سورية 2016…دولة تنتصر وإرهاب يحتضر / د.خيام الزعبي

 

د.خيام الزعبي ( سورية ) الثلاثاء 22/12/2015 م …

في البداية، يسعدني أن أنهى آخر مقال فى هذا العام 2015م ، بإيجاز مضمون رسالة الرئيس الأسد في لقاءه الأخير مع القناة الثانية في التلفزيون الرسمي الهولندي بأن رجال الجيش العربي السوري يملأهم الإصرار والإرادة للقضاء على قوى التطرف والإرهاب وإستعادة الأمن والإستقرار لسورية، فالإصرار الذي يشير إليه الأسد يعني بوضوح الرغبة في الحسم سريعاً، والإرادة تؤكد أنه لا تراجع عن إستعادة الأمن والسلام مهما كان الثمن، حيث تشير كافة المعطيات الراهنة إلى أن الجيش السوري حقق إنجازاً نوعياً كبيراً في السيطرة على مساحات جغرافية شاسعة في هذه الفترة، وأن الدلالات الميدانية والتقارير الإستخباراتية تشير بوضوح الى تصاعد المؤشر البياني لهذه الإنتصارات على أرض الواقع وأن الإنتصار الحتمي قادم والمسألة برمتها نحو الحسم خلال الأسابيع  القادمة خاصة في المدن الأساسية كحلب وحمص وحماه بعد التقدم الكبير في ريف دمشق، والذي فاجأ ليس فقط القوى المتطرفة وجماعتها بل الدول الراعية والداعمة لهم، إذ سيطر الجيش السوري وحلفاؤه على بلدة معراتة في ريف حلب الجنوبي، وبات يسيطر على الطريق الدولي بعد إستعادته الخالدية في ريف حلب، وبذلك تمكن من قطع طريق إمداد المسلحين في خان العسل بعد إستعادته خان طومان.

إذا نظرنا اليوم الى التحالف الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم داعش فى سورية، سنجد ان ذلك التحالف خدم هذا التنظيم، فهناك آلاف الطلعات الجوية التى نفذها الحلف ولم تحقق أي أهداف حقيقية بل إن الضربات الجوية أصابت المدنيين والمؤسسات الحكومية، والأدهى من ذلك كله أن طائرات التحالف تقوم بإسقاط السلاح على تنظيم داعش وبعد ذلك تعتذر قيادة هذا التحالف على هذا الخطأ، والأسباب الحقيقية لفشل ذلك التحالف أن أمريكا لا تريد إنهاء أزمة داعش فى المنطقة لتكون ورقة ضغط للدخل في شؤون المنطقة، كما أنها  صورت للعالم بأنه لا توجد تنظيمات إرهابية سورية سوى تنظيم داعش متناسية التنظيمات المتطرفة الأخرى وتدعى إنها تنظيمات معتدلة، ومقاومة للنظام السوري، مما زاد الصراع المسلح في الإقليم، وفي الإتجاه الأخر نجد أنه مع التدخل الروسي لمحاربة تنظيم داعش أصبح هناك تقويضاً لتنظيم داعش في الميدان فتم ضرب أغلب معاقلهم، وقطع خطوط البترول المباع الى تركيا ليفقد داعش بذلك جزءاً كبيراً من تمويله ودعمه بالإضافة الى محاولة قياداته الهروب الى ليبيا  والدول المجاورة لها بعد الضربات الروسية السورية الموجعة لقيادات هذا التنظيم، لتثبت سورية وحلفاؤها ان ما كان يفعله التنظيم الدولي بقيادة أمريكا ما هو إلا لمحاولة الوجود على الساحة وإدعاء كاذب لمحاربة الارهاب والقوى المتطرفة التي عاثت في الأرض فساداً.

اليوم  تعيش القوى المتطرفة والمجموعات الأخرى أوضاعاً مزرية وصعبة، بعد أن إشتد عليها الجيش العربي السوري، فالمحاولات الخائبة التي قام بها الأعداء لم تنجح في ثني الجيش السوري عن أداء واجباته لغاية تحرير آخر شبر من أرض سورية، فالمشهد الذي تشهده دول المنطقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب دمشق، وأدلة الفشل على ذلك كثيرة، بدءاً بسقوط وفشل جميع العمليات الإرهابية داخل سورية في تحقيق أي أهداف أو مكاسب سياسية، وأن مشروع تقسيم سورية تحت وهم إرساء الديمقراطية قد إنهار بعد أن إنكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في العراق وليبيا واليمن من مجازر ودمار.ومن هنا فإن مخطط توسيع ضرب المقاومة فشل في مهده بعد الإنتصار الساحق الذي حققته دمشق وحلفاؤها على القوى المتطرفة  وأتباعها لذلك باتت هذه القوى مرعوبة أكثر من أي وقت مضى من أي مواجهة مقبلة مع الجيش والقوات السورية، وهي في هذا السياق تعيد حساباتها في تجنب أي مواجهة غير محسوبة العواقب مع الجيش السوري بعد أن وجدت نفسها مرتبكة وضعيفة أمام الصواريخ الروسية السورية.

تعالوا نحتفل برحيل عام وقدوم عام جديد، ونثبت أن مستقبل سورية يبدأ الآن، حيث العام 2016م هو سنة حسم نغادر فيه عنق الزجاجة إلى فضاء الإنفراج والإنتصار، وبداية الإحتضار والإنكسار للإرهاب، والنتيجة الحاسمة هنا أنهم هزموا أمام جبروت وبسالة السوريين وجيشهم، وهزمت سورية كل المشاريع الغربية التي استهدفت إسقاط سورية، واليوم يعيد محور المقاومة تنظيم صفوفه وسينطلق من جديد للتعامل مع الإرهاب، وأخيراً ربما أستطيع القول إنها معالم المعركة الكبرى التي سيكون للإرهاب النصيب الأكبر من نتائجها، إنها ملامح رسم شرق أوسط جديد يصنعه الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الميدان، إنها معركة الإرادة الواحدة والجبهة الواحدة في مواجهة المخططات التآمرية التي سادت البلد منذ خمس سنوات.

المستقبل لنا وسنحقق ما نريد…… وسنحيا رغم إرهابهم وتطرفهم……..

[email protected]

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.