بين الجنرال غورو وفارس الخوري / وفاء حسن

 

وفاء حسن ( الخميس ) 24/12/2015 م …

يوم أبلغ الجنرال غورو فارس الخوري، أن فرنسا جاءت إلى سورية لحماية مسيحيي الشرق ، ما كان من فارس الخوري إلا أن قصد الجامع الأموي في يوم جمعة وصعد إلى منبره وقال: إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله …

فأقبل عليه مصلو الجامع الأموي وحملوه على الأكتاف وخرجوا به إلى أحياء دمشق القديمة في مشهد وطني تذكرته دمشق طويلا وخرج أهالي دمشق المسيحيين يومها في مظاهرات حاشدة ملأت دمشق وهم يهتفون لا إله إلا الله ….

لم يكونوا مسلمين ولا مسيحيين ولكن كل أبناء الوطن

حينها كانوا …… سوريين

في الميلاد كانت الشجرة تُزهر في منزلنا الصغير فرحاً و بهجة و كانت أمي تصنع فطائراً خاصة احتفالا بعيد سيدنا عيسى عليه السلام ،كبرنا لم يتغير شيء منذ ذلك الوقت فقد كان مكاننا محفوظاً لدى أم ميشيل على غداء الميلاد في كل سنة .

لم يكن الدين يوماً طرفاً في علاقاتنا بل هو سبيل لتوثيقها أكثر ، لم يكن هناك اختلاف في طرق حياتنا ، بل كنا نتشاركها لتكون أكثر غنى و أكثر حياة ، لم نكن يوماً نحتفل بأعيادنا كل على حدى فقد جمعتنا ارض و تاريخ و حاضر و وطن .

حين يأتي همج من غياهب التخلف و يحاولا ان يجعلوننا مثلهم نقتل الآخر لاختلافه و نكّفره و حين يأتي أهبل (ريالتو شاطة) لا يفهم إلا بالنكاح و الذبح ليقول بحرمة التهنئة بعيد (الكفار) المسيحيين و حين يخبركم أعور دجّال أن كل من لا يكون وهابياً فهو زنديق كافر فارموه بأحذيتكم العتيقة و قولوا له أننا خُلقنا في ارض الأختلاف و التميّز و سنبقى رغماً عنهم ، لأننا قبل الاديان كنا بشر و لن نسمح لتجار الدين أن يغيرونا .

صباح الميلاد لأمة الطُهر المقدسة ..صباح سورية تعلن كل يوم قيامتها ..صباح جيشها و شعبها

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.