عميد الدبلوماسية العراقية رجل مهووس بالمصطلحات الغيبية / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 18/12/2015 م …

للمرة الثانية اضيع ساعة من وقتي وانا استمع   لحوار وزير خارجية العراق مع صحافي من على شاشة العراقية الرسمية في هذه المرحلة الخطيرة التي بات يستهين  بها القاصي والداني من بلد اوصله هؤلاء المصابون بداء العظمة  الذين وصلوا الى السلطة بفضل المحتل  الامريكي الى الدرك  السفلي  بعد ان اساءوا له ايما اساءة لانهم   في حقيقتهم  مجرد دمى   لكنهم يكابرون ويكذبون ويتحدثون عن نجاحات  وانجازات على مختلف الصعد غير موجودة  اصلا سوى في عقولهم  المريضة.

كان الوزير يجلس امام الصحافي وهو” ايشنبخ” يفتح عينيه  بطريقة تذكرنا باولئك الذين ابتلاهم القدر بداء” المنغول ” على الرغم من ان الوزير  كان يمد رجله اليمنى ويوجه حذائه  باتجاه ” الصحافي ” الذي كان يوجه  السؤال ويتسلم الجواب دون  ان يحاور الوزير العرمرم الذي كان  تحدث عن نجاحات باهرة في المجال الدبلوماسي عندما كان الحديث يدور عن وجود القوات التركية على ارض العراق وتمسك اردوغان والجوقة التي تحيط به بالاستمرار على نهجهم دون تراجع في حين يدعي عميد الدبلوماسية الفاشل ان الاسلوب المتبع الان دبلوماسيا ” هو الاصح في الازمة مع تركية التي استخفت وتستخف به وبغيره من الذين يحكمون العراق منذ الاحتلال.

بصراحة الصحافي الذي كان يوجه الاسئلة بدا وكانه طالب في الابتدائية امام الجعفري الذي كان ” يتمنطق” و” يتفلسف” وياتي بتعريفات ومصطلحات تستحق الضحك.

لقد فسر كلمة ” الخارجية “اي العمل خارج الوزارة ” في البيت” عندما” ادعى” ان مستشاره في الوزارة ” يجلب له الملفات لدراستها في بيته اي خارج الوزارة ” مؤكدا  بالقول ” لماذا اطلقوا عليها الخارجية”  ان ذلك يعني العمل خارجها  انه بحق وصف يدل على التسفيه .

 ولم ينس السيد الوزير ان يتحدث عن ” حرصه” على العراق وقال انني حريص ومؤتمن على الخارجية ” اغذي عقلي بالفكر” وقلبي بالعبادة” واؤدي وجبات الصلاة اقرا واكتب هكذا قال لكنه لم يتحفنا ببيت شعر  او مصطلح  جديد يضاف ” لى الخنفوش والمنفوش” و” بيض اللقلق ” او واحدة من  غيبياته التي يسخر منها المستمع  او المشاهد منها مثلا الاتيان ب” اسم  الفيلسوف “جان بول سارتر ” او عشيقته سيمون دي بفوار” والى من لايتذكر هذين الاسمين انهما يمثلان حركة ظهرت في الستينات ” اطلقوا عليها في حينها  اسم الحركة الوجودية.

لقد عرف عن الكثيرين ومنهم الوزير صاحب المصطلحات الرنانة والاحاديث الممجوجة انهم يعتقدون بايراد بعض المصطلحات سيحكم عليهم الاخرون احكاما تجعل منهم اشخاصا لهم شان اي  كلما تحدثوا واتوا بجمل مبهمة وغامضة  يعتقدون وبغباء ان الاخرين سوف يعدونهم من الكبار في مجال الثقافة “

يحكى ان رجلا ابلغ ابنه بان عليه ان يتحدث احاديث “اكبار” من الوزن الثقيل  عندما يجلس في الديوان  العشائري وان يبتعد عن  ايراد الامور الصغيرة الابن وعد الوالد خيرا وعندما جلس الجميع في الديوان ليستمعوا الى الاحاديث بادر الابن الجالسين بكلمة” بعير” اي جمل ” الوالد  المح لابنه بعينه واذا بالابن يورد كلمة” فيل” ظنا منه ان الوالد كان يلمح الى  شيئ اكبر من الجمل.

