استشهاد ابن الشهيد … ابن عماد مغنية على خطى والده / عطا الشراري

 

 

عطا الشراري  ( الأردن ) الخميس 22/1/2015 م …

و في سوريا ايضاً ابن المقاتل مقاتل

قبل ان ننبري في التوصيف علينا ان ننتظر حزب الله فلا بد ان يخرجوا لنا بتوصيف يليق بهذا الحدث. النادر الحصول في عالم اليوم ( أبناء القادة في مقدمة خطوط المواجه) فقط في لبنان و غزة –

لابد ان يهدر السيد و يقسم و يؤكد ان هذا الحدث قد زاد المقاومة إصرار على المواجه

فماذا لو كان عماد مغنية قائد في بلد عربي و له هذه السمعة و على هذا المستوى من الأهمية ؟ ماذا سيكون موقع أولادة ؟

وكيف سيستخدم هذا الاسم في المؤسسات و المنح و الوظائف ؟

عماد مغنية اغتيل في سوريا و لم يكن متوقعا ان شخص مثل هذا سيكون في منطقه عادية بلا حراسات و لا مرافقه … و يعيش في شقه ثبت فعليا انه من السهل الوصول اليها و يحافظ على أمنه بذاته …

عندما تتبعت اخبار استشهاد هذا الرجل استغربت انه حي لذاك اليوم فالرجل كان يذهب الى طبيب إنسان في وسط بيروت من الطائفة السيحية كأي مواطن دون ان يشك هذا الطبيب للحظة ان هذا الرجل على قدر من الأهمية

كان يأخذ كتاب الجامعه من شقيقتة ليعيده لها صباحاً و قد لَخّص لها على الهامش المسائل المهمه ليسهل عليها الدراسة بدل ان يمارس طقوس المسؤلين في وطننا بالوساطة و امتهان الكرامات

و قيل في احدى المقابلات التلفزيونيه انه في ايام الحرب الأخيره كان يتنقل على دراجة نارية صغيرة في بيروت و يتابع كل الامور كأي هاوي صحافة او تصوير مغامر كان يتابع مجريات الحرب و قيل انه من أعطى الامر وجها لوجه من الميدان لإطلاق الصاروخ على البارجة الإسرائيلية ساعر من الروشة حيث كان يرقب الأهداف بنفسة من الشارع العام و لوحدة

وهو من نسب اليه إنجاز النصر في الحرب

و لِمَ نستغرب ان يكون ابن عماد مغنية في الجبهه و في الجولان ؟ اذا كان هذا والده ؟! فماذا نتوقع ؟! هل نتوقع ان هذا الشاب يدرس في أمريكيا او بريطانيا ؟

هل نتوقع ان هذا الشاب سيكون في شركة و قد استغل استثمارات و توفيرات الوالد ؟

و اذا كان أبن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد استشهد خلف خطوط العدو و عرف والدة لاحقا و بعد استشهاده انه كان في مهمة وان جثمانه عند اسرائيل !

اذا من الطبيعي جداً و المنطقي و المعقول و غير المفاجيء ان يكون أبناء قادة المقاومة في مقدمة الصفوف وهذا ما قد يخلق حساسية لدى الشباب المقاوم ليندفعوا اكثر نحو الخطوط الأمامية بل ليطلبوا من قيادتهم التوسط لكي ياخذوا حق التواجد في المقدمة

ليس مستغربا ان يكون ابن عماد مغنية على خطى والده ؟ و مع هكذا حال

ليس مستغربا ان يكون ابن عماد مغنية في الجولان و ليس مستغرباً ان تكون اسرائيل هي الجهه التي تقصف حزب الله في سوريا و هذا واضح منذ عملية قصف منصات الصواريخ قبل سنتين

وهنا يجب ان ُتفهم الامور بكل وضوح حول الصراع الإقليمي في سوريا

فسوريا التي رفضت الشرق الأوسط الجديد و دعمت المقاومة في لبنان و غزة و رفضت كل العروض مقابل التخلي عن هذا الخط و هي الدولة العربية الوحيدة التي انتهجت هذا الموقف

