميق ساحاتهم ومساحاتهم، أن يقوم حلف الناتو بضرب حزب الله بعد تمهيداتهم هنا وهناك لخلق بيئة رافضة للحزب في العالم العربي والدولي، ومحاولات مماثلة وهي تفشل في الداخل اللبناني، ساعين الى تشكيل كارتيلات احتكار للسلطة في الساحات العربية، ان الضعيفة، وان القويّة، عن طريق المال تارات، والقمع والأرهاب تارات وتارات أخرى، واخضاع السذّج من العوام لنفوذاتهم بصور غير مرئية وكأنّهم بلدربيرغ عربي يشبه البلدربيرغ الأمريكي.
النظام الرسمي العربي ازاء حزب الله(الحزب المقاوم)الذي هزم وأخرج ثكنة المرتزقة في عام 2000 م من جنوب لبنان وعام 2006 م، نزع الأقنعة كليّاً عن وجهه المسوّد، ونزع الغشاء عن عيون بعض المراهنيين على احتمالية تصويب النظام الرسمي العربي، بعد أن صار العرب بمثابة خردة بشرية في مستودعات الأمم الأخرى، لأعطاء الأسرائيلي غطاءً لشن حرب على حزب الله، لأخراجه من المعادلات الأقليمية والدولية عبر تموضعه وادراكه لأهميته في مفاصل الأستراتيجية الروسية الثابتة بصعود متفاقم في المنطقة، عبر الحدث السوري وتداعياته للوصول الى عالم متعدد الأقطاب، ولخلق حالة من التوازن والردع المتبادل في الشرق الأوسط.
تشي كل المؤشرات السياسية والأمنية(والأقتصادية لجهة ثروة الغاز على سواحل المتوسط)، التي يتم رصدها من قبل مجاميع استخبارات الطاقة الأممية المنتشرة كالفطر السام في المنطقة، وعبر قرون استشعاراتها وبالمعنى الأستطلاعي الأقتصادي تحديداً وبشكل منتظم، تقود وتشي بعمق بشكل مثير ويحفّز على المتابعة الى جهود استثنائية وجبّارة، تبذل من قبل أدوات(البلدربيرغ) الأمريكي من بعض العرب المرتهن والمصادر كمعاول تنفيذية ليس الاّ، وبالتعاون والتساوق الوثيق مع محور واشنطن تل أبيب ووجوهه وزومبياته أيضاً، كل ذلك بناءً ووفقاً لتوجهات جنين الحكومة الأممية في نواة الدولة الأمريكية ومفاصلها وتحوصلاتها، لجهة صراع الطاقة في الشرق الأوسط وعلى الساحل السوري والساحل اللبناني وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل على البحر المتوسط حتّى ساحل غزّة، مع ثمة تطلعات لتشكيل محور أمريكي اسرائيلي بعض العرب من دول الأعتلال العربي في مواجهة ايران وهذا ما كشفته بعض وسائل الميديا الأمريكية المقرّبة من مجتمع المخابرات الأمريكي الحذر حتّى اللحظة من رؤى ثابتة للدولة العميقة في أمريكا، تارةً عبر جمهوري فج، وتارةً أخرى عبر ديمقراطي ناعم، لكن في النهاية كلاهما يفترس الوجبة.
كلّ هذا وذاك كي يصار لأعادة الهندسة الاجتماعية، وترسيم وتنميط معطيات الواقع السياسي والأمني والأجتماعي الديمغرافي الخاص، بمنطقة الشرق الأوسط ضمن سياق التمفصلات الميدانية المتصاعدة في الأزمة السورية، في ظل تماسك تينك المؤسسة العسكرية العربية السورية وأجهزتها الأمنية والأستخبارية وجسمها الدبلوماسي وعدم انهيار القطاع العام السوري، مع تلاحم شعبوي عميق ومتفق مع مؤسسات الدولة الوطنية السورية في الداخل السوري.
ومع ذلك لم ينجح هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية، في خلق وقائع جديدة على أرض العمل الميداني، وان كان دفع ويدفع الى مزيد من تسخين الساحات السياسية الضعيفة، كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة، لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية، وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية، سواءً أكانت محلية أم اقليمية كساحات متلقية مستهلكة، لتهديدات وتلويحات لحروب و \ أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك، لصالح الدولة العبرية الكيان الصهيوني.
هكذا تذهب قراءات للحقائق الموضوعية في الشرق الأوسط، بحيث يعتبر وجود حزب الله واستمراره، بعقيدته العسكرية والأمنية والسياسية الحالية، عائق فعلي وكبير لا بل بمثابة ترياق لسموم وفيروسات محور واشنطن تل أبيب وترسيماته وتنميطاته للواقع السياسي للمنطقة، وحزب الله ريشة رسم واحداث وفعل، لمقاومة تنمو وتنمو شئنا أم أبينا، هكذا تتحدث لغة الميدان لا لغة المكاتب، فلغة الميدان تضع تنميطات وترسيمات خلاّقة، ولمسات فنيّه احترافية مهنية، نقيضة لترسيمات محور الشر والشيطان، على خارطة جديدة للشرق الساخن وقلبه سورية لا تروق لأحد في العالم.
