ظريف: عصر الوصاية على سوريا انتهى..والارهاب تغذيه الاموال النفطية

 

الأردن العربي ( الأحد ) 20/12/2015 م …

كتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مقالة نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية شدد فيها على ضرورة تركيز الاهتمام على العملية السياسية في سوريا وأهمية انشاء جبهة موحدة ضد العنف المتطرف، معتبرا في الوقت نفسه ان الشروط المسبوقة التي اطالت امد العنف واراقة الدماء لاربع سنوات لا تزال تعرقل التقدم .

ظريف قال: ان الشعب السوري ليس بحاجة الى الرعاة، لافتاً الى ان عصر الوصاية والمحميات قد انتهى. وتابع: من الغريب جداً ان الاطراف التي تحرم شعبها من ابسط المبادىء الديمقراطية، مثل الدستور والانتخابات، اصبحت الآن مناصرة للديمقراطية في سوريا. كما ان هذه الديمقراطية ليست من اجل اعطاء صوت للسوريين، وانما من اجل عرقلة العملية السياسية عبر المماطلة بوقف اطلاق النار كما يسعون للحصول على مقعد للجماعات التابعة للقاعدة على طاولة المفاوضات.

واستغرب ظريف استخفاف البعض بالتهديد الذي تشكله جماعات مثل داعش وغيرها للجميع بمن في ذلك رعاة هذه الجماعات، وأكد أنه واهم من يظن أن رعاية هؤلاء الارهابيين سواء كان بشكل مباشر او عبر اخوانهم الايديولوجيين الجدد، يمكن ان تكون ورقة من اجل تحقيق اهداف سياسية على المدى القصير حتى. ولفت الى انه وعلى الرغم من ذلك، فإن الاطراف التي تدعم المتطرفين لا يواصلون هذا الدعم فحسب، بل يقومون برعاية الارهاب تحت الحصانة. واتهم هذه الاطراف ايضاً بانها تستخدم هذه الرعايات السياسية وكذلك اللوبيات سعياً الى تشريع هذا الدعم والاطراف التي تدعمها، من خلال التمييز بين ارهابيين أخيار وأشرار.

كما رأى أن قيام الارهابيين بذبح اعداد هائلة من الابرياء اثبت انه وبينما لا دين او وطن او خلفية عرقية للارهاب، الا انه بالتأكيد يحظى بداعمين معروفين لديهم اجندات رهيبة. واعتبر ان مرتكبي المجازر الارهابية من سوريا الى العراق، نيويورك، مدريد، بيشاور، بيروت، تونس، باريس وكاليفورينا، انما لديهم قاسم مشترك، إذ ان هذا القاسم هو ان هؤلاء تحولوا نحو الراديكالية على ايدي الواعظين الذي يبشرون بنفس الصورة المشوهة للاسلام والتي تغذيها الاموال النفطية.

وأكد ظريف فشل ما يسمى “الحرب على الارهاب” بتحقيق الهدف المزعوم رغم الثمن الباهظ المتمثل بمقتل الآلاف وانفاق ما يزيد عن 400 ترليون دولار. ورأى ان الارهابيين “الاشرار” نتاج للانتقام العشوائي والاخفاق بتوحيد الصفوف في مواجهة جذور الارهاب، وكذلك الحصانة المستمرة التي تعطى لما يسمى بالحلفاء الذين ينظرون الى التطرف على انها ورقة يمكن استخدامها. وخلص إلى أن العنف المتطرف سيبقى “يلاحقنا – بمن في ذلك الايدي التي تغذيه” (في اشارة إلى السعودية) الا في حال حصل تغيير حقيقي في مسار العمل المعتمد.

وشدد ظريف على ان صناديق الاقتراع – و ليس الرصاص – هي التي يمكن ان تفتح عهدا جديدا في سوريا، مضيفاً ان ايران ايدت دوما وقفا فوريا لاطلاق النار بغية انهاء اراقة الدماء وفتح حوار بين الحكومة السورية وقوى المعارضة التي ترفض الارهاب، مذكّرا بدعم ايران للمساعي الدولية الصادقة من اجل استئصال العنف المتطرف وللحملة العالمية من اجل مواجهة الكارثة الانسانية واعادة بناء سوريا عند انتهاء الحرب.

وفي هذا السياق، دعا ظريف المجموعة الدولية لدعم سوريا لتشجيع وتسهيل وتمكين السوريين من تغيير مسار مستقبلهم، معتبرا ان ذلك يتطلب توحيد الجهود بغية وقف اراقة الدماء على الفور و تركيز الاهتمام على عملية سياسية شاملة في سوريا. كما تحدث عن ضرورة رص الصفوف في الحرب على العنف المتطرف و الارهاب، وفي نفس الوقت عدم السماح للغضب بأن يقف عائقاً مقام التفكير الجماعي الهادف الى رد مشترك وعقلاني.

وفي الختام، شدد ظريف على ضرورة العمل المشترك لمواجهة جذور العنف المتطرف، بما في ذلك المعايير المزدوجة والتهميش والقمع ورهاب الاجانب والاسلاموفوبيا.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.