تحالف ( 14 آذار ) اللبناني على طريق الإندثار
الأردن العربي ( الأربعاء ) 9/12/2015 م …
لا شك أن سعد الحريري قد رمى بحجر كبير في مياه الإنتخابات الرئاسية اللبنانية الراكدة عندما ( رشّح ) سليمان فرنجية لرئاسة لبنان .
مبادرة الحريري نزلت كالصاعقة الفجائية على رؤوس حلفاءه في ( 14 آذار ) ، بما فيهم قيادات وازنة من تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري .
تاليا ، نستعرض ثلاثة مواقف لهؤلاء الحلفاء :
1 ) أشرف ريفي بعد لقائه الحريري : لم يتمكّن من إقناعنا ولم نتمكّن من إقناعه
نُقل عن الوزير أشرف ريفي قوله لمقرّبين تواصلوا معه بعد لقائه الأخير والنائب أحمد فتفت مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في السعوديّة “لم يتمكّن من إقناعنا ولم نتمكّن من إقناعه”. أي أنّ الحريري لم ينجح في إقناعهما بالقبول بترشيح فرنجيّة، ولم يتمكّنا من إقناعه بالعدول عن ذلك.
2 ) سمير جعجع : لن أناقش مبادرة الحريري إلا مع محمد بن سلمان
خرج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس عن صمته، في لقاء لكوادر حزبه عُقِد في معراب بعيداً عن الإعلام، رسم فيه خريطة واضحة لموقفه، مؤكداً أنه يسعى لإسقاط مبادرة حليفه. كرر جعجع أنه يريد مناقشة اقتراح التسوية الرئاسية حصراً مع ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ولا يريد أن يناقش السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري ولا الرئيس سعد الحريري الذي «لم يشاورني قبل مبادرته ويريد أن يفرضها عليّ فرضاً». وأضاف: «لديّ ما أقوله للسعوديين بشأن أمور كثيرة. لديّ مثلاً ملف فيديو يُظهر كيف يتحدّث فرنجية عن الأسد ونصرالله بتمجيد، ولغة الذم والإهانة بحق المملكة والملك، وكيف ينظر إلى علاقته بإيران والأسد وحزب الله».
وأكّد جعجع أنه لا يخشى على مصالح خاصة من هذه التسوية، «بل إن خشيتي هي على التحالف الإسلامي ــ المسيحي الذي نشأ بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وخطوة انتخاب فرنجية ستعيد المسيحيين إلى عام 2004، وهذا ما ستواجهه القوات».
ولفت جعجع إلى أنه يعرف مناخات تيار المستقبل، «إذ لا يوجد في الشمال مثلاً من يوافق الحريري على مبادرته سوى سمير الجسر وبعض الكوادر.
وليد جنبلاط يوجه انتقادات للحريري وينتقد «الخفة» التي أدار بها النقاش مع فرنجية
يحاول النائب وليد جنبلاط المحافطة على مسافة من المبادرة، بعدما حملها لأيام وسوّق لها بصورة علنية عبر استقباله فرنجية في كليمنصو مرشحاً رئاسياً. ووجّه جنبلاط، في مجالسه الخاصة، انتقادات للحريري. وأكد أنه لم يمض في تأييد المبادرة إلا بعدما علم من الحريري أنه استمزج رأي الجانب الأميركي وسماعه عدم ممانعة سعودية وفرنسية، وحصوله على «تقدير أوّلي» بأن حزب الله سيوافق عليها، وأن الرئيس بري يسير في التسوية، وبالتالي، سيقف عون منفرداً في وجهها.
وأبدى جنبلاط اعتراضه على «الخفة» التي أدار بها رئيس تيار المستقبل النقاش مع رئيس تيار المردة، مستغرباً أن يوجه الأول للثاني أسئلة من نوع: هل ستقطع علاقتك بالأسد وتلتزم موقف لبنان النأي بالنفس وقطع الاتصال الرسمي بسوريا الأسد؟ هل ستضبط علاقتك بإيران وحزب الله بصورة تجعلك في موقع وسطي؟ هل ستترك الحكومة تعمل فلا تترأس الجلسات إلا في حالات الضرورة؟ هل سنتفق معاً على اسم قائد الجيش الجديد ولا تقترب من فرع المعلومات؟ هل ستعترض على تولّي فريقنا وزارات الاتصالات والمالية والطاقة والأشغال وتوافق في المقابل على أخذ الخارجية والدفاع ونتفق على محايد في الداخلية شرط عدم لجوئه إلى تغييرات في قوى الامن الداخلي؟
والسؤال الأساسي الذي يطرحه كلّ من الحريري وجعجع وجنبلاط والأميركيين يتمحور حول موقف حزب الله، وما إذا كان الحزب يقبل بمقايضة رئاسة الجمهورية التي تريحه سياسياً بعودة الحريري إلى السرايا الحكومية مع حصانة تبقيه لست سنوات في رئاسة مجلس الوزراء، ومنحه قانون انتخابات نيابية يفضّله؟
التعليقات مغلقة.