لذلك نجد أنّ أطراف تفعيل مفاعيل الصراع الدائر حول ملف حزب الله اللبناني وارتباطاته الشاملة، ان لجهة القناة السورية وتعقيداتها ودخوله العسكري عليها كونه دخل ليبقى وذهب الى الجولان المحتل كي يبقى لبنان أيضاً، وان لجهة القناة الأيرانية وحيوية الملاحة فيها متعانقاً مع اتفاق ايران النووي – الذي سيعود اليه الأمريكي ومن مصلحته ومصلحة حلفائه أن يعود، حيث الصراع على الأولى(سورية)وفيها كلبنة رئيسية، لأضعاف الثانية(ايران)المستهدفه بالأصل، وللوصول الى تسويات سياسية شاملة معها ليصار الى تفجيرها من الداخل عبر مفاصلها وعبر ثغور الدفرسوار الأرهابية.
فلم تعد أطراف تفعيل الصراع حول حزب الله، أطراف لبنانية محلية أو اقليمية عربية، من معسكر المتخاذلين والمرتهنين العرب، بقدر ما أصبحت بفعل عوامل عديدة، أطراف دولية عابرة للقارات والحدود، تسعى الى تفعيل مفاعيل الصراع الشامل حوله، حيث الطرف الأميركي المحرّك لجهة التصعيد أحياناً ليفاوض أو لجهة التهدئة ليجني ويقطف على ما فاوض عليه الأطراف الأقليمية والدولية، والفرنسي المأزوم والممحون والشبق لجهة عودة العلاقات مع دمشق على الأقل بمستواها الأمني كما أشار بيف بونيه رئيس الأستخبارات الفرنسية الخارجية السابق، والطرف البريطاني المستشار الموثوق للأمريكي وكابح جماح الأخير، بجانب الطرف العبري الصهيوني المتقيّح، مع تراجع الأخير الى طرف فرعي ثانوي، لصالح الأطراف الثلاثة السابقة ولصالح بعض الأطراف العربية وخاصة الطرف السعودي.
حلول الطرف الدولي محل الطرف الأقليمي(معسكر المتخاذلين العرب) ومحل الطرف المحلي اللبناني والمتمثل في قوى 14 آذار، حيث اتفاق الدوحة الشهير في وقته(وزير الخارجية القطري قبل شهر ونصف زار لبنان بايعاز أمريكي صرف)، الذي حقق المصالحة اللبنانية اللبنانية بين قوى الرابع عشر من آذار وقوى الثامن من آذار، كان وما زال سبباً رئيسياً في تحييد واخراج الطرف المحلي اللبناني وتراجعه لصالح الجانب الأممي عبر عمليات احلال صراعية سياسية، قد تكون جاءت نتيجة توافق بين الأطراف الثلاثة تأسيساً لمذهبيات جديدة عبر الوسائل الدبلوماسية الأميركية العنيفة، وتثوير القوى المعارضة ضد حلفاء حزب الله وداعميه، وأعني سوريا وايران، حيث تم تثوير الشارع السوري عبر استثمارات هنا وهناك لأحتقاناته الشاملة، وادخال زومبيات الطرف الخارجي وزومبيات أدوات الطرف الخارجي من بعض العرب، ومن جهات الأرض الأربع الى الداخل السوري وما زال، فكانت القاعدة حيث تم اعادة تشكيلها من جديد وعبر مسمى جبهة النصرة، وظهر قبلها ما سمّي بالجيش الحر والذي لم يعد له وجود يذكر ويحاول التركي احيائه عبر منصة أستانا، وكانت داعش، ثم حاشا، الى ما تسمى بالجبهة الأسلامية(وهي نواة تنظيم القاعدة في سورية)وجيش الأسلام جماعة زهران علوش الأرهابية والصراعات بين هذه التنظيمات الأرهابية، كأداة سعودية تضيف أوراق سياسية للرياض كضمانات لأستمرار نسقها، ودفع انتقام سوري روسي منها، وتلغي أخرى من يد الدولة الوطنية السورية.
الدولة العبرية الكيان الصهيوني تعمل على مزيد من تسخين المنطقة رغم سخونتها المفرطة، عبر إعادة فك وتركيب ملف الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وفقاً لرؤية إسرائيلية تشاركية مع أجنحة متطرفة في الداخل الأمريكي واسناداتها من الأيباك، ليصار إلى استعادة عملية إعادة إنتاجه وتنميطه، إن لجهة الملفات اللبنانية الداخلية بالمعنى الرأسي والعرضي، وان لجهة الإقليم والمنطقة ككل، ليكون بمثابة تفريخ لمواجهات عسكرية ومخابراتية واسعة إقليمية، قد تتطور إلى حرب إقليمية لاحقاً، وفقاً للرؤية الأميركية الحذرة عبر البلدربيرغ الأمريكي(جنين الحكومة الأممية) لأدارة الرئيس جوزيف بايدن، كل ذلك في حال لم يتم التوصل الى تفاهم شامل مع ايران ودورها في المنطقة وحول تقنيين وفلترة اتفاق برنامجها النووي وآفاق ومسارات تطوره.