قرر التحالف الاسرائيلي الإقليمي هدم النظام السوري للتخلص من كل هذه المعارضات بقطع نقطة الإمداد الإقليمية عن حزب الله و غزه و خصوصا بعد فشل حرب 2006 على لبنان

و هذا يعطي مبررا قويا لحزب الله و بعض الفصائل الفلسطينية في القوف مع الجيش السوري و الدفاع عن النظام و بنفس الوقت يحرج من تخلوا عن سوريا و اندفعوا الى محاور اخرى بعيدا عن خطوط المواجه مع اسرائيل

و بعد هذه العمليه نستطيع القول ان ما ردت به إسرائيل كان أقصى ما لديها اثر لقاء الأمين العام لحزب الله قبل يومين و تهديداته بالمفاجأة و انهم يعرفون جزء مهم مما يخطط له الحزب و ان تهديدات حزب الله جَدّيه و متوقعه فهذا الرد اليوم هو حقيقة دالة ان اسرائيل تتابع بكل الوسائل حركة حزب الله في سوريا و هو دليل على ان الحزب يسعى لتوسيع الجبهة في الصراع القادم بكل الوسائل و قد تستخدم الاراضي السورية منقطة انطلاق نحو أهداف لا تتوقعها اسرئيل

و يجب ان نقرأ من هذا الاستهداف للحزب دون غيرة من عناصر الصراع على الاراضي السورية ان الحزب هو العدو الأخطر و قد يكون الوحيد لإسرائيل فيما يعالج جرى من المعارضة السورية في اسرائيل و هذا يدلل من زاوية اخرى على ان الصراع في سوريا هو صراع اقليمي بين تحالف محور سوريا حزب الله وإيران و اسرائيل و ما تبقى من مكونات

و في ظل كل هذا يجب ان لا نغفل الشراكة لمحاربة الإرهاب التي تقودها أمريكيا الحليف الاستراتيجي لإسرائيل مما يعني إمكانية استخدام هذا الغطاء لضرب حزب الله مستقبلا في حال نشوب حرب مع اسرائيل وبالتلي فان استراتيجية الحزب بتوسيع و تعريض جبهة الحرب لتشمل سوريا مع جنوب لبنان يكون الحزب قد امّن عمقه الاستراتيجي و منع اي قوى اخرى من التحرك البري و التورط لجانب اسرائيل فتكون اسرائيل و من معها مضطرون و لأول مرة لخوض حرب داخل الحدود و ليس على ارض الخصم و بالتلي صعوبة اخرى في مشاركة قوات إقليمية لجانب القوات الإسرائيلية كما ان

هناك حقائق اخرى ستأتي تباعاً اثر هذا الحادث فلا يمكن ان يكون استشهاد أبن الشهيد هو الحقيقة الكبرى امام حزب يمثل ظاهرة غير عادية فلم اسمع بان احد من هذا الحزب قد توفي بمرض عضال مثلا و سقوط المقاتل لدى الحزب يعني فخار و فوز و الا لما كان هذا العدد القليل من مقاتلي الحزب و الذي لا يتجاوز عشرات الآلاف يشكل هذه المعضلة التي لم يفلح العالم كله في ازالتها

من الواضح ان المعركة القادمة بها الكثير من المفاجأت و هذه ليست سوى مقدمة

و من المؤكد ان دمشق قد فتحت جبهة الجولان فعليا منذ اعلان الأسد عن ذلك منذ سنتين و هذا يعني ان الحرب القادمة ستهدم الحدود اللبنانية السورية و الى الأبد عبر امتداد و توحيد الجبهه و بهذايكون محور المقاومة قد اقترب كثيرا من الخصم بعكس ما كان مخططاً له ،.

و علية نتسائل متى ستقصف اسرائيل دمشق بطريقة غير مألوفه ؟

و متى سيدخل مقاتلي حزب الله فلسطين ؟

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.