مشاركة فلسطين في التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب

 

 الأردن العربي ( الثلاثاء ) 15/12/2015 م …

*التشريعي يطالب بعرض الاتفاق عليه …

*من سيمثل السلطة؟ وما الهدف ؟

فتح انضمام فلسطين إلى جانب 33 دولة عربية وإسلامية ضمن تحالف كامل للحرب على الإرهاب الذي تعيشه المنطقة في الآونة الأخيرة بورصة التوقعات عن طبيعة الدور الذي تلعبه السلطة الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي وعدم وجود جيش رسمي فلسطيني وتصاعد انتفاضة القدس منذ أكثر من 70 يوماً.

مشاركة السلطة الفلسطينية تحمل في طياتها رسائل سياسية أكثر ما تكون عسكرية وقد تمتد لتعاون أمني خاصة مع النجاحات الامنية لاجهزة الامن الفلسطيني “الاستخبارات – المخابرات” التي أُعلن عنها عدا عن كم كبير من المعلومات غير المعلنة .

أن يكون علم فلسطين ضمن تحالف عربي اسلامي بهذا الحجم يُعطي رسالة سياسية واضحة المعالم أن دولة فلسطين قائمة بكل معانيها الامنية والسياسية والعسكرية حتى وبقي على العالم فقط محاربة الارهاب الاسرائيلي لتكون دولة فلسطين نافذة ..

من سيمثل السلطة الفلسطينية ؟

واجتمع رئيس الوزراء الفلسطيني وزير الداخلية الدكتور رامي الحمدلله بقادة الاجهزة الامنية في مقر رئاسة الوزراء برام الله .

تشير بعض التوقعات ان يكون هذا الاجتماع ناقش موضوع مشاركة فلسطين في التحالف الاسلامي العسكري المذكور .

لكن مصادر اشارت لدنيا الوطن انّ الجهة التي ستشارك في الاجتماعات وكيفية مشاركة السلطة في التحالف سيحددها الرئيس ابو مازن وسيجتمع مع مستشاريه الأمنيين والعسكريين للوصول الى مشاركة فلسطينية ناجحة .

يشار ان اللواء حازم عطا الله مثّل فلسطين أكثر من مرة في اجتماعات وزراء الدفاع العرب ابان فكرة تشكيل قوة عربية مشتركة (ضمن قرارات الجامعة العربية) .

أهداف التحالف :

يقول المفكر والمختص في العلاقات الدولية علاء أبو عامر إن الكثير من القوى العظمى بعد الدخول الروسي على محاربة الإرهاب والتدخل في المنطقة جعل السعودية تبدو في إطار تحالف بين تركيا وقطر والذي جرى اتهامه بالإرهاب ودعمه في سوريا والعراق.

وشدد أبو عامر لـ”دنيا الوطن” على أن هذا الشيء سبب لإيجاد دعاية سلبية في العالم الغربي لتركيا والسعودية وقطر وأنها هي من صنعت داعش والإرهاب وجبهة النصرة التي تقاتل في سوريا وفقاً للاتهامات الأخيرة التي نشرتها روسيا عن تورط تركيا في دعم داعش.

وعن الأهداف الرئيسية للتحالف أوضح الكاتب المعروف حمادة فراعنة أن السعودية بحاجة لغطاء سياسي واضح لمواجهة إرهاب وخطر داعش بشكل رسمي والصراع اليوم تحول إلى صراع ديني بين الإخوان المسلمين والفقيه الإيراني بالإضافة لفكر القاعدة المتشددة.

اضاف فراعنة  إن الوضع في المنطقة بات مأزوماً للغاية بفعل الإرهاب والواقع الأمني الأمر الذي دفع بالمملكة العربية السعودية لطرح هذه المبادرة كون الواقع الحالي يمس بالواقع الأمني لكل البلدان في المنطقة العربية.

وعودة الى أبو عامر الذي يقول :” التحالف الجديد هو تحالف شبيه بالتحالف العربي الذي جرى من خلاله الاتفاق على تفعيل الدفاع المشترك وتشكيل قوة مشتركة كما حدث في اليمن والهدف منه الآن تبيض بعض الدول المتهمة بصناعة هذه الجماعات”.

وأكد ابو عامر أن هذه الدول لا تستطيع أن تفعل شيء في محاربة الإرهاب إلا بموافقة المجتمع الدولي والخطة الدائرة حالياً التي تقوم على إرسال 100 ألف جندي عربي بالإضافة إلى 10 آلاف جندي أمريكي هي خطة مطروحة من جون ماكين منذ مدة وتأتي لقطع الطريق على التحالف الذي تقوده روسيا.

وأشار أبو عامر إلى أنها محاولات إعلامية لن يكتب لها النجاح في ظل الخلافات القائمة بين الكثير من الدول الأعضاء كمصر وتركيا وقطر والتي تشهد بينهما العلاقة توتراً كبيراً بسبب المواقف التركية والقطرية من النظام المصري.

وعن النتائج المتوقعة، شدد الكاتب والمحلل أبو عامر على أنه سيكون صورياً ولن يصل إلى نتائج حقيقة وقد يقتصر على تعاون أمني ولن يتطور إلى تحالف عسكري وهو مجرد تحالف مبنى على الأحلام والخيال فقط ولن يصل إلى مرحلة التدخل العسكري الكامل.

