المنتمي لوطنه وأمته عبد الناصر الزعبي في ذمة الله..كورونا سياسية؟! / أسعد العزّوني
- المرحوم عبد الناصر الزعبي …
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 9/4/2021 م …
بعد طول المعاناة ،وضيق فسحة الأمل لأسباب عديدة ،غادرنا المنتمي لوطنه وأمته الشهيد عبد الناصر الزعبي،الذي كان يتمنى فعلا أن يقضي شهيدا في المواجهات مع الأعداء،ولكن الله ولحكمة من لدنه ،كتب له أن يقضي بسبب الكورونا السياسية التي فتكت به في لحظة غدر لا نعلم تفاصيلها .
مارس الشهيد الزعبي المواطنة بطريقته الخاصة ،وهيء للبعض أنه يسير بعكس السير وخالف وجهة القطيع ،وربما يكون كذلك جرّاء سوء قراءة البعض للواقع،ولأنه كان يمتلك رؤية خاصة في الوطنية والتقدمية والقومية ،ولا يرى أنهما تمنحان هبة من عند البعض،كما أن لديه مقاييس خاصة وشفافة لقياس الأمور ووزن الأشياء ،ويقيني أن ميزانه هذا أدق من ميزان الذهب.
كان شهيدنا الذي إختطف خطفا،مظلة للجميع ويتمتع بعقلانية نادرة بسبب إمتلاكه بوصلة لا تحيد عن الوطن سواء كان الأردن الصغير أو الوطن العربي الكبير،وكان يحاول جاهدا توجيه الجميع لوجهة الوطن الحقيقية بعيدا عن الحلم بالمكاسب السياسية أو المادية،لإيمانه العميق بأن المواطنة تسمو بعيدا عن المكاسب الذي يسعى لها البعض ويحصلون عليها ولا يستحقونها،لكنهم يوقعون على صك البيع عند أقرب صراف آلي،وهذا ما نعاني ونحذر منه ،ولكن لا أحد يسمعنا لأنه إستمرأ إسقاط اللاهثين وراء المكاسب بتلك الطريقة الموجعة والمهينة.
لم يحقق أبو رعد كل أمانيه في هذا السياق بسبب تركيبة البعض الذي ينطبق عليه واقع الحال:”إسمعوني فأنا موجود وأستحق منصبا وصرّة”،ومع ذلك يغفر لشهيدنا لأنه كان يركز على إيصال هذه الفكرة للجميع ،وإن لم يسمعه البعض ،وقد مارس الشهيد قناعاته الحقيقية ولم يسجل عليه أنه سعى لمكسب شخصي أو تكسب عن طريق تموضعه السياسي،كما يفعل البعض ممن يتوهمون بأنهم “كبار البلد”.
كان أبو رعد وطنيا بصخب ،وتسلح بطموح كبير أن تتحقق المواطنة الحقة في الأردن ،وأحب قومه ووطنه وأمته ،وكان متعففا عن الكسب الحرام،وهذه خلاصة تجربتي معه لأربع سنوات تسلمت فيها رئاسة تحرير موقعه الإليكتروني “جلنار الإخباري”متطوعا،ولا أنكر أننا حاولنا كسر الأقفال،وخططنا أن نحول الموقع إلى رسالة وطن ، ولكننا فشلنا بسبب الأحكام المسبقة علينا ،وكانت آراؤنا ورؤانا متطابقة بخصوص المواطنة الحقة وضرورة تسييج الأردن بالمخلصين بدلا من المتكسبين ،وقد إنكشفنا على بعضنا فكريا وماديا ومعاناة ،تنهار بسببها أعتى الجبال ونحن نرى “الرويبضات”،يسمون فوق كل إعتبار.
كان بإمكان الشهيد عبد الناصر الزعبي التمتع بالصولجان والهيلمان معا ،ولكنه آثر النصح للجميع لتعديل المسار ،وكان يؤثرالآخرين على نفسه،وربما هناك من لم يفهم رسالتنا ،ويقيني أن كورونا السياسية هي التي إختطفت أبا رعد منا ،وليس الجرثومة ،لأن طهارته الذاتية ومصداقيته الفريدة وإنتماءه الحقيقي لوطنه وأمته ،كل ذلك كفيل بمقاومته للجرثومة وانتصاره عليها .
رحم الله أخي وصديقي في المعاناة الشهيد عبد الناصر الزعبي، الذي قدم لوطنه ولشعبه ولأمته الكثير بدون ضجيج، وعانى من أجل ذلك..إلى جنات الخلد يا أبا رعد…ولا نامت أعين الجبناء……
التعليقات مغلقة.