تبعية دول الاتحاد الاوربي لواشنطن تلحق ضررا بالعلاقات مع روسيا والصين / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 23/3/2021 م …
بات منظرا مالوفا نرى فيه ان مخازن معظم دول الاتحاد الاوربي بما في ذلك الحليفة لواشنطن ان لم يكن جميعها فضلا عن مخازن في الولايات المتحدة تغص بالبضاعة الصينية وهو مانراه كذلك في دول مثل بريطانيا والمانيا ويشمل ذلك منتجات صينية لشركات الموبايل والكومبيوترات ونادرا ما نرى بضاعة تعتمد التقنيات الحديثة ان لم تكن مصنوعة في الصين او في بلد اخر بتوصية واتفاق مع الصين.
روسيا كما الصين اخذت تحث الخطى للتقارب في المجالات الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية بعد العداء العلني ضدهما باستثناء بعض المواقف من دول حليفة للولايات المتحدة بدت تشعر بالضيق جراء الضغوط والاملاءات الامريكية التي اخذت تضر بمصالحها الاقتصادية مثل المانيا .
وقد راى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته بكين ولقائه نظيره الصيني وانغ بي ان الاتحاد الاوربي ليس شريكا وثيقا في الوقت الراهن لانه قطع علاقاته مع روسيا واتفق الوزيران الروسي والصيني خلال لقاء جرى بينهما في احدى المدن الصينية على رفض الالعاب الجيوسياسية والعقوبات احادية الجانب غير الشرعية التي تستخدمها الدول الغربية بشكل متزايد اما ارضاء وخضوعا للنهج الامريكي المعادي لروسيا والصين.
واما من منطلق المزايدات الجارية بين دول الاتحاد لمناكفة موسكو خاصة تلك الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي قبيل انهياره من بينها بولونيا ودول البلطيق الثلاث المحاذية لروسيا مثل استونيا ولتوانيا ولاتفيا التي تتذرع بالخشية من اجتياح روسي مزعوم وتطلب العون العسكري من دول حلف “ناتو” العدواني.
وهناك اتفاقا تمخض عن لقاء لافروف مع وانغ بي بين روسيا والصين حول التنسيق الاستراتيجي بين البلدين بعد ان شعرت القيادتان الروسية والصينية ان هناك من يستهدفهما خاصة الولايات المتحدة التي اخذت تنبش في ” مزابل” قديمة ترجع لها كلما واجهت احباطات من بينها ” مزاعم تتعلق بحقوق الانسان” والاقليات ظنا منها ان ذلك قد يؤثر على عملاقين اخذت علاقاتهما بالتقارب احدهما عملاق في الاقتصاد والقدرة العسكرية المتنامية والاخر في القدرات العسكرية والاقتصاد ايضا.
ان محاولات واشنطن ممارسة ضغوط على دول الاتحاد الاوربي لدفعها باتجاه معاداة الصين وروسيا خاصة الاخيرة سوف تبوء بالفشل جراء التقارب الروسي الصيني بل ان الضغوط الامريكية تدفع بموسكو وبكين الى التقارب في المواقف اكثر فاكثر وقد بدا هذا التقارب في اروقة الامم المتحدة بعد ان كان ” الفيتو” غائبا لسنوات وجاء الفيتو الروسي وحده وهو يتردد في قاعات مجلس الامن لينضم اليه الفيتو الصيني لاحقا مما قطع الطريق على ” مقولة” وحدة دول المجلس التي استغلتها وتذرعت بها واشنطن وعواصم حليفة لها للعدوان على العديد من الحكومات الشرعية واسقاطها بالقوة العسكرية سواء بعملية الغزو والاحتلال كما حصل في العراق عام 2003 او اقامة نظام بديل بحجة نشر الديمقراطية الكاذبة بغياب الفيتو في مجلس الامن او بسبب المجاملات بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن التي كانت تمرر من خلالها العديد من مشاريع القرارات وهو ما تسبب في ضياع العراق وليبيا .
وبالرغم من لجوء الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات في مجلس الامن الدولي الى اتخاذ قرارات
خارج اطار منظومة دول المجلس وخلافا للشرعية الدولية لكن الفيتو ” فرمل” العديد من المشاريع والمخططات التي كان يسعى الغرب الى تحقيقها باعطائها صبغة اممية مزعومة” حتى من خلال محاولة التلاعب او ايراد تفسيرات لبعض مشاريع القرارات التي جرى احباطها في مهدها خاصة بعد الحرب الارهابية ضد سورية والتي حاولوا من خلالها الحاق سورية الدولة بدول فاشلة وفق مخططهم مثل ليبيا والعراق لكنهم فشلوا.
ان ثمرة التنسيق الروسي الصيني ستكون لها نتائج ايجابية في ارجاء المعمورة ووضع حد للهيمنة الامريكية ومحاولتها تحويل العالم الى قطب احادي الجانب نظرا لكثافة البلدين السكانية وقدراتهما الاقتصادية والعسكرية الهائلة.
التعليقات مغلقة.