حديث الجعفري يذكرنا بذلك الابن الذي اورد” كلمات اكبار” ” بعير وفيل”.

الرجل كما يبدوا مهووس بالمصطلحات ” الطنانة” التي لامعنى لها الا في  مخيلته مثلما كان يتعامل مع الصحافي الذي امامه وكانه طالب ابتدائية  وعليه واجب تلقي المحاضرة دون نقاش  او رد او حوار والا فان بانتظاره الصياح او الهجوم وهذا ليس بغريب عن هؤلاء فقد فعلها  الجعفري مرة مع الاعلامي نجم الربيعي عندما حاصره  بالحقائق واذا به يمد يده ويمسك الصحافي الربيعي من يده محتجا  ومتفلسفا وبعصبية بادية للاعيان.

تحدث عن السفر في مهام خارج العراق تتعلق بعمله  وشكا من الانتظار في المطارات لساعات بالرغم من الدعوات التي توجه له من تلك البلدان التي يهبط في مطاراتها ” ترانزيت” وهو في طريقه الى بلد اخر.

اطرى الجعفري على نفسه وتحدث عن نجاحات غير موجودة سوى في مخيلته المريضة  حققتها الدبلوماسية  العراقية في عهده.

 تحدث عن نجاحه في دعوة الجامعةالعربية لعقد اجتماع طارئ حول التدخل التركي العسكري في العراق ولحد علمنا لايوجد اجتماع طارئ لان الاجتماعات الطارئة لاتعني ان ينتظر طالب الاجتماع حتى الرابع والعشرين من الشهر اي بعد اكثر من عشرة ايام من طلب العراق بالرغم من ان الامارات حثت الجامعة العربية لعقد الاجتماع لاحبا بالعراق او احتراما   لدبلوماسيته الفاشلة  والمهلهلة بل نكاية بتركية التي تعد وكرا للاخوان المسلمين في المنطقة.

كم من  المرات تحدث الجعفري باسم الدول ولم تلتزم تلك الدول بما يقول وهناك اكثر من حالة لعل اخرها حالة” السعودية” التي كم من المرات يتحدث باسمها عن اعادة السفير السعودي الى  العراق حصل ذلك قبل اكثر من عام  عندما قال بعد ايام سيعود السفير السعودي لممارسة مهامه في العراق ظنا منه ان ذلك سيفرح العراقيين الذين يشعرون بالسعادة  عند اقامة مرافق صحية  على الحدود تليق بالبشر اكثر من فرحتهم بقدوم سفير نظام متامر على العراق والمنطقة برمتها  في حين ان الجانب السعودي يلزم الصمت وكان الجعفري قد تحول اكثر من مرة     الى ” صحافي ” يحاول ان يحصل على السبق الصحفي لكنه السبق غير صحيحا .

اورد وزير الخارجية في حديثه ملاحظات منها ان البعض يتهمه ب” الجنون” او  غير ذلك من الاوصاف لكنه قال” انه لن يرد على هؤلاء  ولايريد ان ينزل الى  مستوياتهم لكن ياتي الوقت المناسب للرد .

ان كلمة الرد في الوقت المناسب باتت شعارا لهؤلاء الذين يحكمون   العراق منذ غزو ه واحتلاله وقد استخدموا ذات المصطلح في الازمة مع تركية لكنهم بلعوا الطعم وباتوا مسخرة تضاف الى المهازل التي تعيشها البلاد منذ وطات اقدام هؤلاء ارض العراق .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.