(تحليل دولي) : هل سيكون التحالف الإسلامي عسكرياً أم شكلياً فقط ؟ .. موقف مصر ومشاركة فلسطين ؟
الأردن العربي – دنيا الوطن ( الجمعة ) 18/12/2015 م …
آثار إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن تشكيل تحالف إسلامي يضم 34 دولة للحرب على الإرهاب الكثير من علامات الاستفهام عن طبيعة الدور الذي سيلعبه هذا التحالف في المشهد السوري المتوتر خاصة بعد التدخل الروسي. وبحسب مراقبون فإن التحالف الحالي يأتي في إطار الجهود الأمريكية الرامية لإيجاد وحدات عسكرية على الأرض في سوريا في إطار الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الشهير بـ ” داعش ” على الرغم من التدخل الروسي في سوريا.
لصالح تركيا
ويقول المستشار والمحلل السياسي طه الخطيب إن إنشاء التحالف يعود إلى مشاريع أمريكية سابقة كمشروع أيزنهور الذي أنشئ عام 1958 بمشاركة تركية وسعودية وأمريكية من أجل اقتطاع بعض الأراضي السورية لصالح تركيا.
ويؤكد الخطيب لدنيا الوطن على أن إعلان السعودية تزامن مع حراك قام به وزير الدفاع الأمريكي كارتر في المنطقة من أجل اقناع الدول العربية والإسلامية بإرسال جنود وتوفير دعم مالي ولوجستي من أجل الحرب على داعش.
وأضاف:” كان الأولى أن يكون هذا التحالف الإسلامي من أجل تحرير القدس وأعتقد أن المكان الوحيد الذي يحتاج لتحالف إسلامي هو بيت المقدس لكن للأسف خرج التحالف من أجل تحرير سوريا من ماذا وإيصال سوريا إلى أي مكان في وجود تركيا وقطر”.
وشدد الخطيب على أن الهدف من هذا التحالف يبدو أنه لإسقاط سوريا وسيطرة تركيا بشكل أكبر وتقطيع أوصالها وتعود أوصله إلى التحالف السابق قبل 60 عاماً وخرج أيضاً بشكل إسلامي وهو في شكله غريب للغاية.
وبين أن الشعوب العربية قادرة على إجهاض المخططات الأمريكية على الرغم من كل الأدوات التي تمتلكها في ضوء المتغيرات الحالية التي يشهدها الشرق الأوسط والتحرك الذي تقوم به مصر وروسيا الهادف لإبقاء وحدة الأراضي السورية.
موقف مصر
وأضاف:” مصر أعلنت أنها مع الموقف الروسي للتدخل في سوريا ضد الجماعات الإرهابية، مصر تستطيع أن تقود ومصر لم تخرج بسياسات عالية الصوت ولها سياساتها في ملف السوري يقوم على وحدة الإرادة السورية وحرية الشعب السوري”.
وأضاف: “أما اخطر ملف بالنسبة لمصر هو الملف الليبي حيث تقوم تركيا وقطر وإسرائيل من خلفهم بتزويد وتخزين السلاح في الأراضي الليبية ونقل الاف المسلحين القادمين من شتى أنحاء العالم فبدلا أن يذهبوا إلى سوريا والعراق أصبحوا يذهبون إلى ليبيا ، حيث أن هناك استعدادات تواطئ دولي لإنشاء بؤرة ارهاب في ليبيا لتوتير الحدود المصرية التي يمتد طولها على 1200م “.
وأوضح أنه لا يمكن مصر أن يستطيع أحد شدها إلى اتجاهات اخرى بدون ان تعترض أو ترفض أو تقبل بتحديد مسار السياسة في الشرق الأوسط ، فمصر لديها هدفين أساسين أولهما هدف الحرب على الإرهاب في ليبيا وهدف توحيد الموقف في سوريا ضمن ما تم الاتفاق عليه في المبادرة الروسية.
فلسطين والتحالف
وعن المشاركة الفلسطينية يتابع:” فلسطين ليس لديها قوات أو قدرة على المشاركة في أي قوات وفلسطين بحاجة لمستحقات وتثبيت مستحقات الدولة الفلسطينية وحق فلسطين في الدول العربية والقدس والمسجد الأقصى”.
وأكد على أن التحالف الإسلامي يعطي شرعية لليهود لتحالف يهودي مع المسيحيين الجدد في فلسطين بأنها قومية يهودية وأنها للشعب اليهودي الحق في إقامة وطن ذو خلفية يهودية في الأراضي الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني.
بسبب التنظيمات الارهابية
من جانبه يؤكد الجنرال السعودي أنور عشقي على أن التحالف جاء بعد ما يقوم به التنظيمات الإرهابية في سوريا وهذه العملية تساعد في القضاء على داعش وتحد من التغرير بالشباب الإسلامي لأن الدول الإسلامية تحاربهم.
ويوضح عشقي لـ”دنيا الوطن” على أن التحالف سيكون له غرفة عمليات في الرياض لتنسيق الجهود بين هذه الدول لمواجهة الإرهاب في مصر هناك إرهاب في سيناء هذه الدول ستدعم مصر في محاربة الإرهاب هناك معنوياً وفكرياً ومادياً والأسلحة وإذا اقتضى الأمر بأن يكون هناك قوات فسيكون.
ضرب الإرهاب
وبين أن التحالف سيكون ذو فعالية لأن هناك جيوش ستنسق معاً لضرب الارهاب ومحاربته، تم اختيار الدول بناء على مشاركتها وتأييدها سوريا هي ستكون مدعومة لكن فور الحكومة المؤقتة التي سيجري تشكيلها وأي دولة اخرى اسلامية من حقها الدخول في التحالف.
وعن استثناء إيران شدد على أنه لم يجري استثناء إيران من التحالف وأنه يحق لها المشاركة في هذا التحالف بعد أن تثبت أنها دولة لا تدعم الإرهاب كما تصنفها الولايات المتحدة الأمريكية على أنها داعمة للإرهاب في المنطقة.
تحالف موجه
من جهته، يشدد المختص في الشأن التركي أحمد قارول على أن التحالف لن يقتصر فقط على قتال تنظيم داعش بل سيكون موجهاً لقتال الإرهاب الموجود في العالم الإسلامي والذي يشمل بعض الدول الداعمة للإرهاب.
ويؤكد قارول لـ”دنيا الوطن” على أهمية تشكيل التحالف الإسلامي والدور الذي سيلعبه في قتال الإرهاب بشكل خاص في سوريا وما تقوم روسيا وإيران من قتل متواصل للمدنيين من أجل دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد
ويضيف: لا بد من وضع حد للإرهاب الموجود في المنطقة والذي أصبح منظماً للغاية خصوصاً روسيا وإيران واستهداف المدنيين وهذا التحالف سيسهم بشكل كبير في القضاء على الإرهاب في العالم الإسلامي وهو كغيره من التحالفات العالمية”.
التعليقات مغلقة.