البلدربيرغ الخاص بالدولة العبرية الكيان الصهيوني ونواته الصلبة، ولأنّهم يملكون داتا معلومات عن كل قراراتهم وظروف اتخاذها والأسباب التي أدّت لذلك، بحثوا في بياناتهم، فوجدوا أنّه صدر قرار للحكومة الإسرائيلية بالانسحاب من قرية الغجر اللبنانية(مسمار جحا)الواقعة على مثلث حدود ساخن، لكنه بارد لجهة العمل الميداني – العسكري ألان، حيث احتلت إسرائيل القرية عام 1967 م وقت احتلالها لمرتفعات الجولان السوري الذي ما زال محتلاً، وضمت القرية عام 1981 م باعتبارها جزءً من الجولان السوري المحتل، ومنحت سكانها الجنسية الإسرائيلية، وكان لسكّان قرية الغجر دوراً اجتماعياً واقتصادياً، لجهة العلاقات مع سكّان المنطقة العازلة، التي أنشأتها إسرائيل في جنوب لبنان من عام 1982م إلى عام 2000 م، وبعد دحر المقاومة اللبنانية لقوى الاحتلال الأسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000م، تم ترسيم الحدود من قبل الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل عبر الخط الأزرق، فتم وضع الجزء الشمالي من الغجر من ضمن الأراضي اللبنانية والجزء الجنوبي تحت السيطرة الإسرائيلية، وبقي الجزء الشمالي من القرية جيب أمني ضعيف لجهة الدولة العبرية وأمنها، ويشكل مشكلة خطيرة التداعيات لأمن الدولة العبرية ككل، ومنه تمكن حزب الله عام 2005 م من الدخول إلى الجزء الآخر المحتل من القرية، وخطف جنديين اسرائليين.
وفي حرب تموز عام 2006 م التي انتصرت فيها المقاومة اللبنانية، حاول الكيان العبري استعادة الجزء الشمالي من القرية، مما فعّل ملف قرية الغجر أممياً وفي دوائر المخابرات الدولية، حيث تم وضع ملف القرية بقضّه وقضيضه، على خلفيات القرار الأممي 1701 والذي طالب الدولة العبرية صراحةً بالانسحاب من القرية.
وجدت الدولة العبرية ونواتها الصلبة، وبتوصية من خلية الأزمة التشاركية بعد اطلاق وانطلاق قطار الأتفاق النووي الأيراني وقت الرئيس باراك أوباما وبايدن نائبه، والمشكلة من قادة ومدراء مجتمع المخابرات الأسرائيلي مع قادة ومدراء بعض مجتمعات المخابرات العربية الحليفة، من قرار الحكومة الإسرائيلية الأمني السياسي بامتياز والقاضي بالأنسحاب من الغجر، أنّه يحمل جينات عمل عسكري قادم ازاء لبنان والمنطقة الشرق الأوسطيه، دفع الكثير من المراقبين الدوليين والخبراء والمتابعين، لشياطين التفاصيل في ملف قرية الغجر، إلى محاولة فهم أفقية وعامودية، لسبر غور هذا القرار لمعرفة حقيقته وأبعاده غير المعلنة، للسعي الحثيث باتجاه النفاذ إلى عمق الحدث ورصد، ما يجري تحت سطح القرار، وسطح اللقاءات الإقليمية السريّة والتي تشترك فيها بعض الدول العربية المعتلّة، المواتية والمتساوقة والمتماهية للمشتركات الإسرائيلية – الأميركية في المنطقة.
وفي هذا السياق نرى أنّ الانسحاب العبري الخديعة والورقي حتّى الآن من قرية الغجر اللبنانية، هو انسحاب جزئي وقع على الجزء الشمالي من القرية المحتلة، مع بقاء الجزء الجنوبي تحت سيطرة تل أبيب، في عملية سياسية خبيثة، لتفعيل مسمار جحا بالمعنى الجنسي، لجهة تفريخ واستيلاد سلّة مسامير جحا، نحو سلّة ابتزازات السلطات اللبنانية لاحقاً في ملف الحدود وكذلك السلطات السورية، واستخدامات لهذه الثغور الرخوة كملاذ آمن لجبهة النصرة فرع القاعدة السوري وتحالفاته مع الأسرائيلي، في ضرورات تكوين جيش لحدي جديد وان تلطّى برفع الراية الأسلامية.
من جهة أخرى، تشير معلومات بعض من تقارير المخابرات الإسرائيلية المسرّبة قصداً لوسائل الميديا الأميركية، أنّ نتنياهو في وقته بادر إلى إبلاغ أمين عام الأمم المتحدة، بمضمون قرار الحكومة الإسرائيلية المصغرة لجهة قرية الغجر، وهذا حسب اعتقادي وظني، يشي لتهيئة الأمم المتحدة وعلى وجه الخصوص مطبخ قرار الأخيرة، مجلس الأمن الدولي للدخول في تفاصيل تفاصيل ملف الحدود اللبنانية – الأسرائلية، كطرف ثالث لغايات عبرية، إزاء الرأي العام الأممي، وبأنّها إسرائيل أخلت كل مسؤوليتها لجهة، انتهاكاتها لسيادة الحدود والأراضي اللبنانية، هذا وقد تقدّم فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني السابق ما غيره(بابا شرشبيل في مسلسل السنافر الكرتوني)بطلب لمجلس الأمن لتكون مزارع شبعا تحت ادارة الأمم المتحدة، حتى يصار الى فصل مسألة السيادة عليها لمن تكون لدمشق أم لبيروت؟!.
