جون بولتن ومقترح دوله ( سُنّه ستان ) / حسين عليان
حسين عليان * ( الأردن ) الجمعة 18/12/2015 م …
يكثر الحديث والتصريحات فى اﻻروقه السياسيه اﻻمريكيه وحلفاءها اﻻقليمين بشأن مشروعات محاربه داعش وتحرير اﻻراضى الواقعه تحت سيطرتها وتكتب المقاﻻت فى الصحف العالميه واﻻقليميه .
وقد كتب جون بولتن احد اكثر المصهينين الجدد تطرفا والذى كان يشغل مندوب امريكيافى محلس اﻻمن فى ظل اداره بوش اﻻبن كتب مقاﻻ فى صحيفه نيويورك تابمز يقول فيه ان القضاء على داعش ﻻ يتم اﻻ بأنشاء دوله سنيه فى غرب العراق وشرق سوريه اطلق عليه دوله سنه ستان .
وهذا ما يفسر الحراك السياسي والعسكرى اﻻمريكى اتجاه العراق والمنطقه وبرز مقترح ارسال قوات نخبه امريكيه بحدود 10اﻻف جندى بدأت طﻻئعها المتقدمه واﻻستخباريه بالتواجد فى مناطق مختلفه على اﻻراضى العراقيه والذريعه أداره وتوجيهه المعارك البريه والتى ستشارك فيها قوات عربيه واسﻻميه بحدود 100الف جندى ونحن على قناعه ان ﻻ فى الجوار اﻻقليمى العربى وغيره سيكون قادر على تأمين ربع هذا العدد وان العراقيين وحدهم سياكونون وقود هذا المخطط
وستلعب البشمركه ورئيس اﻻقليم دورا مهما بهذا المشروع تحت اغراءات توسيع اﻻقليم ليشمل اكراد سوريه وصوﻻ لدعم دوله كرديه
لذلك جرى استقبال استثنائى للسيد مسعود فى السعوديه وحصل على دعم سياسي واقتصادى كما تحدثت وسائل اعﻻم .
الموقف العراقى منقسم بين مؤيد لتلك اﻻجراءات وبين من يعترض فهل سيصمد الموقف الرسمى الذى اعلن عنه رئيس الوزراء حيدر العبادى برفض اى تواجد برى على اﻻراضى العراقيه ام سيتم التراجع عنه كما عودتنا الحكومات العراقيه .
وانطﻻقا من ذلك جرى ويجرى سابق محموم لقوى وممثلين وشخصيات عشائريه وسياسيه عبر اجتماعات فى اربيل وعواصم اقليميه لتصدر المشهد والبحث عن دور ما فى هذا السياق ولقد تشكل ماعرف بلجنه التنسيق العليا التى اعتبرت نفسها ممثله للمحافظات السنيه السته حيث ﻻ زالت أبحث عن المحافظه السادسه هل هى الزبير ام بغداد ام ….
وجاء حراك الخنجر ليدخل بازار التنافس على دور فى تمثيل تلك المناطق واجتماعات اربيل و تركيا والخليج المتواصله تؤكد ذلك
كل هذا السعى الحثيث يهدف ﻻستكمال ترتيبات تهيئه اﻻرض والمسرح لمشروع تقسيم العراق تحت مسميات اﻻقاليم .
فما هو حقيقه المشروع الذى تهئ له الوﻻيات المتحده وحلفاءها انه بأختصار صيغه اخرى للتقسيم انه مشروع امريكا القديم المتجدد بشأن تقسيم العراق والمنطقه والذى جرى اعداد قواعده بعد احتﻻل العراق عبر عمليه سياسيه رسخت قواعد اﻻنقسام عبر ما عرف بنظام المحاصصه الديمقراطيه وبناء عراق فدرالى تعددى وجاءت مؤامرات امريكا والغرب لفدرله المنطقه واعاده رسم حدودها عبر ما عرف بتقسيم الشرق اﻻوسط الكبير .
وبذا يصبح العراق ثﻻث فدراليات مع مركز ضعيف سيؤدى لتحول الفدراليات ﻻحقا ربما كونفدراليات ودول .
ومؤكد سينسحب المخطط والرغبه اﻻمريكيه على سوريه .
ان المشكله ليست فى مخططات امريكا والغرب ﻻنها منشوره فى كتب وتناقش فى مراكز الدراسات واﻻروقه الدبلوماسيه بل في من يتعامل معها على انها اقدار ﻻ يمكن مجابهتها او هزيمتها ويبدؤا الجعير باﻻعﻻم والفضائيان بالترويج على انها حقائق مسلم بها كالحديث عن تجزئه المجزء وتقسيم المقسم .
