الراهب الفلسطيني أنطونيوس حنانيا يسلط الأضواء على تجنيس الفلسطينيين في لبنان “1”

الأردن العربي – الخميس 22/4/2021 م … 

كتب الراهب انطزنيوس حنانيا …

 تاليا توضيح معاني بعض العبارات في أدبياتي ،أنا الأب الراهب الأرثوذكسي أنطونيوس حنانيا العكاوي الجليلي الفلسطيني، لكي يعرف القارىء عمق المعاناة التي عانيتها وأهلي في لبنان بلد التجنيس:




قضية تجنيس الفلسطينيين في لبنان: نحن اليوم نؤمن أكثر من أي وقت مضى بأن العرب وجيش الإنقاذ باعوا فلسطين للصهاينة لقاء أموال وصفقات، لذلك  عندما جنست الحكومات أطياف من الشعب الفلسطيني كانت الفكرة مشروعا يؤدي الى التوطين ومع الوقت ينسى الأبناء فلسطين.

من جهة أخرى، التجنيس كان بمثابة إغراءات لكي يتجنب الفلسطيني عناء المخيمات والحرمان،لكننا في لبنان عانينا الأمرين،ففي شهر مايو/أيار عام 1973 ، حدث صدام بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش اللبناني وقصفت طائرات الجيش اللبناني مخيمات الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة. كان اللبنانيون يصفقون فوق السطوح ويطلبون من الجيش اللبناني ان يقضي على الفلسطينيين، وقبل أن تبدأ الحرب اللبنانية، رفع الجيران قضية حق الشفعة في الأرض التي اشتراها ابي وعمي رحمهما الله وأجبروهما على دفع 20،000$ آنذاك وكان الدولار يساوي حوالي 1.50 لبناني.

عام 1975، عندما ابتدأت الحرب اللبنانية، كان لدينا ناطورا شيعيا اسمه سلمان من خيرة الرجال في تقواهم وطيبتهم، بعد شغله في الحديقة، دخل المبنى حاملا الرفش الذي كان يعمل به، فما كان من الجيران الذين رفعوا علينا قضية الشفعة سوى تبليغ مقاتلي الأحرار التابعين للرئيس اللبناني كميل شمعون الذي جنّس الفلسطينيين، بأن فدائيا فلسطينيا دخل المبنى، فما كان من المقاتلين سوى المجيء إلى البناية مهددين ايانا بهدم البناية على رؤوسنا اذا خرجت طلقة واحدة من بنايتنا، وفي تلك الليلة، حصل تسلل من الليلكي وابتدأ إطلاق النار فظننا بأن الاحرار ابتدأوا هجوما على البناية وجلسنا متمسكين ببعضنا البعض نعد الدقائق قبل مجيئهم الى طابقنا.

عام 1976، سقط مخيم تل الزعتر وكان عمري آنذاك 13 عاما، جلب مقاتلو  الأحرار الشباب الفلسطيني إلى بلدة الحدث بيروت حيث كنا نعيش، وربطوا أرجل المقاتلين في مؤخرة السيارات وابتدأوا يجرونهم في طرقات البلدة، وبقروا بطون النساء الفلسطينيات الحوامل وكانوا يرمون الطفل الفلسطيني في الهواء أمام أعين الأمهات ويطلقون النار عليهم،كما جلبوا العديد من الرجال الفلسطينيين الأبرياء وضربوهم وعذبوهم أمام مرأى الجميع،وفي العام 1978، سرقوا  منزل العائلة  بكامله وكان والدي قد اشترى المفروشات من قصر النعسان في الشام،وقد خسرنا جنى العمر مرة أخرى كما حدث عام 1948 م.

يتبع …

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.