وتقول المعلومات والمعطيات أيضاً، أنّ القرار الإسرائيلي هذا تم اتخاذه من قبل الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة، وهذا من شأنه أن يؤشّر بقوّة أنّ متطلبات ومحفزات ومفاعيل، عملية صنع قرار الانسحاب من الجزء الشمالي فقط من قرية الغجر، هي محفزات أمنية بامتياز، لكنها تشي بوضوح بأنّها لغايات خلق مواجهات عسكرية ثنائية، يشترك فيها حزب الله، من المفترض لها اسرائلياً وأميركيا وبريطانياً، أن تقود إلى عمليات عسكرية إقليمية واسعة، قد تقود إلى حرب إقليمية تشمل إيران المسلمة لعرقلة و\أو افشال الأتفاق النووي الأيراني عبر تمسك ايران به وعودة وهمية مثلاً امريكيّاً له، وعرقلة وضع المسألة السورية على سكّة الحل السياسي، حيث من المفترض أن تؤدي(أي الحرب المفترضة)إلى نتائج سياسية واسعة، يتم من خلالها إعادة رسم المنطقة سياسياً وجغرافياً من جديد، حيث تزول دول وتظهر أخرى، مع توزيع المكاسب على دول ومشيخات المشتركات الأميركية – الإسرائيلية من العرب.
كل المؤشرات السياسية، تشير إلى أنّ هناك إدراك سياسي، سلوكي عميق تشكل لدى محور تل أبيب – واشنطن وعربانه ودول وساحات مشتركاته في المنطقة، بأنّ أي حرب عسكرية أو حتّى مواجهات عسكرية قادمة، من الضروري بمكان أن تؤدي إلى نتائج سياسية على أرض جغرافيا المنطقة، إن لجهة محور واشنطن تل أبيب، وان لجهة الساحات السياسية العربية الضعيفة، ودول مشتركات المحور من الدول العربية.
انّ إسرائيل الصهيونية قرّرت فقط الانسحاب من الجزء الشمالي من القرية، وإبقاء الجزء الجنوبي تحت سيطرتها، مع تنفيذها لمخطط تحفيزي اجتماعي اقتصادي، للنسيج الاجتماعي في القسم الجنوبي من الغجر، عبر تقديم مزايا ومنافع، حيث من شأن ذلك بأن يدفع سكان القسم الشمالي، إلى الاحتجاج على مسألة الانسحاب العبري، وهذا ما تسعى وتريده إسرائيل، لجهة توظيفه وتوليفه واستثماره في عمليات تضليلية للرأي العام الأممي تحديداً.
ومن شأن هذه الخدعة العبرية أن تحقق أهداف إسرائيلية عديدة، منها زعزعة النسيج الاجتماعي في مجتمع الغجر بقسميها، كل ذلك لخلق واقع جديد وأرضية صلبة، يتم هندستها بعناية في دوائر المخابرات البريطانية والأميركية والإسرائيلية، لتكون منطلقاً اسرائلياً عبر عملية عسكرية بمضمون سياسي، لضم ما تبقى من منطقة كفر شوبا اللبنانية وبشكل نهائي إلى إسرائيل، وعبر قانون قد يقر لاحقاً في الكنيست العبري، وصاحب هذه الرؤية هو تمير باردو رئيس الموساد السابق ويدعمها يوسي كوهين وهي في رؤية رئيس الموساد القادم في حزيران (مستر د نائب يوسي الحالي أو لوسي)، مؤخراً أشارت اليها خلية الأزمة المشتركة الآنفة بعد بدء مسار الأتفاق النووي مع ايران وقت الرئيس أوباما، وبندر بن سلطان عضواً فيها، حيث تم ويتم تطويرها وأدلجتها في العقل العبري لتصبح جزء من ما يسمّى بالأمن القومي الإسرائيلي، والقائم على تفعيلها الآن هو: يوسي كوهين عارض الأزياء حبيب البعض العربي المغرق بلباسه الأحمر وشريكه.
أمّا من حيث الجدول الزمني، لتنفيذ مضمون قرار الحكومة الإسرائيلية المصغرة في وقته، كما تتحدث المعلومات وتدعمها المعطيات السياسية والأمنية المخابراتية الجارية، انّه لا بدّ من التسويف والمماطلة مع التضليل، وتقطيع الوقت عبر إتقان لعبة شراء الوقت بذاته، والتأخير في تسليم الجزء الشمالي من القرية، حتّى يتم توظيف قرار الانسحاب لدى أوساط السكّان هناك، وتفعيله لجهة حدوث الاحتجاجات الرافضة للانسحاب الإسرائيلي، واستخدامها كورقة سياسية بحجم ملف متكامل لابتزاز لبنان، وحصولها أي إسرائيل على تنازلات لبنانية متعددة، في ملف الحدود وترتيبات خاصة، تضمن فيها الدولة العبرية على الأقل، مسألة أمن الحدود في تلك المنطقة.