فلسطين .. لماذا ؟

الخبير العسكري واصف عريقات فأكد أن وجود فلسطين لها مصلحة بوجود تحالف عربي وإسلامي عسكري خصوصاً وأنها شجعت في السابق الدول العربية لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك.

وأوضح عريقات لـ”دنيا الوطن” أن التفعيل كان واضحاً بشكل جلي في موضوع مواجهة إسرائيل والذي كان ملفاً جمعياً وتوافقياً، مشدداً على المصلحة الفلسطينية بوجود هذا التحالف في ظل مواجهتها لإرهاب الدولة المنظم من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف:” الأولوية لمواجهة الإرهاب في فلسطين هي إسرائيل والتي تعتبر مصدر للإرهاب لذلك الدور الفلسطيني سيكون مميزاً عن بقية الدول العربية الأخرى وسيكون توفيقياً عن غيرها”.

ولفت عريقات إلى أن الدور العسكري الفلسطيني سينحصر في تعاون أمني واستخباري وتبادل معلومات وخبرات تدريبية ومساهمة في بناء القدرات العسكرية ورسم الخطط والسيناريوهات.

ونوه عريقات إلى الدور العسكري الميداني فإن فلسطين معفية بشكل عام منه في المرحلة الحالية كونها بلداً عربياً يقع تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وبين إلى أن فلسطين تحتاج إلى دعم من هذا الإجماع العربي الإسلامي ومن الصعب عليها الغياب عن أي اجماع عربي وإسلامي وحضورها يجب أن يكون له دفع ايجابي لأنها بحاجة لجمع العرب والمسلمين لمواجهة إسرائيل.

من جهته قال الكاتب حمادة فراعنة عن مشاركة فلسطين بالتحالف لدنيا الوطن:” الشعب الفلسطيني يتعرض لعمليات حرق وتدمير وإرهاب منظم تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشكل دائم والمساس بالأمن الشخصي والجمعي والشعب الفلسطيني يواجه ارهاب من المؤسسة الرسمية الإسرائيلية”.

وأكد فراعنة على أهمية ربط الفلسطينيين بربط الإرهاب بغض النظر عن هويته ودينه والإرهاب مصدره في فلسطين المشروع التوسعي الإسرائيلي والذي يجب أن يعطى الأهمية الكبرى، والعرب يحتاجون للتواجد الفلسطيني في معركتهم ضد الإرهاب.

وتابع الكاتب الفلسطيني الاردني :” هم يريدون أن يظهروا أن الإرهاب لا دين له فالإرهاب الذي يعيشه الشعب السوري يعاني منه الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي ذو الخلفية اليهودية والإرهاب بات عابراً للحدود وغير مرتبط بدين”.

وأشار الكاتب المعروف فراعنة  إلى أن تواجد فلسطين أمراً هاماً للاستفادة منه لخدمة القضية الفلسطينية بغض النظر عن الحدود الجغرافية وأنه متجاوز للحدود وهو بنفس الحدود.

وأضاف فراعنة :” شعوب المنطقة رغم أنها ضد الإرهاب فإن المستقبل سيكون على سبيل المثال للشعب الفلسطيني الذي يواجه الإرهاب الإسرائيلي في المنطقة المدعوم من قبل الادارة الأمريكية وسيهزم في حال توفرت شروط غير متوفرة الآن”.

التشريعي : يجب إطلاعنا على تفاصيل الاتفاق

من جانبه قال النائب في المجلس التشريعي محمد الغول إن الإرهاب الأكبر في الشرق الأوسط هو الاحتلال الإسرائيلي ونأمل أن يكون لهذا التحالف دور في مواجهة الاحتلال. وشدد الغول لدنيا الوطن على أهمية اطلاع المجلس التشريعي والنواب على كامل الاتفاقيات الخارجية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية للاطلاع عليها بشكل كامل وخاصة أنها تهم المنطقة، مشيرا الى أنه يتحدث كنائب في المجلس التشريعي يمثل كافة الشعب الفلسطيني وليس حزب بعينه.

وأكد الغول أنه من الناحية القانونية تلك الاتفاقيات والتوقيعات الخارجية تحتاج الى مجلس تشريعي ، متابعا:” الممثلون للمجلس التشريعي هم منتخبين من الشعب، ولذلك وجودهم وموافقتهم أمر ضروري”.

تفاصيل الاتفاق :

وكانت المملكة العربية السعودية قالت في وقت سابق إن 34 دولة معظمها إسلامية انضمت إلى تحالف عسكري جديد لمحاربة الإرهاب.

وأعلن ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، أن هدف التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب هو محاربة جميع المنظمات الإرهابية وليس داعش فقط.

وقال ولي ولي العهد خلال مؤتمر صحافي في الرياض، إن غرفة العمليات المشتركة للتحالف الإسلامي الذي يضم 35 دولة، ستعمل على تطوير أساليب محاربة الإرهاب.

وأضاف ولي ولي العهد أن كل دولة ستساهم حسب إمكانياتها في التحالف، متوقعاً أن يكون هناك تنسيق ودعم كبيران في هذا العمل.

وقال الأمير محمد بن سلمان إن التحالف سيطور أساليب محاربة الإرهاب فكرياً، وسيحارب كل المنظمات الإرهابية وليس داعش فقط، حيث إن الإرهاب منتشر في عدة دول، وتتطلب مكافحته جهوداً كبيرة.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.