عاجل وهام … بوتين: سيتم تدمير أي هدف يشكل خطرا على قواتنا في سورية

 

الأردن العربي ( الجمعة ) 11/12/2015 م …

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تقديم المساعدة العسكرية لسورية يهدف الى مكافحة الارهاب الدولى والارهابيين القادمين من روسيا ورابطة الدول المستقلة والذين أوجدوا لأنفسهم موطئ قدم في سورية كي ينطلقوا منها إلى مناطق جديدة أخرى.

وقال بوتين خلال اجتماع موسع لهيئة رئاسة وزارة الدفاع الروسية اليوم “إن هناك عددا كبيرا من الإرهابيين المنحدرين من روسيا يقاتلون في سورية بينهم ممثلون عن مختلف المجموعات الاثنية ليس من شمال القوقاز فحسب بل ومن مناطق روسية أخرى وهوءلاء يشاركون بنشاط في العمليات القتالية ويفخرون بانخراطهم في عمليات قمعية وجرائم بعدما أقاموا في سورية قاعدة حقيقية لهم كما أن خططهم واضحة وهي تعزيز قدراتهم الإرهابية ومن ثم التمدد والتوسع إلى مناطق أخرى”.

وأضاف بوتين “إن القوات الروسية تعمل بالتنسيق مع القوات الخاصة وأجهزة المخابرات والأجهزة المعنية التى تحصل على معلومات لكشف الخلايا النائمة للمجموعات الإرهابية بمن في ذلك الذين كانوا خرجوا من روسيا الاتحادية والذين يشكلون تهديدا مباشر ضد روسيا”.

وأوضح بوتين أن العسكريين الروس فى سورية يقومون بالدفاع عن روسيا ولا يهدفون لتحقيق مصالح جيوسياسية غامضة أو مجردة كما أن الأمر لا يتعلق بالرغبة في التدريب أو اختبار منظومات أسلحة جديدة بل الهدف الأهم يتمثل في إزالة الخطر الإرهابي الذي يهدد الاتحاد الروسي نفسه.

وأشار بوتين إلى أن القوات المسلحة الجوية الروسية وباستخدام الأسلحة الحديثة والدقيقة وجهت ضربات من أسطول بحر قزوين منذ بداية العملية كما وجهت منذ أيام ضربات من الغواصة الروسية “روستوف نا دونو” في البحر المتوسط الى مواقع الارهابيين واستطاعت ضرب هيكليتهم بشكل دقيق.

وأوضح بوتين أن القوات الجوية الروسية تساعد الجيش السورى فى عملياته على الارض ضد الارهابيين في أرياف حمص وحماة وحلب كما تساعد مسلحى ما يسمى “الجيش الحر” فى قتالهم ضد الإرهابيين.

وقيم بوتين عمل القوات الروسية في سورية وقدرتها الدفاعية بأنه ايجابي وعال مشيرا إلى أن القوات الروسية الحقت خسائر كبيرة بالبنية التحتية لتنظيم “داعش” الإرهابي متوجها بالشكر لجميع المشاركين في العملية لشجاعتهم ولا سيما الذين ضحوا في عملهم.

وحذر بوتين كل من يحاول تدبير استفزازات ضد القوات الروسية مؤكدا أنه سيتم تدمير أي أهداف تشكل خطرا على القوات الروسية في سورية وقال “أريد أن أحذر أولئك الذين يحاولون تدبير أى استفزازات ضد العسكريين الروس في سورية .. انني آمر بالتصرف بمنتهى الحزم فكل هدف يهدد الوحدات الروسية أو منشآتنا على الأرض سيدمر على الفور ودون تمهل .. لقد اتخذنا اجراءات اضافية لضمان أمن العسكريين الروس وقاعدتنا الجوية التى تم تعزيز قدراتها بوسائل جديدة للدفاع الجوى كما تنفذ الطائرات القاذفة جميع عملياتها تحت تغطية مقاتلات”.

ولفت بوتين إلى أن روسيا سعت العام الماضي لتطوير قدرات قواتها المسلحة وتزويدها بالأسلحة الحديثة مبينا أن الاختبارات المفاجئة أظهرت المستوى العالي لجاهزيتها.

