تل أبيب: حزب الله سيبدأ الحرب القادمة بصليّةٍ من ألف صاروخ

 

الأردن العربي –  زهير أندراوس ( الأربعاء ) 16/12/2015 م …

*حزب الله سيضرب المطارات الحربيّة وأسراب الطائرات ووحدات السيطرة والتحكّم للرقابة الجويّة في هذه المطارات …

تُحاول إسرائيل منذ بدء تدّخل حزب الله في الحرب الأهليّة الدائرة في سوريّة طمأنة الشعب في الدولة العبريّة بأنّ انشغال الحزب في كلٍّ من سوريّة ولبنان أضعف قدراته العسكريّة والبشريّة، زاعمةً أنّه في هذه الفترة بالذات، ليس قادرًا وليس معنيًا بخوض مُواجهةٍ جديدةٍ مع إسرائيل. ولكن الطمأنة الإسرائيليّة لا تُقنع الإسرائيليين شعبًا وقيادةً، لأنّهم يؤمنون لتصريحات وأقوال السيّد حسن نصر الله، الأمين العّام للحزب، أكثر بكثير ممًا يؤمنون لقادتهم، بحسب البحث الأكاديميّ الذي أُجري مؤخرًا في كلية “تل حاي” الأكاديميّة في شمال الدولة العبريّة، وأكّدت نتائجه على أنّ 80 بالمائة من الإسرائيليين يؤمنون للسيّد نصر الله، و20 بالمائة فقط يؤمنون لقادتهم في المستويين السياسيّ والأمنيّ.

وفي هذا السياق، كشف موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ، وهو الأكثر قراءة في دولة الاحتلال، كشف النقاب، نقلاً عن مصادر أمنيّة وعسكريّة وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، أنّ تقديرات الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة (أمان) تؤكّد بأنّ مخزون حزب الله من الصواريخ يصل إلى أكثر من 130 ألف صاروخ، وجزء منها لمديات بعيدة قادرة على إصابة أيّ هدفٍ في جميع أنحاء إسرائيل، بما في ذلك المواقع الحساسّة في ديمونا، وأيضًا شلّ جميع الموانئ الإسرائيليّة، إضافة إلى مطار إسرائيل الدوليّ، مطار اللد، والمُسّمى مطار بن غوريون الدوليّ، وهو المنفذ الوحيد لإسرائيل جوًّا.

وتابع الموقع الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها إنّ الحرب المقبلة مع حزب الله ستشهد استخدامًا مفرطًا لترسانة الحزب الصاروخية الدقيقة والبعيدة المدى، مع استهداف واسع للمطارات الحربيّة الإسرائيليّة، بما يشمل مدّرجات هبوط الطائرات الحربيّة وإقلاعها، الأمر الذي يُفقد إسرائيل ميزة أساسية في حربها مع حزب الله. أما حلّ هذا التحدي، تابعت المصادر في تل أبيب قائلةً، فوجده الجيش الإسرائيليّ في التزود بطائرات حربية أمريكيّة من طراز “أف-35″ قادرة على الهبوط عموديًا والإقلاع من مدرجات صغيرة نسبيًا، في محاولة منه لتصعيب تحقيق أهداف الحزب في منع إسرائيل من شنّ هجماتٍ جويّةٍ، ولكن هذه الطائرات الأمريكيّة، التي يستخدمها الجيش الأمريكيّ فقط، والمُسّماة “الشبح” ستصل لإسرائيل بحلول العام 2018.

 علاوة على ذلك، أشارت المصادر، كما أوضح الموقع الإسرائيليّ، إلى سباق تسلّح بين إسرائيل وحزب الله، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ المرحلة القادمة من تسلح الحزب تقوم على التزوّد بصواريخ ذات دقة عالية جدًا، وأكثر مما لديه حاليًا. وشدّدّت المصادر الإسرائيليّة في حديثها للموقع العبريّ على أنّ قدرات من هذا النوع تُشكّل تهديدًا فعليًا على الأسراب القتالية لسلاح الجو الإسرائيلي، وبشكلٍ خاصٍّ على القواعد والمطارات العسكرية وعلى المدرجات التي يستخدمها لإقلاع طائراته وهبوطها، بحسب أقوال المصادر.

ولفت الموقع إلى أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ عمل في السنوات الأخيرة على تحسين كفاءة الطواقم الحربية، والتركيز تحديدًا على الأسراب المقاتلة، في مواجهة سباق التسلح الصاروخي لحزب الله، مشيرًا إلى مفاوضات تجري حاليًا بين الجيش الإسرائيليّ والجانب الأمريكيّ للتزود بطائرات أمريكيّة متطورة ومتملّصة من الرادارات، وهي قادرة على الهبوط بشكل عامودي شبيه بمهبط المروحيات، مقابل القدرة على الإقلاع من مدرجات لا يزيد طولها على 500 قدم. وبحسب الموقع، فإنّ المقصود هو طائرة “اف-35″ من نوع B STOVL. بالإضافة إلى ذلك، أكّدت المصادر الأمنية الإسرائيليّة للموقع على أنّ التقديرات السائدة لدى المؤسسة الأمنيّة في الدولة العبريّة تشير إلى أنّ حزب الله سيبدأ “حرب لبنان الثالثة” بصلية من ألف صاروخ، وسيبدأ فوراً بضرب المطارات الحربية وأسراب الطائرات ووحدات السيطرة والتحكم للرقابة الجوية في هذه المطارات.

من ناحية أخرى، ولكن في السياق عينه، كشف الإعلام العبريّ أمس عن حلٍّ مؤقت يتضمن تركيب منظومة “القبّة الحديديّة” على السفن الحربيّة من طراز “ساعر5″، في مواجهة تهديد المقاومة للمنشآت الإستراتيجيّة الإسرائيليّة في عرض البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا منشآت استخراج الغاز والنفط، والتي تمّ استهدافها من قبل حماس فغي الحرب العدوانيّة الأخيرة على قطاع غزّة في صيف العام 2014. وهذا الحل المؤقت، بحسب مصادر عسكريّة إسرائيليّة، سيلجأ إليه سلاح البحرية حتى التزود بوسائل قتالية جديدة تُتيح له الدفاع عن هذه المنشآت. ومن المعروف أنّ منظومة “القبّة الحديديّة” مخصصة لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى، على أنْ تكون الصلية محدودة عدديًا، كما أنّها لا تُجدي نفعًا أمام صواريخ أكثر دقة وتدميراً مثل “ياخونت” الروسي الصنع الذي أقرّت إسرائيل مؤخرًا أنّه أصبح في حوزة حزب الله. والسؤال الذي يبقى مفتوحًا: هل ستلجأ إسرائيل إلى إستراتيجيّة الضاحيّة الجنوبيّة، التي استخدمتها في حرب لبنان الثانية، باعتبار بلاد الأرز جميعها ضاحية جنوبيّة، وهي الإستراتيجيّة التي كان وضعها قائد هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال غادي أيزنكوط، عندما كان يتبوأ منصب قائد المنطقة الشماليّة في الجيش الإسرائيليّ؟.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.