بثينة شعبان في مقابلة خاصة مع ” الميادين “
الأردن العربي ( الأربعاء ) 23/12/2015 م …
** شعبان: عودة الأمن والاستقرار إلى سورية هو هدف كل التضحيات.. التحالف الروسي الإيراني السوري تحالف حقيقي ضد الإرهاب…
أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن فشل الغرب في سورية وصمود شعبها وجيشها ونجاح الرؤية الروسية الصينية وشراكة الحلفاء وأيضا امتداد خطر الإرهاب إلى باريس والولايات المتحدة كان وراء إصدار القرارين 2253 و2254 في مجلس الأمن.
وقالت شعبان في مقابلة خاصة مع قناة الميادين اليوم “إن تأكيد القرار 2254 على حق الشعب السوري في تقرير مصيره وأخذ وحدة تراب سورية وسلامتها وسيادتها في كل عمل بعين الاعتبار امر بغاية الأهمية لأن الحرب على سورية كانت تهدف الى الوصاية عليها” مؤكدة أن سورية لن تقبل بأي شيء يمس سيادتها ووحدتها ومستقبلها وكرامة أبنائها.
ورأت شعبان أن إصدار القرار 2253 لتجفيف منابع الارهاب تحت الفصل السابع وبإجماع دولي أمر مهم جدا وهو مطلب سوري بالأساس مشيرة إلى أن تطبيق هذا القرار يعتمد على اقتناع الدول التي تمول الإرهاب بأن الطريق أمامها مسدود وأنها مضطرة الى تغيير رأيها.
وقالت “إذا كانت هناك إرادة دولية ونية حقيقية لوقف استهداف سورية واستنزافها فتطبيق القرار 2253 الذي صدر تحت الفصل السابع بإرادة جامعة وقته المناسب هو اليوم”.
ولفتت شعبان إلى أن تطبيق هذه القرارات يعتمد على إغلاق الحدود التركية ومعاقبة الدول التي تمول وتسلح الإرهابيين وقالت “إذا قاموا بهذا الأمر سيكون هذا تمهيدا حقيقيا لعملية سياسية ناجعة سنكون نحن بالطبع جزءا منها” متسائلة “كيف يمكن لدول منغمسة في دعم الإرهاب ان تجفف منابعه إذا لم تتخذ قرارا يناقض موقفها السابق”.
وقالت شعبان “إن القرار 2254 لم يثر قلقنا ولا انزعاجنا ولا نعتقد أنه قرار سيئ أو جيد هو قرار اخذته الامم المتحدة وأخذ بمعطيات فيينا ومعطيات جنيف وسنكون جاهزين للتعامل معه”.
وأكدت شعبان أن القرار السوري سيبقى مستقلا في هذه المفاوضات إلى أبعد الحدود وأن الهدف في الميدان والمسار السياسي هو عودة الأمن والاستقرار إلى سورية مشيرة إلى أن الحرب التي نخوضها والتضحيات التي نقدمها هي من أجل ذلك موضحة أن رفع العقوبات هو جزء أساسي من التسوية السياسية ومن المستقبل الذي ننشده.
وردا على سؤال حول مراهنة البعض على أن التفاهم الروسي الأمريكي هو على حساب سورية دعت شعبان إلى التمييز بين ما يقال فعلا وما يوضع على الورق وما يروج له الإعلام المغرض وخاصة أن مصادر هذا الإعلام في معظمها تستهدف سورية مؤكدة أنه لا يوجد أي شيء يفرض على الدولة السورية ولا على حسابها.
ولفتت شعبان إلى أن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان صريحا في التعبير عن دعمه للحكومة السورية وقالت “نحن مطمئنون للعلاقة الروسية-السورية وللتعاون والتفاهم والتواصل بيننا اما العلاقة الروسية-الأمريكية فهذه يقدرها الروس”.
وأعربت شعبان عن أسفها لتواطؤ معظم الإعلام العربي مع الغرب ضد عروبتنا وقالت “إنهم يختارون الأمور التي هي ضدنا ولا مرجعية عربية حقيقية لتختار الأمور التي هي في صالحنا” لافتة إلى أن الإعلام لم يركز على تصريحات الرئيس بوتين التي جاءت عشية القرار 2254 حين قال “إننا مستعدون لاستخدام طاقات جديدة في هذه الحرب” بينما سعى هذا الإعلام إلى تشويه ما قاله عن المسؤولين السوريين لكي يثير الشكوك.
وحول التصريحات الغربية المتناقضة مع القرار 2254 رأت شعبان أن ليس من السهل على الغرب أن يتوصل إلى هذا التراجع كما أن هذه المرة هي الأولى التي تنكسر بها كلمة الغرب على الأرض السورية وهذا بحاجة إلى تغطية وتعمية في الإعلام مضيفة إن هذه التصريحات موجهة إلى جهات مختلفة فأوباما يوجه تصريح للجمهوريين وآخر للمسلحين وثالث لتركيا ورابع للأوروبيين وهو أمر لا يهمنا.
وأعربت شعبان عن قناعتها أن ما حصل في نيويورك تجاوز مؤتمر الرياض كما أن مؤتمر نيويورك وضع النظام السعودي في موقف محرج مشيرة إلى أن النظام السعودي هو الذي يمول ويسلح.. والفكر الوهابي معروف وواضح للجميع ولا يختلف كثيرا عن الشخصيات التي دعاها والتي هي إما متشددة أو إرهابية ارتكبت جرائم بحق الشعب السوري.
وشددت شعبان على أن التشكيك في العلاقة الروسية الإيرانية أو العلاقة السورية الروسية كله من عمل الطرف الآخر الذي يحاول إحراز نقاط في الإعلام مبينة أن “التحالف الروسي الإيراني السوري تحالف حقيقي ضد الإرهاب منسجم مع الشرعية الدولية”.
وأكدت شعبان أن وحدة الأراضي السورية والشعب السوري خط أحمر بالنسبة للحكومة السورية وأن الأسوأ قد مر على سورية والوضع اليوم أفضل بكثير مما مضى.
وشددت شعبان على أن الدور التركي السعودي في طريقه إلى الانحسار في المنطقة مؤكدة أن الحكومة التركية الحالية ستجلب البلاء لتركيا وشعبها ومستقبلها ليس مشرقا.
وعن اغتيال الشهيد المقاوم سمير القنطار قالت شعبان إن الشهيد القنطار تجاوز حدود الجغرافيا وهو شهيد العروبة والحق من فلسطين إلى لبنان إلى سورية ولا يمكن لـ “إسرائيل” أن تغتال المقاومة مشددة على أن مدرسة الشهيد القنطار هي مدرسة الحق والعروبة.
ولفتت شعبان إلى أن سياسات الكيان الإسرائيلي تقوم طوال تاريخه على الاغتيالات التي لا تختلف أبدا عما تقوم به التنظيمات الإرهابية سواء في سورية أو العراق أو في أي مكان آخر إذ الإرهاب ذاته للأهداف ذاتها.
التعليقات مغلقة.