ودعا بوتين القادة العسكريين إلى السير في خطة تطوير القوات المسلحة للسنوات الخمس القادمة بالتعاون مع موءسسات الدولة الأخرى لضمان استمرار تدريب وتسليح وإعداد أجهزة هذه القوات مع مراعاة النفقات والميزانية الموضوعة والالتزام بها دون أي مصاريف إضافية.

وشدد بوتين على أهمية الاهتمام بالقدرات النووية الروسية وتطوير القوات الفضائية وتزويدها بأحدث الأسلحة وتطوير البنية التحتية لعمل القوات الصاروخية الاستراتيجية بما فيها نقاط تمركز الغواصات الحاملة للصواريخ النووية والمطارات للطيران بعيد المدى.

وأشار بوتين إلى أهمية تكثيف التدريب القتالي للقوات بما في ذلك الاختبارات المفاجئة وتدريب الجنود على التنقل لمسافات بعيدة وتنفيذ مهام التصدي الاستراتيجي وإشراك السلطات المحلية والإقليمية في هذه المناورات.

ودعا الرئيس الروسي إلى تطوير التحالف والتعاون مع الشركاء والحلفاء في إطار المنظمات الإقليمية بما فيها منظمة الأمن والتعاون الجماعي وتدريس الخبراء والضباط الأجانب في المؤسسات التعليمية والعمل مع الأفراد.

من جهته أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن هناك نزعة نحو تصعيد الأوضاع في العالم ولا سيما في أوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط حيث توسع حلف الناتو بمقدار الضعف وانضم اليه 12 عضوا جديدا وتستعد دول أخرى للانضمام كما تضاعفت قواته الجوية ثمانى مرات ونقل دبابات وعربات مدرعة إلى أراضى دول أعضاء جدد في شرق أوروبا وتركيا.

وأشار شويغو إلى أن الخطر الآخر هو تنظيم “داعش” الإرهابي ” الذي استولى على أراض شاسعة في العراق وسورية ويصل عدد أفراده الى أكثر من 60 ألف مسلح”.

وشدد شويغو على ضرورة أن تمتلك القوات المسلحة الروسية قدرات كافية لمواجهة الخطرين ومن أجل ذلك وضعت وزارة الدفاع الروسية ومؤسسات تنفيذية أخرى خطة للفترة من عام 2016 حتى عام 2020 تأخذ بعين الاعتبار جميع التداعيات والتحديات والتطورات فى المجال العسكري.

وأوضح شويغو أن الطيران الروسي نفذ أكثر من 8 آلاف طلعة جوية على مواقع الإرهابيين في سورية بواسطة الطيران البعيد والطيران التكتيكى اضافة إلى ضربات صاروخية باستخدام صواريخ مجنحة على مسافة حتى 1500 كيلومتر.

وأشار شويغو إلى أن التدريبات التي جرت قبل بدء العملية ضد الإرهاب في سورية ساعدت في نجاحها حتى الآن حيث يجري كل عام 5 تدريبات وسطيا تطال كل مكونات القوات المسلحة.

وأوضح شويغو أن كل العمليات والتدريبات جرت ضمن الإطار المخصص من النفقات والمواد الخاصة لافتا إلى زيادة حجم المراكز التعليمية الإلكترونية وتبادل المعلومات بينها.

وأكد شويغو ان الجيش الروسي يواصل تطوير قدراته وهو أدخل إلى الخدمة طائرات قاذفة وبعيدة المدى ومن دون طيار وسفنا وغواصتين استراتيجيتين صاروخيتين كما أنه طور منظومة القيادة وزاد من قوتها وقدرتها على العمل.

يشار إلى أن الاجتماع الموسع لهيئة رئاسة وزارة الدفاع الروسية عقد في المركز الوطني لإدارة الدفاع فى موسكو بهدف تحديد المهام الرئيسية للوزارة لعام 2016 وشارك فيه أعضاء مجلس الأمن الروسي وقيادة الجمعية الفيدرالية والحكومة وقادة المناطق العسكرية ووحدات وتشكيلات القوات المسلحة الروسية.

