خفايا وأسرار .. حرب المطارات في سورية .. الجزء الثاني

 

الأردن العربي ( الجمعة ) 11/12/2015 م …

حرب المطارات لم تعد مجرد نظرية أو مادة إعلامية بل تحولت إلى واقع فرضه ميدان القتال .. في الجزء الأول حول تلك الحرب تحدثنا عن مدى أهمية سلاح الجو في حسم أي معركة وعن استماتة المجموعات الإرهابية المسلحة لتحييد ذلك السلاح بأوامر خارجية.

 وهنا لابد لنا من القول بأن قبل هذه الحرب التي تُشن على سوريا  كانت المعلومات المتوافرة عن أسراب القوة الجوية السورية ومطاراتها قليلة جدا لكن و مع مرور سنوات الحرب باتت الصورة عنها شبه كاملة. ولعل من أبرز أسباب انبلاج ستار السرّية هذا هو سيطرة المجموعات الإرهابية على عدد من المطارات العسكرية.

للبحث أكثر في هذه النقطة كان لا بد لنا من العودة إلى بدايات العام 2013 حين بدأت التنظيمات المسلحة محاولة السيطرة على عدد من القواعد الجوية السورية.

التدشين الرسمي لمرحلة “استهداف المطارات السورية” كان في شهر آب عام 2012، حين تمكنت فصائل تابعة لما يسمى الجيش الحر في ذلك الوقت وعلى رأسها الجبهة الإسلامية في السيطرة لفترة وجيزة على أجزاء من مطار “أبو الظهور” العسكري في محافظة إدلب.

هذه السيطرة المؤقتة لم تمكن الميليشيات المهاجمة سوى من السيطرة على بعض الذخائر وإلحاق أضرار بثلاث طائرات من نوع “ميج 23” ، قبل أن تنسحب جراء الهجوم المعاكس الذى شنّه الجيش السوري بعد ساعات و تمكنه من إعادة السيطرة على المطار.

بطبيعة الحال لم تتمكن ميليشيا الجيش الحر من الاستفادة بأي من الطائرات المتواجدة في المطار الذي يحتوي على ثلاثة أسراب ” السرب 678 ميج 23″ ، وسربين من نوع أل 39 “الباتروس” .

وبالانتقال إلى ريف دمشق حيث المعركة الأهم استطاعت التنظيمات الإرهابية من السيطرة على مطار “مرج السلطان” للمروحيات العسكرية في ريف دمشق في تشرين الثانى عام 2012 بعد فترة من حصاره.

هذا المطار كان يحتوي على سربين من المروحيات العسكرية من نوع “أم آي 8”  و “أم آي 17” تم نقل أغلبها إلى مطارات أخرى، ولم تتمكن القوات المهاجمة من الاستفادة من الطائرات المتبقية في المطار نظراً لتضررها الشديد من القصف الذي نفذته المجموعات المسلحة على المطار خلال فترة حصاره.

وإلى ريف حمص وتحدياً في نيسان عام 2013 تمكن أحد فصائل “الجيش الحر” ويسمى “كتائب الفاروق” من السيطرة على مطار “الضبعة” العسكري في ريف حمص لمدة شهرين  تقريبا قبل ان يستعيده الجيش السوري مرة أخرى.

 كان هذا المطار يضم سرب مقاتلات من نوع “ميج 21” النسخة “بى أس” و التي تعتبر النسخة الأحدث المتوافرة من الميج 21 في القوات الجوية السورية، كان من بينها حوالى 6 طائرات صالحة للعمل تدمرت بفعل معارك استعادة المطار من قبل الجيش السوري، ولم تتح المدة القصيرة التى سيطرت فيها كتائب الفاروق على المطار الفرصة للاستفادة من هذه الطائرات.

 تلا ذلك اقتحام مجموعة مؤلفة من “جيش المجاهدين والأنصار” و”داعش” لمطار “منغ” الخاص بالمروحيات العسكرية في حلب،و كان يجثم في المطار لحظة الاقتحام نحو 13 مروحية تابعة لسرب التدريب الجوي الرابع وأغلبها لم يحلق منذ فترة طويلة.

اقتحام مطار “منغ” كان آخر الاقتحامات التي نفذتها المجموعات المسلحة ضد المطارات السورية ولم ينجح أي من هذه الفصائل من تنفيذ أي اقتحامات جديدة بالرغم من هجماته المتتالية على مطارات “دير الزور” و”كويرس” و”النيرب” ليصبح مجموع ما تسيطر عليه من مطارات الآن هو ثلاثة مطارات “منغ ومرج السلطان وتفتناز”.

ويرى العديد من الخبراء العسكريين أن المطارات الموجودة في قبضة المجموعات المسلحة لا تعتبر ذات قيمة ميدانية، اللهم منع الجيش السوري من استخدامها في عملياته العسكرية في حين أن المطارين اللذين يسيطر عليهما تنظيم داعش وهما ” الطبقة والجراح” يتمتعان بأهمية أكبر نظرا لاحتوائهما على طائرات صالحة للطيران.

فمطار “الجراح” قبل استيلاء تنظيم “داعش” عليه جرت فيه محاولة لتجهيز طائرات للإقلاع من داخل المطار وبث في حينها شريطا مصورا ظهرت فيه طائرتان من نوع “ال 39 الباتروس” تتحركان على ممر الإقلاع الرئيسي في المطار بعد تغيير التمويه الخاص بهما.

أما في ما يتعلق بمطار “الطبقة” العسكري في مدينة الرقة والذي وقع تحت سيطرة تنظيم داعش” فهو موطن السرب الثاني عشر لمقاتلات “ميج 21” من النسخ “أم أف – يو أم ” و كان فيه لحظة الاقتحام ما بين 10 إلى 15 طائرة كلها خارج الخدمة باستثناء أربع، ثلاث منها كانت تحت الصيانة وإعادة التأهيل وطائرة واحدة كانت في حالة جيدة للطيران وقد ظهرت في فيديو تم تصويره قبل سقوط المطار بأيام.

في الجزء الثالث من حرب المطارات :

– الجيش السوري يفك الحصار عن مطار كويرس .

– مطار دير الزور العسكري وسر الصمود في وجه “داعش”.

– روسيا على خط حرب المطارات “فك حصار وإعادة تأهيل”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.