تقرير عن السفيرة الأمريكية في الأردن والاستياء الشعبي والرسمي منها
محمد شريف الجيوسي ( الثلاثاء ) 15/12/2015 م …
*مصادر : السفيرة الامريكية في عمان أليس ويلز تتعرض لـ ” إستجواب خارجية بلادها ” على خلفية استياء الشارع الأردني لإستضافتها في منزل النائب قشوع وعناقها معه ...
*الأردن الرسمي ليس مرتاحاً لحراكات ويلز واستفساراتها ” الغريبة ” وتدخلاتها وتقارير سفارتها غير الملائمة للمصالح الأردنية…
*ويلز زارت اليوم بلدية المفرق الشمالية…
قالت مصادر برلمانية ان السفيرة الامريكية لدى عمان ويلز تعرضت الى استجواب من قبل خارجية بلادها ، وذلك على خلفية زيارتها لمنزل النائب الأردني حازم قشوع والجدل الذي دار في الشارع الاردني عقب العناق الذي تبادلته مع النائب قشوع في منزله.
واضافت المصادر ان السفيرة ويلز بررت للخارجية الامريكية ما حدث بالقول “ان الترتيب الذي علمت به قبل قبولها لدعوة العشاء من النائب قشوع ، يفترض أنه اقتصر على رئيس الوزراء الاسبق العين سمير الرفاعي و3 اشخاص فقط وبعيدا عن وسائل الاعلام.
وتابعت ويلز بحسب المصادر البرلمانية ( ولم يكن هناك ترتيب للهدية المتعلقة بالثوب لكن قشوع وزوجته تقدما لي بالثوب وقبلته ليطلب قشوع مني بعد ذلك دخول غرفة نوم زوجة النائب لارتدائه ولم يكن هناك امامي خيارا اخر في ظل الضغط الذي تم ممارسته عليّ من قبل المستضيف.
وتضيف المصادر ان الخارجية قامت بتوبيخ ويلز واصفة تصرفها بالمرفوض والمخالف لكافة الاعراف الدبلوماسية فضلا عن مخالفته للقواعد الامنية المتبعة لدى الحكومة الامريكية في حماية سفرائها ودبلوماسيها بالعالم وبخاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة”.
وتبين المصادر ان الخارجية الامريكية طالبت سفارتها بعمان بمنع دخول النائب حازم قشوع وعدم توجيه اي دعوة له ، مشيرة الى ان الحكومة الامريكية حريصة على عدم قيام سفيرتها باي تصرف من الممكن ان يتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع الاردني بخاصة ما يخدش الحياء العام.
وكان عشاء وعناق قشوع والسفيرة الامريكة قد اثار جدلا كبيرا وانتقادات حادة لدى الراي العام الاردني ، وكذلك مصافحة النائبين الشيخ الإسلاموي عبدالمجيد الاقطش له وأمجد المسلماني.
من جهة أخرى قالت مصادر أن السفيرة الأمريكية النشطة أليس ويلز لا تبدو مهتمة بإقامة جسور موثوقة من العلاقة الإيجابية مع المجتمع الرسمي الأردني، ومؤسسات ورموز الدولة، بقدر اهتمامها بإلتواصل مع ملفات ذات حساسية في بنية المجتمع الأردني ، وانها غير معنية بتغيير الصورة النمطية عنها لدى الجهات الرسمية الأردنية ، الأمر الذي يظهر أنها غير ودودة تجاه مصالح الدولة الأردنية، وتبدو أحيانا «عدائية» ، تتمتع برؤية نقدية ولا تتورع عن توجيه أسئلة غير معتادة، والقيام بأفعال ونشاطات وأقوال خارج المألوف ومثيرة للجدل.
ومن ذلك سؤالها الذي يتردد على كل لسان في نخبة عمان حول عدد أبناء قبيلة بني حسن في القوات المسلحة، مروراً برغبتها في تناول المنسف في منطقة تماس على الحدود بين سورية والأردن ورعايتها علنا لإجتماع لـ «المثليين» مجاملة لأصدقاء ابنتها، كما تقول تقارير الرصد الأمني الدبلوماسي.
