الأردن…تنمية على حساب الغير / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الخميس 8/4/2021 م …
قلوب الفقراء على الوطن ،لكن قلوب المتنفذين على مصالحهم وثرواتهم التي جنوها على حساب الوطن،وعلى نسلهم من بعدهم لضمان “الكراسي” ،وأن يبقوا “كبار البلد”كما قال أحدهم،مع أن للبلد كبير واحد فقط.
لو أن المتنفذين من أصحاب المواقع وغيرهم ممن يصنعون أصحاب المواقع ويجلسونهم على كراسيّهم لتنفيذ مصالحهم،إهتموا قليلا بالبلد وبمواطنيه لما وصلنا إلى ما نحن فيه وعليه من فقر مدقع يسحق الغالبية العظمى من أبنائه ،بينما تتنعم القلة القليلة من العشرة البررة بالثروة،ومع ذلك نتطوع بوضع خارطة طريق تنموية للأردن على حساب الغير.
المطلوب من الجهات المختصة القيام بمسح الأراضي الأردنية ،وتحديد الصالح للزراعة منها ونوع المزروعات المطلوبة،وكذلك مساحة الأراض التي هي بحاجة للإستصلاح،وأن يتم تحديد المواقع التي تصلح لحفر آبارالمياه الإرتوازية وآبار وسدود جمع مياه الأمطار،ناهيك عن حاجة السوق المحلية من المنتجات،والعمل الجاد على فتح أسواق خارجية وتحديد طرق نقل غير مكلفة.
لا نطالب بحملة تبرعات وطنية ،لأننا لن نحصل شيئا من الفقراء ،كون الأغنياء لا يتبرعون ،ولكننا نقترح اجراء دراسات جدوى من قبل خبراء ومختصين تنمويين ،وتحديد مشاريع كبيرة ومتوسطة وصغيرة ،تشمل كافة مناطق المملكة ،وعرضها على المانحين غربا وشرقا،وسنضمن قيام اليابان وكوريا الجنوبية بتزويدنا أيضا بمتطوعين خبراء لإنجاز هذه المشاريع .
كما أن الغرب سيوافق على تلك المشاريع ليس حبا بنا بطبيعة الحال ،بل سعيا وراء الحفاظ على أمنه وإستقراره وتأمين الهدوء والطمأنينة في أهم بواباته وهي الشرق الأوسط المستعرة بالخلافات والحروب ،والتي يتدفق منها ملايين اللاجئين إليه طمعا في العيش الكريم والأمن والأمان والحياة الكريمة.
ستنعكس هذه المشارع على الأردن بكل فئاته ،وسننعم جميعا بالأمن والأمان ،وسينام الفقراء ومعدهم مرتاحة وطاقتهم الإيجابية عال العال،وستنحسر مساحات الفقر والجريمة والمخدرات والطلاق والإنحراف وكذلك حجم العنوسة،وسنخلق مجتمعا آمنا مطمئنا.
يجب أن تتضمن خارطة الطريق هذه ،إقامة مصانع غذائية في كافة مناطق المملكة ،لإستيعاب الفائض من المنتجات ،وسد حاجة السوق منها ،كما هو الحال في سوريا وتركيا على سبيل المثال،بدلا من شراء ذات المنتجات من الأسواق الخارجية المصنعة في بيئة غير بيئتنا ولا نضمن المواد المضافة إليها كشحم الخنزير أو الويسكي أوغير ذلك.
نتذكر أمهاتنا في الزمن غير البعيد وكيف كنّ يجهزن “مونة”الصيف في الشتاء،و”مونة “الشتاء في الصيف بطبخ الفواكه وتجفيفها وتخليل الخضروات وكبسها،ويمكن الإعتماد على الكثير من النسوة في هذا المجال كخبيرات في هذه المصانع.
شعارات أردن أخضر وأردن جنة تبقى على الورق في حال لم يتحرك المسؤولون ،لإحداث نقلة تنموية في الأردن الذي يعاني من الفقر والتهميش وحصر الثروة بأيدي العشرة البررة ،لأن من يحمي الوطن ويفرز له المعلمين والجنود هم الفقراء المهمشون المحرومون ،وليس العشرة البررة…..رسالة وطن.
التعليقات مغلقة.