هل نحن امام ازمة شبيهة بازمة صواريخ خليج الخنازير في الحقبة السوفيتية / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – السبت 24/4/2021 م …
ما ان ابدت روسيا مرونة في حلحلة الوضع حول اوكرانيا وسحبت قواتها من المنطقة المتاخمة لحدودها واعادتها الى مواقع تمركزها السابقة بعد اجراء تمرين عسكري حتى بدا الغرب وتحديدا الولايات المتحدة استفزازات جديدة في خليج الاسكا هذه المرة قرب الحدود الروسية تتمثل باجراء مناورات عسكرية هي الاولى بتاريخ واشنطن اعتبارا من 3 الى 14 مايو بمشاركة حاملىة طائرات وان هدفها كما هو واضح مواصلة الاستفزازات بعد ان قطعت موسكو الطريق على المتامرين الغربيين بالاعلان عن اغلاق ثلاث مناطق في البحر الاسود اعتبارا من 24 الشهر الحالي حتى نهاية اكتوبر القادم.
واكدت وزارة الدفاع الروسية ان الاغلاق لن يعيق حركة الملاحة عبر مضيق كيريش وان كل المناطق المغلقة ستكون ضمن المياه الروسية الداخلية وان الاغلاق لن يؤثر على حركة السفن التجارية وغيرها.
لقد اخذت الولايات المتحدة تتعامل بنظرية الفعل ورد الفعل وممارسة الضغوط على كافة الاصعدة خاصة العسكرية بعد ان فشلت الضغوط الاخرى ووجدت نفسها تتلقى الصفعات الواحدة تلو الاخرى كلما اقدمت على خطوة اقتصادية او سياسية لا شرعية ضد روسيا .
لقد تمادت واشنطن كثيرا دون ان تاخذ بنظر الاعتبارات انها هي التي بدات استفزاز روسيا من خلال حث دول حليفة لها لتحشيد قوات حلف ناتو العدواني وارسال عشرات الطائرات الحربية الى دول اوربية قريبة من روسيا وكانت قد نقلت قبل ذلك قوات من قواعدها العسكرية في المانيا الى بولونيا فضلا عن عزم واشنطن عقد قمة لدول الحلف في بروكسل تتعلق بروسيا .
كل هذا يحصل وتريد الولايات المتحدة من روسيا ان تقف موقف المتفرج وهي ترصد دوما ان هناك عمليات تجسس شبه يومية على مناطق حدودية روسية تنفذها طائرات امريكية وبتنسيق مع دول حليفة لها.
روسيا كما هو معروف تتصرف وفق ما يمليه عليها الواجب الوطني والقومي كدولة عظمى وليس دولة نامية وان كل تحركاتها تدخل بهذا الاطار وحتى تحركاتها العسكرية الاخيرة تمت داخل اراضيها ووفق المواثيق الدولية لاسيما وان القيادة الروسية سبق واكدت مرارا انها ستقابل كل خطوة عدوانية من جانب الولايات المتحدة وحلفائها بخطوة تحمي بها البلاد والشعب الروسي وحلفاء موسكو في المنطقة .
كما اكدت ان اي عدوان على اية منطقة او مدينة روسية سترد عليه موسكو بالسلاح النووي وفق العقيدة الروسية الثابتة ولن تنتظر للتاكد من ان العدوان تم بسلاح تقليدي او غير تقليدي.
هذه رسالة سبق وكررها اكثر من مسؤول روسي وحتى الرئيس فلاديمير بوتين قالها بوضوح ان لا منتصر في اية حرب قادمة وان مثل هذه الحرب اذا اندلعت سوف تاتي على البشرية باكملها نظرا للترسانات النووية الهائلة التي تمتلكها الدول والتي قد تستخدم فيها .
الولايات المتحدة وحتى هذه اللحظة بحكم غطرستها واستهتارها لاتريد ان تستوعب الرد الروسي والموقف الثابت الذي لن تحيد عنه موسكو بالرد على اية خطوة عدوانية او استفزازية من اي طرف كان ومهما كان حجمه الدولي وتظن بحكم نهجها العدواني ان مثل هذه التحركات العسكرية على حدود روسيا سواء كان ذلك في مضيق الاسكا او في اوربا او القطب او في الفضاء قد تمنع روسيا من اتخاذ القرار الوطني بالرد على تلك التحركات العدوانية الاستفزازية.
لا احد يستطيع ان يخمن بماذا تفكر القيادة الروسية الخبيرة بالاعيب الغرب ومسرحياته واكاذيبه من يدري ربما ان الخطوة الروسية العسكرية القادمة بالرد على مثل هذه الاستفزازات قد تتجاوز مناطق في اوربا والاسكا التي تستخدمها واشنطن كوسيلة ضغط على روسيا بعد ان فشلت في مسعاها السياسي والاقتصادي والعقوبات والحظر اللاقانوني طيلة سنوات لاسيما وان لدى موسكو خيارات اخرى وان امريكا اللاتينية وخاصرة الولايات المتحدة الهشة هناك لازالت قائمة.
فهل نحن امام ” ازمة شبيهة بازمة صواريخ جزيرة الخنازير” في كوبا ابان الحقبة السوفيتية على الرغم من ان روسيا الان لديها القدرات والامكانات العسكرية بالوصول الى اية نقطة في عمق الولايات المتحدة وحتى صحراء نيفادا اذا غامرت واشنطن نظرا لامتلاكها غواصات نووية وسلاح طيران استراتيجي وصواريخ عملاقة بعيدة المدى حاملة للرؤوس النووية ثبتت قدراتها العسكرية المدمرة لم يكن حتى بحوزة الاتحا دالسوفيتي قبل انهياره عام 1991 فضلا عن تمتع روسيا بوضع اقتصادي جيد مقارنة بفترة الحقبة السوفيتية عندما كانت تجري قفزات الحرب الباردة بين الشرق والغرب على حساب الاقتصاد السوفيتي انذاك .؟؟
التعليقات مغلقة.