المثير في تقارير المخابرات الدولية والإقليمية، المنشورة على مواقع الكترونية مقربة منها في جل وسائل الميديا العالمية، وتزخر بالمعلومات المخابراتية المفيدة، أنّ لدوائر اللوبي الإسرائيلي البريطاني، إيضاحات كثيرة حفّزت صانع القرار السياسي الأمني المصغّر، في الكيان العبري إلى المضي قدماً في مسرحية الخدعة مسرحية الانسحاب اللفظي، من قرية الغجر المحتلة من القسم الشمالي دون الجنوبي، بحيث تم تسريب معلومات توحي، بمؤشرات من مراكز نفوذ اللوبي البريطاني الإسرائيلي، والتي من شأنها أن تقدم إيضاحات عديدة حول مدى خيار الانسحاب العبري، من الغجر ومحفزات قرار الانسحاب.
وذهبت معلومات تقارير المخابرات تلك، إلى أنّ مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في وقته 17 – 11 – 2010 م، أصدر قراره بالانسحاب الجزئي من قرية الغجر، بحيث يتم سحب القوّات الإسرائيلية المتمركزة في الجزء الشمالي أولاً، ثم يعاد إعادة انتشارها ثانياً في الجزء الجنوبي من القرية المحتلة، مع قيام وزارة الخارجية الإسرائيلية وخلال فترات زمنية متباعدة بالتنسيق، مع قوات الأمم المتحدة(اليونيفيل)الموجودة في لبنان، لجهة التفاهم وإنهاء التفاصيل والترتيبات النهائية المتعلقة بتنفيذ القرار الإسرائيلي، رغم أنّ تل أبيب ما تزال أكثر تردداً، لجهة الاعتماد على اليونيفيل لإخفاقها المتكرر(أي القوات الدولية)لجهة، حماية أمن مناطق الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وفي هذا الوقت يعترض حزب الله على تمركز قوات اليونيفيل في المناطق السكانية، لذلك فكل التقديرات تشير أن الاتفاق إن حدث وتم تنفيذه، سوف تقوم الأمم المتحدة بنشر قواتها في المناطق المحيطة بالجزء الشمالي من قرية الغجر، ومن الجدير ذكره، أنّ سكّان قرية الغجر يحصلون على حاجاتهم اليومية، من الكهرباء والخدمات وبقية الاحتياجات من إسرائيل، ويحمل العديد منهم الجنسية الإسرائيلية، وبسبب تداعيات الانسحاب(كما أسلفنا)وانقسام القرية إلى قسمين، بعد تنفيذ الانسحاب ميدانياً، فمن المتوقع أن تحدث المزيد من التوترات والاحتجاجات السكّانية المختلفة، وهذا هو المطلوب عبرياً وأميركيا وبريطانياً وسعودياً، لتنفيذ توصية خلية الأزمة.
هذا وتتحدث المعلومات، أنّه تم الأتفاق بين اسرائيل والأمم المتحدة، الى انسحاب الكيان العبري من القسم الشمالي، مع استمرار اسرائيل بمد سكانه بكل احتياجاتهم منها، وهذا من شأنه أن لا يتيح بقاء قوّات الأحتلال الأسرائيلي، ولا قوّات اليونيفيل من التواجد العسكري، داخل الجزء الشمالي من القرية، ولكنه يسمح لها باعادة الأنتشار في القسم الجنوبي، كما يتيح لقوّات اليونيفيل في ذات الوقت، التمركز الميداني العسكري في المناطق المحيطة، بالجزء الشمالي وعلى أطرافه الأستراتيجية، والتي تسهل المراقبة منها، مع احتمالية اشتراك قوات هجومية من حلف الناتو.
جل التحليلات والتقارير السياسية والأمنية، تشخص الوضع في قرية الغجر على النحو التالي:
القسم الجنوبي تم ملىء فراغ القوّة والسلطة من قبل الكيان العبري، والقسم الشمالي يعاني من فراغ القوّة والسلطة، ومسألة اجبار جزء من سكان القرية، وتحديداً الجنوبيين منها على حمل الجنسية الأسرائيلية، وما يحمله ذلك من انتهاكات اسرائيلية، للقانون الدولي ونظمه الأممية، سوف يقود الى مزيد من ارتباطات شمال القرية بجنوبها، الذي تسيطر عليه اسرائيل، وهذا معناه باختصار: أنّ الأنسحاب الأسرائيلي من القسم الشمالي من القرية، هو انسحاب وهمي افتراضي، عبر مسرحية الخدعة لتضليل الرأي العام الأممي.
