قصيدتان للشاعر المبدع ثامر سعيد آل غراب

 

 

الأردن العربي ( الخميس ) 22/1/2015 م …

 

(1)      … غرّدَ جرحٌ في القلب

              *****              

حين داهمهُ الطوفان

وسفينتهُ أفاعٍ وقرود ،

قالَ لي ، وفي رأسهِ

عشبةٌ ضائعة :

لا فسحةٌ في الجمر

ولا أحلامُ في العاصفة ،

احزمْ قصائدَكَ

وخذْ من ذهبِ الشمسِ

حفنةً ،

ثم آوي إلى كوكبٍ

يُعصمُكَ من الضِباع .

قاتلٌ ، سروُ الغابةِ ، وقتيل

والنبيُ لم يُعصمَ قبتَهُ .

الصنوبرُ يتربصُ بالدردار ،

على حطبِ الفقراءِ

الآتون من الرّملِ ،

رقصتْ نيرانهم .

ثم قالَ لي :

حين برطمَ الأفقُ بالدّخان

لا تنتظر سنابلَ عليها تكالبتْ

مناجلُ الريح .

ثورُ الحكمةِ والبأسِ

عن جناحيهِ لم ينشِّ القرادَ

قد يخلعُ تاجَ الملوك

ويعتمر عمامةَ الغراب !

ولا أدري …

ما تضمرهُ آلهةُ الشمسِ

لرعيتها ؟

كرعَ النهرُ آخرَ نخبٍ

من جمجمةٍ مثقوبةٍ ،

والبدويُ الذي أجارَ الجرادَ

أخذتْ سيوفهُ من الوردِ

مآخذها .

قلتُ له :

لا عاصمُ غير دمي

وغرّدَ جرحٌ في القلب .

============

============

 

(2)      … كيف استدرجني البحرَ ؟

*****

في السابعةِ صباحاً

أحلقُ ذقني …

يهبُّ عليّ عطرُكِ من مرآتي

فتخضرُّ غصونُكِ في قلبي ،

الرّغوةُ غاقاتٌ على وجهي

وأشرعةٌ

فيضجُّ بالزّعيقِ الأبيضِ ،

بيتي :

هل حلمتِ فيَّ ؟

أحلقُ ذقني …

في أصبوحةٍ أخرى

فتباغتني ،

بدروبِ أشجارٍ مظلمةٍ مرآتي

وتحطّ على رغوتي الغربانُ

أغسلُ رأسي

فيشتجرُ النعيقُ .

هل نمتِ البارحةَ

قبل أن تحلمي فيَّ ؟

أيّتها الموجةُ

كيف استدرجتِ إلى دفاتري

البحرَ ؟

لا أكتبُ سطراً ،

إلا عنّفني عاشقٌ غريق !

أيّتها النسمةُ

كيف استدرجتِ الريحَ

إلى رأسي ؟

فشاهتْ عن عشبهِ

الغزلانُ والحروفُ !

تنتظرينَ القصيدةَ ، أنتِ

وأهدهدُ جمرَكِ بالوجيبِ

تنتظرينَ القصيدةَ ، أنتِ

وأنا أفتحُ بابَ الغابةِ

بقلبٍ راجفٍ ، قشرتهُ الحروبُ

وتكالبتِ الفصولُ عليه

فلا أرى غير زهرَتَكِ

في أقاصي الحفيف .

هل يكفي هذا

كي أقولُ : أحبُكِ ؟

 

 

                 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.