في الأردن … يوم الأربعاء 24/3 .. كان صفعة للجواسيس / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 26/3/2021 م …




لا شك أن هناك من وضعنا كأردنيين ،عامدا متعمدا تحت ضغط أقل ما يمكن وصفه بأنه ضغط شديد،برائحة الفوضى والدم،وقد أخطأ جميع أطراف المعادلة بمن فيهم الحكومة التي أسهمت بإضفاء جو الرهبة على المواطنين ،لسوء إدارتها للأزمة،وصورت يوم الأربعاء بأنه يوم الإنفجار العظيم،ولذلك كان الجو مكهربا ،ولكن يوم الأربعاء مرّ كأي يوم من أيام الأسبوع،وظهر حجم الكل ولكن…..

قبل الغوص في التفاصيل،لا بد من الصراحة في القول أن المشهد الأردني لم يفهمه أحد حتى هذه اللحظة ،ذلك أن كافة مكونات الوطن لها فهمها الموحد ونظرتها الصحيحة للأمور ،ولن ننسى أننا البلد العربي “الهدف” الوحيد الذي خرج من مأساة الربيع العربي المختطف بأقل الخسائر،ولا أغالي إن قلت أننا الوحيدون في الإقليم الذين حققنا بعض المكاسب،إذ أن دوار الداخلية الذي كان  مكانا لتجمع الشباب ،قد تحول من مكان طارد إلى شبه حديقة .

لماذا مرّ يوم الأربعاء الماضي بدون حدوث التوقعات الدراماتيكية ؟وإنعكس ذلك بطبيعة الحال على مخططات ونوايا البعض من هنا وهناك ،الراغبين بأن ينزلق الأردن إلى الفوضى الدموية ،كما هو الحال في العديد من دول الإقليم العربية  ،التي ما تزال النيران مشتعلة فيها ،ليس بسبب شعوبها ،بل إستمرارا لتنفيذ المؤامرة الدولية عليها ،وأقصد بذلك سوريا وليبيا،ولا ننكر نوايا البعض السيئة من كافة الأطراف تجاه الأردن ،فالبعض المرتبط بأجهزة التجسس الصهيونية وغيرها  المتنعم في الخارج ،تحت بند معارض سلاحة الفيديو يبث فيه ما يتسرب له من معلومات ربما تكون حساسة عن الوضع الداخلي في الأردن ،ويهيأ له أن له  تنظيما سريا في الأردن ،ولذلك خرج هؤلاء من جحورهم بنوايا تقطر عمالة وحقدا ،كما فعل كبيرهم الذي علّمهم السحر الجاسوس مضر زهران،لتجييش الشعب الأردني علّ وعسى أن يخرج إلى الشارع لتبدأ المهمة المستحيلة في الأردن ،الذي وجد نفسه مؤخرا بين مطرقة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية وسندان البترودولار العربي،بعد ظهور التطبيع الأبراهامي التهويدي.

الإجابة على السؤال السابق وهو لماذا لم تندلع المظاهرات في الأردن ،كما كان يخطط أعداءه في الداخل والخارج بسيط،وهو أن قادة هذا الحراك الذين فضحتهم نواياهم من وراء البحار،وبعضهم قابع تحت ثلج النرويج ،ويقرفنا ببثه الأسود وتحيته المعتادة :شالوم وسبت سعيد لجميع العالم،هؤلاء مكشوفون للشعب الأردني الذي يعاني من سوء إدارة الحكومات المتعاقبة، التي تصر لأسباب كثيرة على عدم تنفيذ ما يرد في كتاب التكليف السامي،ولم يعد يعد لهؤلاء المرتزقة  في الخارج أي تأثير على أحد في الداخل،لأن تاريخ عشائرنا مشرف.

هذا هو جوابي على السؤال الملحّ:لماذا لم يتفجر الشارع الأردني بمواطنيه يوم الأربعاء الماضي؟رغم رغبة البعض في الداخل بتغطية عجزه عن إحداث نقلة نوعية في حياة المواطنين ،وكان  التهديد بإستخدم إخواننا وأبنائنا في قوات الدرك،الذين هم أساسا لحماية الأمن الداخلي،وليس للتغطية على فشل الحكومات العاجزة عن تنفيذ كتب التكليف السامي،ولذلك نقول انه بدلا من صب الزيت على النار بإنزال الدرك إلى الشوارع ،يتوجب العمل على تبريد الشارع الذي يغلي بسبب سوء إدارة الحكومة للأزمة،من خلال مشاريع تنموية ،وتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب.