باعتقادي وتقديري أحسب أنّ الدولة العبرية، وعبر توصية ورؤية خلية الأزمة، تهدف الى احتمالات مبرمجة الحدوث، وعلى خلفية أزمة القرار الظني للمحكمة الدولية والمسألة السورية وبدء مسار اتفاق ايران النووي المؤقت، فمن المحتمل أن يقوم حزب الله، بعمل عسكري ليملىء فراغ القوّة والسلطة في الجزء الشمالي من القرية، وهذا من شأنه أن يوفّر ذريعة للدولة العبرية، لجهة القيام بالرد المماثل فتشتعل الحرب، وهذا ما تسعى له واشنطن، لندن، فرنسا وتل أبيب، وجل مشتركاتهم من الساحات السياسية الضعيفة في المنطقة، ومشتركاتهم من الدول أيضاً.
الأحتمال الآخر بتموضع، في سعي اسرائيل للقيام بالضربة الأستباقية كخطوة أولى حمقاء، تمهد لجهة القيام بالخطوة الثانية وهي ضرب الجمهورية الأسلامية الأيرانية، لأشعال الشرق الأوسط كله، ليتم اعادة رسمه من جديد، بعد أن تم لفظها أي اسرائيل كدولة شكّاءة من الأتفاق النووي مع طهران وبدء مسارات سيره وقت الرئيس اوباما – وما قد يماثله الان في عهد مولانا الحاج جوزيف بايدن.
يذهب فريق آخر من الخبراء والمتابعين الدوليين، الى احتمال آخر( مع ايماني المطلق أنّ الأحتمال في السياسة ليس يقيناً)وبعد تحليل الأحتمالين السابقين، فانّ الأحتمال المبرمج في الحدوث، ويجمع بين الأحتمال الأول والثاني يتمثل في عدم، سعي حزب الله لأستغلال ظاهرة فراغ القوّة والسلطة في الجزء الشمالي من القرية، مع سعي الدولة العبرية الى ترتيبات خاصة، للحدث( س وص)وفبركاته، لكي تستخدمه كمبرر لتوجيه ضربة لحزب الله بعد فشل عملياتها الأخيرة الأخيرة القنيطرة ورد حزب الله عليها دون اعلان وضجيج من قبل الطرفين، وفض قواعد الأشتباك معها(الستاتيكو القائم)لأشعال حرب اقليمية واسعة تشترك فيها ايران، وهذا هو مخطط خلية الأزمة سابقة الذكر، حيث تم تطويره لدى دوائر المخابرات الأميركية والبريطانية والفرنسية وبعض العربية، وشبكات المخابرات الأسرائيلية والكندية، مع مشتركاتها من أجهزة المخابرات في الشرق الأوسط وخاصة الخليجية.
وتؤكد تقارير جهاز مخابرات اقليمي ناشط، وذو مجال جيوبوليتيكي واسع، أنّ اسرائيل حصلت بالفعل على أكثر من خمسة وعشرين طائرة أميركية من نوع اف – 35 ذات تطور عالي، وهذا ما أكدته دوائر مخابراتية أوروبية حديثاً.
دوائر مخابرات أوروبية تتحدث على أنّ الأجواء باتت مهيأة لحروب جديدة تشنها إسرائيل ضد ساحات في المنطقة، وأنّ الاستعدادات لهذه الحروب قد شارفت على الانتهاء، وطواقم التنسيق في المنطقة تسابق الزمن”، وأضافت أن الحرب الإسرائيلية على لبنان باتت مسألة وقت، وأن هناك تنسيقا متزايدا ومتطورا بين إسرائيل، وجهات في المنطقة وداخلية لبنانية لدعم هذه الحرب، وقالت هذه الدوائر أن الإدارة الأمريكية سوف تشارك عمليا، بوسائل مختلفة في هذه الحرب، حيث يتواجد في إسرائيل، أعضاء الطاقم الاستراتيجي ومنذ شهر، كما أن الأسابيع الأخيرة شهدت زيارات سرية، قام بها وفد أمريكي إسرائيلي أمني إلى دول في المنطقة، للاتفاق على الأدوار التي ستنفذها هذه الدول خلال الحرب.
وكشفت الدوائر ذاتها، أن هناك اتفاقا بين واشنطن وقيادات في المنطقة، على تأجيل بحث كافة القضايا المطروحة إلى ما بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، والانتظار إلى ما ستسفر عنه من نتائج وترتيبات، ومسألة التصعيد الأمريكي مع ايران قد تكون غطاء مزدوج لما يتم التحضير له وسرّاً وبنطاق خلايا ضيقة للغاية، وهذا ما يفسّر الجمود الذي يلف هذه القضايا، وذكرت الدوائر أن ما تشهده بعض الساحات في المنطقة، واللقاءات السرية التي تتواصل بين تل أبيب وواشنطن من جهة، وأنظمة وجهات مختلفة في المنطقة، والاجتماعات بعيدا عن وسائل الإعلام، بين قادة الأحزاب الكبرى في إسرائيل، والاتصالات بين فئات لبنانية داخلية معادية لحزب الله، ودوائر الأمن الإسرائيلية، جميعها تصب في إطار التهيئة للحرب الدموية القادمة.