بوتين يناقش في اجتماع عاجل مع أعضاء مجلس الأمن الروسي سير العمليات العسكرية الروسية ضد الإرهاب في سورية

وفي وقت لاحق بحث بوتين في اجتماع عاجل مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي سير العمليات العسكرية الروسية ضد الإرهاب في سورية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في تصريح له “استمرارا للاجتماع الموسع لمجلس وزارة الدفاع الروسية ناقش الاجتماع تفاصيل سير عملية القوات الجوية الفضائية الروسية في سورية وتبادل المجتمعون وجهات النظر حول القضايا الراهنة المطروحة على جدول أعمال المسائل الاجتماعية والاقتصادية”.

حضر الاجتماع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف ووزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين ورئيس الديوان الرئاسي سيرغي ايفانوف ورئيس وكالة الأمن الفيدرالي الكسندر بورتنيكوف ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف ونائب سكرتير مجلس الأمن الروسي رشيد نورغالييف والعضو الدائم في مجلس الأمن الروسي بوريس غريزلوف.

يذكر ان القوات الجوية الروسية تشن ضربات ضد الإرهاب في سورية منذ 30 أيلول الماضي بطلب من الحكومة السورية وأدت الى تكبيد التنظيمات الإرهابية المسلحة خسائر كبيرة والقضاء على مئات الإرهابيين.

لافروف: خطط تنظيم “داعش” لا تتوقف عند حدود الشرق الأوسط ويجب أن نتوحد حول هدف تدمير هذه الهيكلية الإرهابية

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن خطط تنظيم “داعش” الإرهابي التوسعية لاتتوقف عند الشرق الأوسط بل تستهدف مناطق عديدة بما في ذلك شمال القوقاز داعيا إلى التوحد حول هدف تدمير هذه الهيكلية الإرهابية.

وبين لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني في روما أنه تم خلال المباحثات تبادل الآراء حول “نشاطات مجموعات العمل المختلفة لتسوية الوضع في سورية” وقال.. إن “روسيا وايطاليا تشاركان في هذه المجموعات.. وفي المستقبل القريب سنحدد البرنامج الأساسي لهذه الآلية الدولية لإنجاز الاتفاقات التي تم التوصل إليها حتى يتم تحديد المجموعات الارهابية وتشكيل وفد المعارضة للمحادثات مع وفد الحكومة السورية للتسوية السياسية”.

وأوضح لافروف أنه بالنظر إلى القضايا الدولية والإقليمية فقد “عبرنا عن نهجنا الموحد بمكافحة الارهاب وتطوير الجهود المشتركة وكيف يمكن التعاون بفاعلية أكثر في سورية ضد تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية الأخرى” مشيرا إلى مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أعلن عنها في الامم المتحدة لتشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب.

وأكد لافروف أن تهديدات تنظيم “داعش” الإرهابي واضحة للجميع وهي لا تتوقف عند حدود الشرق الأوسط وقال “لقد أعلنوا على الملأ انهم يريدون تشكيل الخلافة التي يجب أن تمتد برأيهم من البرتغال الى باكستان ومن المقلق وجود الاف المواطنين الروس ومن بلدان جارة هم من المقاتلين ضمن تنظيم “داعش” ولديهم خطط فيما يتعلق بشمال القوقاز لهذا السبب فإننا مقتنعون بوجوب ان تكون تلك الخطط حافزا اساسيا كي نضع الطموحات الجيوسياسية الأخرى وغيرها جانبا ونتوحد حول هدف واحد لتدمير هذه الهيكلية الإرهابية”.

وشدد وزير الخارجية الروسي على مساندة بلاده لجهود الامم المتحدة لحل الأزمة الليبية وأزمات أخرى وقال..” اقترحنا تشكيل مجموعات مشتركة للتخلص من التهديدات الإرهابية ويجب أن تستمر المشاورات بين روسيا وايطاليا”.

