رضخ مجلس اﻻمن اخيرا لارادة سوريه وحلفاءها / حسين عليان

 

حسين عليان  ( الأردن ) الإثنين 21/12/2015 م …

لقد صمدت سوريه طوال ما يقرب خمس سنوات امام عدوان دولى تقوده الوﻻيات المتحده ومعها اوروبا واتباعها من عرب الكاز والتبعيه وشكل العثمانين الجدد فى تركيا رأس الحربه بهذا العدوان المستمر حتى اللحظه وذلك بزعم دعم الثوره السوريه والتحول الدبمقراطى .

وعقد اصدقاء الشعب السورى عشرات المؤتمرات فى قارات العالم وحددوا مئات المواعيد ﻻسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار .

راهنا منذ اليوم اﻻول على صمود سوريه وقلنا يومها انها المحطه اﻻخيره لقطار اﻻرهاب والذى سيدفن فيها ، وان التطرف والتكفير واﻻرهاب سيهزم علي ايدى شعبها و جيشها وقيادتها وحلفاءها .

وقد كنا من القله التى راهنت وجدفت ضد تيار كبير من السياسين والقوى والإعلاميين والكتاب والذين سيطروا على الإعلام المرئي والمسموع الفضائى واﻻلكترونى والورقى واللذين خالفونا الرأى ولم يكن موقفنا عاطفيا وﻻ ارتجاليا بل كانت رؤيه علميه وتحليليﻻ واعيا للتحوﻻت و المتغيرات الدوليه وتبدل موازين القوى الدوليه اقتصاديا وعسكريا .

ولم يعمينا اﻻرهاب والتضليل الإعلامي الواسع ولم تغرينا اموال البترودوﻻر ولم ترهبنا ملاحقة الرقابه واﻻجهزه وسياط وتوصيفات الإعلام المموّل .

وقلنا ان انتصار سوريه واستقرارها ووحدتها مصلحه اقليميه عراقيه واردنيه بالدرجه اﻻساس

وقد شرحنا ذلك بعشرات اللقاءات الفضائيه ومئات المقاﻻت الصحفيه .

تحدثنا فيها عن اسباب ودﻻﻻت الفيتو الصينى كأول فيتو خارج المجال الحيوى واﻻقتصادى للصين والذى جاء داعما ومكمﻻ للفيتو الروسي

قلنا ان الصين وجدت فى اﻻزمه السوريه نقطه تحول للتوازنات الدوليه وانه ان اﻻون ﻻبﻻع اﻻمريكان والغرب ان العالم لم يعد امريكيا وقد اكد ذلك الرئيس الصينى فى كلمته امام اﻻمم المتحده قبل شهرين حين قال ان على امريكا ان تدرك ان العالم بات متعدد اﻻقطاب

راهنا على صﻻبه وثبات الموقف الروسي انظﻻقا من فهمنا اﻻبعاد التوظيف اﻻمريكى للارهاب بهدف العبث بأستقرار روسيا والصين عبر تعمبم الفوضى بعموم اسيا انطﻻقا من تقسيم شرقنا العربى .

وقرأنا مبكرا وعى روسيه ﻻبعاد ألمخطط لذلك لم تجدى كل الضغوط اﻻمريكيه والغربيه نفعا فى تغير الموقف الروسي الصلد .

وكذلك لم تثنى معركه اوكرانيا روسيا عن مواصله دعمها السياسي ولم تنجح مقايضه العقوبات والقضيه اﻻوكرانيه ب تغير الموقف من سوريه بل زادته تصلبا وصوﻻ للتدخل العسكرى الجوى المباشر الذى قلب كل الموازين على اﻻرض واتاح للجيش العربى السورى استعاده زمام المبادره وتحرير مناطق واسعه كان قد فقدها .

كان الموقف الروسي المبدئي التزما بالقانون الدولى الذى ينص على عدم جواز تغير النظم بالقوه وبالتدخل الخارجى .

راهنا على ثبات اﻻيرانين وحزب الله ﻻن المعركه تستهدفهم بقدر استهداف سوريه.

وقلنا ان المعركه ليست طائفيه اومذهبيه يوم اصر اﻻخرون على اعتبارها كذلك ونفخوا فى كل اﻻبواق وصرفوا مئات المليارات من الدوﻻرات لتصبح كذلك وها هو مجلس اﻻمن يتوج بقراراته هزيمتهم من خﻻل ألتأكيد على وحده سوريه وحق شعبها حصرا فى صياغه دستورها ونظامها السياسي .

 

لقد جاء قرار مجلس اﻻمن فى معظم بنوده كما طالبت روسيه منذا بدايه اﻻزمه بأن الحل سلمى وسياسي وان الحل بين السورين انفسهم وانهم وحدهم من يقررون من يحكمهم وشكل نظامهم السياسي وعبر صناديق اﻻقتراح ومحاربه منظمات اﻻرهاب وتجفيف تمويلها وقطع الدعم عنها ووقف التدخل الخارجى والدفع بأتجاه اعمارها لذا على السورين التمسك بتحميل المسؤولين عن تدميرها تحمل نفقات اﻻعمار والتعويضات .

لقد كسرت اراده من راهن على هزيمه سوريه واسقاط رئيسها وتغير نظامها و نهجها السياسي وتحالفاتها .

امريكا اذعنت فى مجلس اﻻمن وتراجعت عن كل طروحاتها ومطالبها وﻻ زال بعض الحمقى والموترين كالجبير و بعض امراء اﻻل سعود والخليج يغردون خارج السرب ويعيشون أحلاما ﻻ بل كوابيس اليقظه .

فليجبنا كل من دعم وهلل وطبل للتحالف الإسلاميّ السنى ماذا سيفعلون بعد قرار مجلس اﻻمن هل يحشدون القوات ويحاربوا سوريه .

ﻻ تخدعكم بعض التصريحات لمسؤولين امريكان كتصريح الرئيس اوباما بشأن رحيل اﻻسد فهو تغريد خارج السرب وللإستهلاك الداخلى اﻻنتخابى ليس اﻻ .

عودوا لرشدكم واوقفوا سياسات اﻻنتحار والتخبط التى لم تجنى المنطقه منها سوى الويلات والدمار والدماء ولم يستفد منها سوى اﻻمريكى الصهيونى .

فى سوريه هزم مشروع اﻻرهاب والتكفير وحروب الطوائف والمذاهب عاودوا قراءه المشهد جيدا قبل ان تجربوا المحاوله فى العراق ثانيه فسوف تهزمون كما هزمتم فى سوريه .

حيوا معنا سوريه شهداءها و شعبها وجيشها وقيادتها

فصمودها وتضحياتها اتاحت لروسيا والصين استيﻻد النظام الدولى الجديد القائم على التعدديه القطبيه واحترام القانون الدولى بشأن حق الشعوب فى خياراتها دون تدخل خارجى ومن خارج الشرعيه الدوليه .

كاتب وإعلامي

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.