وما الزيارة غير المعلنة، التي قامت بها شخصية استخبارية أمريكية عالية المستوى، في مجتمع المخابرات الامريكية الى رام الله مؤخراً عقب زيارة أنقرة وسراً أيضاً، وزيارة اللواء ماجد فرج الى واشنطن العاجلة وغير المعلنة، وهذا الحراك الدائم للدبلوماسية الأمريكية(المعلن والسري) لجهة المفاوضات على المسار الفلسطيني الأسرائيلي ضمن الصراع الأستراتيجي للعرب والمسلمين مع الكيان الصهيوني، واعتبار ذلك موضوع اسرائيلي فلسطيني داخلي يحل بين الطرفين وفقط(شأن ثنائي)مع اعلان ادارة الرئيس جوزيف بايدن تمسكها بحل الدولتين – وهو تمسك لفظي فقط، وتبنيه لحل فلسطيني على حساب الأردن، مع تبنيه نزع الرعاية الهاشمية عن المسجد الأقصى.
وكذلك الحديث والحديث المضاد في موضوع اتفاق ايران النووي وأنّ واشنطن تدعم منصة أستانة لبدء حوار سوري سوري في جنيفات، والدور المثير وغير المريح للقاهرة، ازاء البعض العربي في احتضان بعض المعارضات السورية بل المعارصات، ما هو الا للفت الأنتباه عمّا يجري اعداده للمنطقة العربية بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام، هذا وتقول معيطات ووقائع ستاتيكو العلاقات الروسية السورية الأيرانية حزب الله، أنّ موسكو أطلعت حلفائها في المنطقة على جلّ ما لديها من معلومات حول ذلك، وأن خطط ب و ج جاهزة ان تم تنفيذ ما يسعى له البلدربيرغ الأمريكي وذراعه المجمّع الصناعي الحربي في الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة الأتوقراطية الأمريكية في الداخل الأمريكي حكومة الأغنياء والأرستقراطيين.
ففي سورية فاشيّة دينيّة متصاعدة، وفي أوكرانيا فاشيّة ونازيّة جديدة تتوسّع، وفي أروقة مجتمعات استخبارات الطرف الثالث في المسألة الشامية، كخصوم للدولة الوطنية السورية جلسات عصف ذهني وخلاصات، وتتحدث المعلومات المتسربة وعن قصد أنّ منظومة الحسم الأستراتيجي في الأزمة الراهنة، استطاع النسق السياسي في دمشق تحقيقها والعملية ما زالت مستمرة، وترافقها عمليات الحسم الميداني لتعزيزها وتثبيتها على أرض الواقع وعبر لغة الميدان، وأي صيغ سياسية تفاوضية قد يصار لفرضها كحلول تستهدف: سد الأفق السياسي وتعميق الخلافات والأزمة، بعبارة أخرى اعادة انتاج بالمعنى السياسي للأزمة السورية من قبل الطرف الثالث، وبعض زواريبه من مشيخات القلق والبعض العربي الآخر، ودفع أو تشجيع النسق السوري للجلوس على طاولة المفاوضات من جديد.
ومن المعروف للجميع أنّ السياسة استمرار للحرب، فانّ بنية الأخيرة بتفاصيلها استمرار للسياسة، وأي عملية عسكرية لا تقود الى نتائج سياسية، هي عملية فاشلة بامتياز حتّى ولو كانت عملية عسكرية داخلية، فما نلحظه في سورية أنّ جلّ العمليات العسكرية في الداخل السوري من قبل قطاعات وتشكيلات الجيش السوري تقود الى نتائج سياسية مبهرة للدولة، ويكفي أنّ المجتمعات السورية المحلية لم تعد حاضنة لجلّ سفلة الأرهاب المدخل والمنتج في الداخل السوري، وصارت طارده بعمق له ورافق ذلك المصالحات السياسية لأخراج الأرهابين من غير الجنسية السورية ومشغليهم.
نعم الأزمة السورية كأزمة اقليمية ودولية، ينام ويصحو الجميع على أحداثها، كرّست مفهوم جديد للسياسة سيدرّس لاحقاً في كل جامعات العالم ومراكز البحث الأممي، حيث لم تعد السياسة فن الممكن، فهذا مفهوم قديم وتقليدي أكل وشرب الدهر عليه ومنه حتّى شبع، السياسة الآن وبفعل ومفاعيل وتفاعلات وعقابيل ومآلات الحدث السوري، صارت تعني فن انتاج الضرورة كمنتج شامل، بعبارة أخرى صارت السياسة منتج أمني، ومنتج سياسي، ومنتج اقتصادي، ومنتج عسكري، ومنتج ثقافي وفكري، وبعيداً عن فلسفات سياسات تدوير الزاويا الخلافية في السياسة كمفهوم ونهج ووسيلة.