دارت نقاشات  وإتصالات بيني وبين العديد من الأصدقاء حول عجز الراغبين في تفجير الشارع الأردني ،وكان جوابي للجميع :هل يعقل وأنت ما أنت أن تقبل الخروج لتفجير الشارع، بناء على هرطقات الجواسيس والعملاء الذين يعيشون معززين مكرمين “ومهانين”في الغرب ،وتحت رعاية أجهزة المخابرات الصهيونية والغربية المعادية،بغض النظر عن الأسباب؟وكان الجميع يجيبون بالرفض القاطع لدعوات الجواسيس ورغباتهم ،وتشميرهم عن “أذرعهم “الموشومة بالعمالة ،وسمعت جوابا من صديق :إن صرماية( ……)أشرف من أشرف عملاء الخارج”!!!؟؟؟

لا يظنن أحد أنني أدافع عن سوء إدارة الحكومات المتعاقبة ،فكل حكومة تأتي وفي جعبتها الكثير من أوجه الفساد،وآخر الحكومات أتحفتنا بتوظيف ثلاثة أنفار لفتح باب سيارة الرئيس،وربما ثلاثة آخرون لإغلاق الباب ولا ندري كم نفرا صرفت لهم الرواتب الفلكية لفتح باب مكتب الرئيس،وهذا فساد يجب أن يسجل في كتاب غينيتس للأرقام القياسية أنه فساد جديد غير مسبوق،لذلك أقول  رغم أنني لست من المتنعمين ولا من السحيجة ،أن الحكومات المتعاقبة وآخرها حكومتنا الحالية تتفنن في كيفية إدخالنا في الأزمات ،وباتالي إحراج النظام الذي يتصور الكثيرون أنه يتحمل سوء إدارة الحكومات بسكوته عنها ،والموافقة على تعيينها .

الحكم الرشيد له نظرياته وأهمها التركيز على الأشخاص الذين يوكل إليهم  القيام بمهام الحكم ،بمعنى أنه يتوجب إختيارهم ع “الفرّازة “بعيدا عن أي اعتبار لأن مصلحة الوطن والعباد فيه أهم من عملية إرضاء هذا أو تانك ،ففي واقعة إسلامية لا تنسى ،إشتكى والي خراسان إلى الخليفة هرون الرشيد من تململ الناس في خراسان،ولأن الخليفة هرون الرشيد كان حاكما رشيدا ،كتب له بضع كلمات  ذيّل بها رسالته:”داو جرحك لا يتسع”؟؟؟!،ولأن دولة رئيس الوزراء هو المسؤول التنفيذي أمام جلالة الملك فإننا نقول له:”يا دولة الرئيس داو جرحك لا يتسع وإترك لحكومتك بصمة يفتخر بها،وإلا فإن بيوتكم تتسع لكم،فكرامة المواطن والوطن أهم من الجميع”.

تحدثنا بإسهاب عن عملاء الخارج الذين يستحقون الشكر الجزيل لمرور يوم الأربعاء بدون دماء في الأردن ،لأن شعبنا  بكافة مشاربه ومنابته  كشفهم ،ولم يخرج  لتفجير الشارع ،ولكننا وحتى لا نقع في المحظور نؤكد أن العديد من الحراكيين في الداخل ،ينتمون للأردن ويتمنون رؤية تغيير في أداء الحكومات، ولكن أحدا لا يسمع لهم رغم كفاءاتهم وطاقاتهم بدون تسمية أسماء ،وعليه فإن التفكير بإستخدام الدرك ،يجب أن نستبدله بالحوار مع الجميع ،وأعني بالجميع رموز الداخل فقط ،وعدم إيلاء جواسيس الخارج أي إهتمام ،لأن عواءهم ونباحهم في الخارج لا يمكن أن يخدع مواطنا منتميا أخذ على الأقل الحد الأدنى من حقوقه،فالأردن للمواطنين وليس للمسؤولين الذين يرونه مزرعة لهم ولنسلهم من بعدهم.

نكرر أن الحل الوحيد لمشاكلنا في الأردن هو حكومة متخصصين مبدعين ميدانيين يعرفون حدود الأردن ،وقادرون على احداث النقلات النوعية في حياة المواطن ،والتخفيف من همومه ،وتقديم العون لجلالة الملك لأن القلوب بلغت الحناجر يوم الأربعاء الماضي ،بسبب سوء سياسات الحكومة التي خصصت ثلاثة أفراد لفتح باب سيارة الرئيس……خلاص بكفي،إما الرحيل أو العمل الجاد والمخلص واللجوء للحوار.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.