مع ان من كان يحذر من تلك المخططات فيما مضى يتهم بنظريه المؤامره والخطاب الخشبى نفس تلك الجهات تروج بحتميه تنفيد تلك المخططات وما علينا سوى التسليم .
ويستحضرون اﻻحداث التاريخيه لمراحل سابقه خاصه نتائج الحرب العالميه اﻻولى التى قسمت منطقتنا فيما عرف بأتفاقيه سايكس وبيكو .
ونحن نقول لهؤﻻء ان احداث التاريخ ﻻ تتكرر بشكل تلقائى فقراءه المتغيرات لكل وقت وحاله على حدا ﻻختﻻف المعطيات فى كل حاله زمانا ومكانا وموضوعا وﻻ يمكن تكررها نمطيا.
صحيح ان منطقتنا ودولنا تعج بالتنوع الدينى والمذهبى والعرقى لكنها ليست استثناء فكل دول العالم ﻻ تخلوا من هذا التنوع .
واﻻتجاه الطبيعى لهذا التنوع ان يضعفف شيئا فشيئا مع تتطور اﻻوضاع اﻻقتصاديه واﻻجتماعيه وصوﻻ لدوله المواطنه المدنيه التى يتساوى فيها الناس فهذا ما حصل لدول عديده فى مقدمتها امريكا فنحن لسنا استثناء لكن الفرق الوحيد لدينا هو فى التبعيه والتدخﻻت الخارجيه التى تحول دون التطور اﻻقتصادى واﻻجتماعى وصوﻻ للوحده .
السؤال المحورى الذى نناقشه هل لهذا المخطط فرص من النجاح ؟
قد تبدوا اﻻجابه المباشره وللوهله اﻻولى نعم وقد يحقق بعض النجاحات هنا او هناك لبعض الوقت لكنه يتناقض مع اﻻتجاه العالم لمصالح الشعوب والدول ويتناقض مع حقائق التاريخ والجغرافيا .
ولأيضاح ذلك ﻻبد من قراءه المشهد بكل ابعاده:
1:- المشهد الدولى وموازين القوى تتبدل باسرع مما كان متوقعا فالقرن اﻻمريكى الذى بشرنا به المحافظين الجدد قد سقط فى اقل من عقدين فى العراق ظهر ذلك فى اسقاط قدره الردع العسكربه اﻻمريكيه واسقاط هيبتها الدوليه
2:- بروز تكتﻻت سياسيه دوليه تمحورت حول روسيا والصين فيما عرف بمجموعه البركس والتقدم اﻻقتصادى الهائل الذى حققته وتحققه الصين .
3:- انكفاء وهزيمه مشروع اﻻسﻻم السياسي وانكشاف التوظيف اﻻمريكى للارهاب لتحقيق غايات ومكاسب سياسيه بدماء الشعوب والدول واستقرارها . المشروع يقترب من هزيمته العسكريه فى سوريه .
لكل ذلك يحاولون معاوده توظيفه فى العراق تحت حجج ومسميات مختلفه بأسم الحرب على اﻻرهاب لتحقيق غايات التقسيم بأسم الفدراله.
خلاصة الرساله ﻻهلنا فى العراق اﻻتى :
اذا كان قدر السنه انهم تصدروا مشهد تحرير العراق وهزيمه امريكا فقد يكون قدر اهلنا الشيعه اسقاط العمليه السياسيه واﻻعيب امريكا بتقسيم العراق والحفاظ على عروبته ووحدته .
من يبحث ان مصالح الطائفه والمكون سيخسر الوطن والطائفه معا . يعتقد البعض خاطئا ن تقسيم العراق يشكل حﻻ لمشاكلاتهم فى حين الحقيقه انه سيعمقها ويزيدها اشتعاﻻ .
رسالتنا لشعبنا الكوردى وقيادته ان يتعضوا من تجارب الماضى ويكفوا عن توظيف المسأله الكرديه ومصالح شعبهم فى خدمه المشاريع واﻻجندات اﻻقليميه والدوليه .
مصالحهم مع الجوار العربى والايرانى والتركى وعليهم النضال معا للمساوه والاستقرار والتنميه والسلام حتى وان امتلكوا دوله موحده اوكيانات مستقله فحقائق الجغرافيا والتاريخ اثبت من وقائع السياسه المتغير.
مخططات امريكا والغرب والصهاينه ليست قدرا وﻻ حتميه تاريخيه ضروره الحصول يصعب مجابهتها و هزيمتها .
* صحفي وإعلامي
التعليقات مغلقة.