وبعد الأنجازات العسكرية السورية الأخيرة والمتواصلة، ان عبر العمليات العسكرية الهجومية مرّات عديدة والعمليات الدفاعية أحياناً، وان عبر سياسات واستراتيجيات المصالحات التي انتهجتها وتنتهجها الدولة الوطنية السورية، فانّه صار للنصر مفهوم جديد ومعيار مستحدث في علم الحروب، والأخيرة(الحرب)لا تحسم بالحل العسكري وحده فقط، بل وبالحل السياسي الذي صارت له قيمه أخلاقية وقيميّة اجتماعية تحاكي تجليات النصر العسكري الميداني.
فالدولة الوطنية السورية تسير بخط الحسم العسكري وخط الحسم السياسي(المصالحات)، ان في مناطق فرض فيها الجيش السوري سيطرته الكاملة، وان في تلك المناطق التي صارت على مشارف الفرض العسكري عليها، ودفعها الى فكرة الخروج والعودة الى حضن الدولة من جديد.
فدمشق جادت وأبدعت وبمهنية محترفة في فن ممارسة الحرب ضد الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من قبل دول الجوار مجتمعةً، وضد الأرهاب المصنّع في الداخل عبر الطرف الثالث في الحدث السوري وزاروب البعض العربي القلق وقبل بدئه بسنوات، وما رافق ذلك من وضع استراتيجيات صناعة الكذبة في الأزمة السورية وصناعة القاتل والضحية.
وأحسب أنّ مستقبل نهاية الأزمة في سورية، بحاجة الى من يجيد فن الحرب وكما أسلفنا ويتقن صناعة عملية السلام الداخلي عبر المصالحات الشاملة، ورأى العالم ما حدث في حمص القديمة قبل سنوات، وكيف سهّلت أطراف اقليمية مجبرةً ومكرهةً لذلك، لحاجة اخراج مجاميع ضبّاط استخباراتها من الداخل الحمصي القديم، من طرف سعودي وطرف تركي وطرف دويلة قطر، وكان منظر السادة الأرهابيون المنسحبون وكأنّهم لا بل هم: كالجراد المنتشر الجائع نحو العرق الأخضر للصعود في حافلات ذلّهم، الى حيث أرادوا أو أريد لهم أن يخرجوا اليه سوريّاً، ليصار الى تصعيدهم لملاقاة الحور العين التي جهدوا من أجلها، ولن يجدوا الاّ ما اقترفته آياديهم من ظلم حيث يهوون في نار جهنم، سبعون وسبعون وسبعون خريفاً حتّى يلج الجمل من سم الخياط(خرم الأبرة). كذلك موضوعة تحرير حلب واستعادتها الى حضن الدولة الوطنية السورية، وفعل ومفاعيل وتفاعلات الجيش العربي السوري والقوّات الرديفة والحلفاء الروس والأيرانيين، كيف جعلت التركي وغيره يوافق على كل الشروط السورية وغير السورية.
وصحيح أنّه تم انتزاع الورقة السورية السياسية من يد السوريين في بدايات الأحداث الى منتصفها تقريباً، وجعلها تتنقل بين مدارات التنازع الدولي وتنازعات البعض العربي المرتبط بالطرف الثالث في المسألة السورية، وتحديداً في أروقة مشيخات الرمال والقلق العربي، باستثناء واحدة أو اثنتين الى حد ما، لذا ليس القوي من يكسب الحرب وانما الضعيف هو من يخسر السلام.
وعندما نقول المجتمع الدولي وأدواره في سورية وأزمتها نقصد به: الولايات المتحدة الأمريكية، والدولة العبرية “اسرائيل”، وبريطانيا، وفرنسا، وزواريب البعض العربي التائه القلق، فانّ عرب الرمال يريدون استمرار اسالة الدم السوري ومزيد من استنزافات عميقة وعرضية للدولة الوطنية السورية، مسنوداً بمحفظة مالية ضخمة وحملات بروباغندا معادية مضادة، لذلك فانّ عرب الرمال وبعض العرب الآخر يدركون، أنّ أمريكا عندما تصل الى اللحظة التاريخية الحاسمة للمخايرة والأختيار بين حلفائها ومصالحها، فسوف تختار الأخيرة. وتركيا(الدور التركي بقي على ما هو عليه ازاء سورية ولم يتغير)مثلاً علاقاتها مع الرياض بين بين، وترغب في عدم معاداة ايران ومحاولتها المستميتة في عدم اثارة غضب الفدرالية الروسية، صارت تتخذ خطوات أكثر تشدّداً ازاء ما تسمى بالمعارضة السورية لديها، والأخيرة بمثابة طروحات أنثى متتالية لعيب في قناة فالوبها، بل وأبلغت شريك الشيخ سعد الحريري في ثدي جيفري فيلتمان المساعد السياسي لأمين عام الأمم المتحدة، عقاب صقر الهارب من الداخل اللبناني والذي ينسّق مع المعارضة السورية بعدم رغبتها ببقائه في تركيا( عزيزي القارىء ان كنت من المبحرين في القراءة: راجع تحليلي السابق والمعنون بالتالي: مفاعيل وتفاعلات مراوح المخابرات التركية).
* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:
طلقات تنويرية:
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A
[email protected]
هاتف – منزل عمان : 5345541 خلوي: 0795615721
0799057173
سما الروسان في 21– 3– 2021 م.
التعليقات مغلقة.