وبما يخص الأزمة الاوكرانية قال لافروف..”تحدثنا حول أوكرانيا ولدينا رأي موحد بالنسبة لكل المشاركين في عملية تسوية الأزمة فيها إذ يجب تنفيذ جميع الاتفاقات التي تم التوصل اليها وسجلت في اتفاقات مينسك”.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق خلال محادثاته في روما على استمرار التعاون بين البلدين ليكون مثمرا أكثر رغم ما يشوب العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي كما تم الاتفاق على تطوير التعاون السياسي والاقتصادي وفي كل المجالات.

بدوره أكد جنتيلوني أن تنظيم “داعش” الإرهابي يمثل تحديا كبيرا للاستقرار في العالم لافتا إلى أنه “لدى هذا التنظيم مراكز في سورية والعراق وموجود في أفغانستان وافريقيا ومناطق أخرى”.

وبين جنتيلوني أنه تم بحث الأزمات في بلدان حوض البحر المتوسط ولاسيما الأزمة في سورية معتبرا أن محادثات فيينا الخاصة بها فتحت الطريق نحو “التغيير ووقف إطلاق النار” إضافة إلى الأزمة في ليبيا التي توليها ايطاليا أهمية كبيرة.

وشدد جنتيلوني على أهمية العلاقة بين روسيا وايطاليا حيث تعد روما ثاني أكبر شريك اقتصادي أوروبي لروسيا وتتواجد في السوق الروسية بشكل مستمر.

لافروف: الغرب بدأ يدرك ضرورة تنسيق الجهود في مجال مكافحة الإرهاب

وفي وقت سابق أعلن لافروف أن الغرب بدأ يدرك ضرورة تنسيق الجهود في مجال مكافحة الإرهاب مشيرا بهذا الصدد إلى نتائج الاتصالات الروسية الفرنسية الأخيرة.

وقال لافروف في تصريحات لوكالة نوفوستي الروسية.. إننا “سنحكم على النوايا الحقيقية للولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب من خلال استعدادها لتشكيل تحالف موحد لمكافحة الإرهاب وكذلك مستوى التعاون بين عسكريينا في سورية ونحن منفتحون لمثل هذه الشراكة دائما إلا أننا نواجه في الواقع ممانعة واضحة لإقامة حوار أكثر ثقة في مجال مكافحة الإرهاب اذ لم تشعر موسكو بعد عمليا أن الغرب مستعد للتعاون في مكافحة الإرهاب”.

ورأى لافروف أن سلسلة الهجمات الارهابية الدموية في مختلف أنحاء العالم تدل على أن محاولات بناء “جزر أمن” منفصلة والقضاء على الإرهاب باستخدام قدرات دولة واحدة أو مجموعة محدودة من الدول عديمة الآفاق.

واستغرب لافروف مواقف واشنطن الرافضة تقديم معلومات استخباراتية حول إحداثيات مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية وذلك تزامنا مع توجيهها اتهامات إلى روسيا بضرب أهداف خاطئة قائلا “من الصعب لنا أن نرى أي منطق هنا ولا يفهم لماذا المعلومات التي قدمها الجانب الروسي للأمريكيين حول تحليقات الطيران الحربي الروسي لم تؤخذ بعين الاعتبار قبيل إسقاط القاذفة الروسية في سورية”.

وكان لافروف جدد التأكيد سابقا على ثبات الموقف الروسي الداعي إلى ضرورة توحيد جهود جميع الأطراف التي تعتزم محاربة الإرهاب الدولي.

من جهة أخرى أكد لافروف أن الشعب السوري هو المخول في اختيار قيادته وقال “لا أحد يمكن أن ينفرد بحق اتخاذ القرار بدلا من السوريين حول شكل الدولة السورية ورئيسها وإن الوثائق التي وقعت في فيينا أكدت ذلك بوضوح”.

وكان لافروف دعا نظيره الأمريكي جون كيرى خلال اتصال هاتفي أول أمس إلى تنفيذ القرارات المتخذة فى لقاء فيينا بشأن الية تشكيل وفد “المعارضة السورية” والتي تنص على “تشكيل وفد للمعارضة للمشاركة في مفاوضات مع الحكومة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.