ويرى متابعون أن تحركات ونشاطات وتعليقات السفيرة ويلز ا، متعددة ومثيرة للجدل، وغير متوقعة. كـ استفسارها من نشطاء سياسيين عبر أعوان لها عن منظومة النزاهة التي سترافق الانتخابات المقبلة بعد إقرار قانون انتخاب جديد ، كذلك استفساراتها عن ملف الاتصالات الأمنية بين الأردن وروسيا وسورية ، وتقاريرها المزعجة حول مسارات الإقتصاد الأردني.
ويرى الفريق الإقتصدي الرسمي أن السفارة الأمريكية وراء خلفيات التقديرات السلبية على سعر الدينار ، ويقر موظفون بيروقراطيون بأن استفسارات غريبة تردهم أحيانا من الأمريكيين مثل التساؤل عن ارتفاع فاتورة الطاقة، وعن تداعيات سعر اللحوم ونقاش «الأعلاف» الذي يخص تجار ورعاة الأغنام ،وان سفارة واشنطن وراء تصنيفات قاسية صدرت مؤخرا عن البنك الدولي بحق الأداء الاقتصادي الحكومي الأردني.
وفي مدينة الزرقاء غمزت السفيرة ويلز من «الحاكمية الرشيدة» للإدارة الأردنية، ملمحة لأخطاء متعددة في إدارة مشاريع بعشرات الملايين دفعتها بلادها من أجل تحسين مستوى البنية التحتية، وبالتالي نمط المعيشة في المدينة التي تعتبر من معاقل السلفية الجهادية.
لذلك يتابع قسم مختص في وزارة الخارجية الأردنية فعاليات وحراكات السفيرة. ويصنف خبراء في إدارة معنية دبلوماسياً تصرفاتها في بعض الأحيان بأنها «شرسة» وتغادر السياق الدبلوماسي في بعض الأحيان وتستوجب (المراقبة ).
ولا يبدو أن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة مرتاحا لسفيرة واشنطن، وهي كذلك لا تبدو مهتمة بالتعاون معه ولا تبدو مرتاحة لفريقه. ولا تخفي سفيرة واشنطن لبعض زوارها تسريبها لمعطيات الخلاف في قراءة حوادث محددة في الأردن من بينها قضية مقتل مدربين أمريكيين في حادثة عرفت باسم «الموقر»، ولاحقا للهتافات التي صدرت من 5 آلاف مواطن أردني أثناء تشييع جثمان النقيب الشُرَطي الأردني الذي قتل مدربين أمريكان.
وتقول مصادر أن (الخلاف الأردني الصامت ) مع الأمريكان يشمل المشهد السوري وبرامج التعاون والدعم لفصائل المعارضة المسلحة. وبعامة تتسلط الأضواء بقوة على السفيرة ويلز، ويتنامى الشعور الرسمي بأنها تلعب دوراً غامضاً غير ودي تجاه المصالح الرسمية والحكومة الأردنية ، أو في أفضل التفسيرات لا تبدو ( مريحة أو متعاونة).
وقد استقبلت ويلز صحافيا أمريكيا كان مصراً على طرح السؤال التالي: لماذا أوقف الأردن غاراته ضد داعش.
ورغم كل ما سبق من ملاحظات على حراكها وتدخلاتها، ووصف وزير الخارجية الأردنية جودة لها مباشرة ، بأنها تلعب دور مندوب سامي ، قامت اليوم بزيارة الى بلدية المفرق( الشمالية ) التقت خلالها برئيس البلدية احمد غصاب الحوامدة (للاطلاع على واقع الخدمات والمشاريع الاقتصادية والتنموية في المدينة).
واستعرض الحوامدة الاعباء الملقاة على عاتق البلدية نتيجة لاستضافة المدينة لاعداد كبيرة من اللاجئين (السوريين ) الامر الذي أثر سلبا على الخدمات والبنى التحتية في المدينة . فضلاً عن تزايد اعداد العاطلين عن العمل من أبنائها (بسبب منافسة العمال السورين وبالتالي ارتفاع نسبة الفقر وما شهدته قطاعات المياه والصحة والتعليم ومناحي الحياة الأخرى من ضغوط) .
وطالب الحوامدة بضرورة تقديم الدعم من قبل الولايات المتحدة الامريكية للبلدية لتنفيذ مشاريع تنموية وخدمية واقتصادية لتخفيف مشكلتي الفقر والبطالة في المنطقة وتأمين فرص التشغيل المناسبة للشباب العاطلين عن العمل.
التعليقات مغلقة.