إسرائيل ترسم صورة الفدائيّ الفلسطينيّ الجديد: شباب وشابّات يعملون لوحدهم بدون تنظيمٍ ويتخّذون قرارهم بتنفيذ العمليّة خلال ساعة ولا علاقة للإنترنت بذلك

 

زهير أندراوس ( الخميس ) 17/12/2015 م …

منذ اندلاع الانتفاضة الثالثة في بداية تشرين أوّل (أكتوبر) الماضي، تسعى المُخابرات الإسرائيليّة إلى سبر غور ظاهرة الفدائيين الفلسطينيين الجُدُد ومحاولة رسم بروفايل لهم، كما أنّ مراكز الأبحاث على مُختلف مشاربها تقوم هي الأخرى بنشر الدراسات والأبحاث عن الفدائيّ الفلسطينيّ الجديد، ولكنّ الشعب الفلسطينيّ، الذي أثبت على مدار عشرات السنوات، قدرته على الإبداع والابتكار في وسائل المُقاومة يؤكّد لهم من جديد، أنّ مقولة رئيس وزرائهم الأسبق، المُجرم يتسحاق شامير بأنّ العرب هم نفس العرب، أكل الدهر عليها وشرب، وباتت في خبر كان، وذلك على الرغم من عدم التكافؤ، ولو الجزئيّ في القوّة بين إسرائيل والفلسطينيين.

وفي هذا السياق، قالت مصادر أمنيّة في تل أبيب إنّ الأجهزة الأمنية بلورت تصورًا حول الفلسطينيين الذين ينفذون العمليات، مشيرةً إلى أنّ سوادهم الأعظم نفذوا عملياتهم وحدهم، وعلى الأكثر كان للمنفذ شريك واحد. وحتى لو كان للمنفذين، في حالات قليلة، انتماء تنظيميّ سابق وبنسبة أقل كان لهم سوابق أمنية، فإنّ العمليات لم تنفذ انطلاقًا من انتماء تنظيميّ أوْ نتيجة قرار من الأعلى، وفق المصادر، التي قالت إنّ الاستثناء من ذلك كان مجموعة حماس التي نفذت عملية قرب نابلس، وأدت إلى مقتل مستوطنين اثنين. وأوضحت صحيفة (هآرتس) أنّ هذه المعطيات جُمعت حتى منتصف الأسبوع الماضي، انطلاقًا من دراسة شملت 123 فلسطينيًا إما نفذوا عمليات أوْ حاولوا ذلك.

ووفق هذه المعطيات، فإنّ العمر المتوسط لهؤلاء هو 21 عامًا ونصف عام: 51 منهم بعمر العشرين وما دون، وبعضهم شبان في أعمار تراوح بين 13 إلى 15 عامًا. ومن ضمنهم أيضا 15 امرأة.  وخلافًا للتقديرات، التي نشرت في الأشهر الأخيرة، بينّت التحليلات، التي تستند إلى مقابلات مع عدد من الذين اعتقلوا، أنّ ما أسمته المصادر التحريض في الإنترنت أو أي وسيلة إعلامية أخرى لم يكُن بالضرورة عاملاً أساسيًا في اتخاذ المنفذ قرارًا بتنفيذ عمليته. بل في غالبية الحالات كان المنفذون يعملون وحدهم ويبلورون قرارًا نهائيًا في مدّة قصيرةٍ نسبيًا، وأحيانًا خلال أقل من ساعة.

ولفتت الصحيفة، نقلاً عن المصادر عينها، إلى أنّ قرار تنفيذ العملية اتخذ في أكثر من حالة، في أعقاب تقرير عن حادثة معينة عبر قناة تلفزيونية محلية أو سمع بها، ولكن لم يكن كل المنفذين ناشطين على شبكات التواصل الاجتماعيّ، بل إنّ قسمًا منهم لم يكن لديه أي تواصل مع الإنترنت. وإلى جانب التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية، برز إلى حد أقل تأثير “شبكات” تقليدية، مثل قرابة عائلية أوْ عشائرية، أدت إلى اتخاذ المنفذ قرارا بتنفيذ عملية. وأشارت الصحيفة إلى أنّ بروز ونمو أبطال وبطلات محليين دفع آخرين إلى تنفيذ عمليات.

في سياق متصل، ذكر موقع القناة الثانية الإسرائيلية، نقلا عن المتحدث باسم الجيش، أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وقعت نحو 2225 حادثة رشق حجارة.

ومنذ بداية موجة المواجهات حتى الرابع عشر من كانون الأول، قتل 22 إسرائيليا و252 شخصا جرحوا في 169 هجوما مختلفا نفذوا طوال 93 يوما. إلى ذلك، ردّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على انتقادات وزير الخارجيّة الأمريكيّة جون كيري، بتكرار الاتهامات حول مسؤولية السلطة والجمهور الفلسطينيين، عن عدم التوصل إلى اتفاق تسوية نهائي بين الطرفين. ورأى نتنياهو، في تصريحات أدلى بها إلى الإعلام خلال جولة تفقدية في المنطقة الجنوبية من الدولة العبريّة، أنّه حان الوقت كي يُدرك المجتمع الدولي بأنّ عدم وجود مفاوضات وعدم تحقيق تقدم على طريق السلام لا تعود مسؤوليته إلى الجانب الإسرائيلي وإنمّا إلى الفلسطينيّ، حسب تعبيره.

وكجزء من محاولة الاستدلال على صحة دعواه، لفت نتنياهو إلى استطلاعات الرأي الفلسطينية التي تشير إلى أنّ 75 بالمائة من الفلسطينيين يرفضون حل الدولتين، وأن 80 بالمائة منهم يؤيدون عمليات الطعن. وكان لرئيس السلطة، محمود عبّاس، نصيبه عندما كرر نتنياهو اتهامه بالتحريض على إسرائيل طوال الوقت عبر دعاية كاذبة عن المسجد الأقصى وعن عمليات إعدام ترتكبها إسرائيل، وأنها ترفض استئناف المفاوضات، قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.