هل ستنجح الصين بأحياء طريق الحرير / حسين عليان

 

حسين عليان  ( الأردن ) الجمعة 25/12/2015 م …

من راقب اﻻهتمام الصينى بزياره رئيس الوزراء العراقى السيد حيدر العبادى والوفد المرافق وعدد برتوكوﻻت التعاون اﻻقتصاديه والتقنيه واﻻستثماريه الموقعه بين البلدين يدرك حجم الطموحات الصينيه فى اعاده احياء طريق الحرير ولمن ﻻ يعرف طريق الحرير فهو الطريق التجارى البرى عبر التاريخ بين الصين واوروبا مخترقا اواسط اسيا مرورا بالعراق وصوﻻ لشواطئ المتوسط فى سوريه .

فهل ستنجح الطموحات الصينيه فى التمدد فى اخطر بؤره لصراعات الشرق القديم .

وهل التوقيت الصيني مناسب والمنطقه تموج بالصراعات والتنافس الدولى واﻻقليمى .

التوجهه العراقى شرقا هل جاء تحت الحاجه والحاح الضغوط اﻻقتصاديه ام وعيا بالتحوﻻت اﻻقتصاديه والتوازنات الدوليه .

وبما ان القوى والسياسين العراقيين ﻻ يملكون رؤيه موحده للدوله من حيث هويتها السياسيه واﻻقتصاديه سيما وان اغلبهم من انتاج عمليه سياسيه صاغهتا الوﻻيات المتحده بدقه متناهيه والعراق فى حاله انعدم الوزن ويعج بكل اشكال الفساد والتناحر لذلك نميل الى ان الذهاب شرقا جاء تحت الحاح الضغوط اﻻقتصاديه .

لكن الخشيه من عدم قدره الطبقه السياسيه على مواجهه الضغوط الغربيه للسير قدما فى هذا اﻻتجاه اﻻقتصادى .

بالعوده للاتفاقات التى وقعها الوفد المرافق للسيد العبادى مع الصين فأن بأمكانها المساهمه فى اعاده اعمار وتأهيل العراق بمشروع مرشال صينى خاصه وان تجربه التعاون الصينى اﻻقتصادى مع الدول والشعوب ﻻ يقوم على النهب والجشع واثبت نجاحا وانصافا لطرفى التعاون بخﻻف التعاون مع الوﻻيات المتحده والغرب الذى يفقر البﻻد والعباد ويوظف اﻻقتصاديات المحليه فى خدمه اقتصادياته .

تجارب الصين اﻻقتصاديه فى التنميه واﻻعمار فى افريقيا مشجعه وتستحق ان يحتذى بها .

فهل السيد العبادى وحكومته لديهم رؤيه استراتيجيه اقتصاديه واضحه وبأمكانهم تنفيذها والدفاع عنها ﻻجل اعاده اعمار العراق وبناءه عبر شراكه واسعه مع الصين والمحور اﻻسيوى الصاعد بعد كل ما عاناه العراق من تدمير من لدن امريكا ومحورها الغربى طوال عقود ؟

العراق وسوريه كبلدين عانيا من التدمير الواسع جراء السياسيات الامريكيه والغربيه ليس لديهم اﻻ التعاون مع الصين وروسيا ومحورهما الصاعد وخاصه واننا جزء حيوى من بيئه اسيا تاريخيا وبوابتها الجغرافيه ﻻوروبا .

لكن السؤال المهم هل ستمرر الوﻻيات المتحده هذه الطموحات الصينيه فى المنطقه ام ستعمل على عرقلتها وماهى قدراتها على تحقيق ذلك .

ان انتصار الدوله السوريه على اﻻرهاب بمساعده حلفاءها وحفاظها على خياراتها السياسيه وتحالفاتها اﻻقليميه والدوليه ويعزز محور اسيا .

كما ﻻ يشكل هزيمه لمنظمات تكفيريه متطرفه فقط بل هزيمه لمشروع امريكى غربى يوظف اﻻسﻻم السياسي فى الفوضى لتفكيك المنطقه وصوﻻ لزعزعه استقرار اسيا .

لذلك نجد الصين متحفزه لبدء عمليه اعمار سوريه وأعاده تأهيلها اقتصاديا وبما يؤمن تحصين اسيا وطرق تجارتها .

من المؤكد ان انتصار سوريه واستقرارها مصلحه عراقيه ستسهم فى تعزيز استقرار العراق .

وعلى كﻻ البلدين تعميق التحالفات السياسيه واﻻقتصاديه فيما بينهما بعيدا عن اﻻمﻻءات الخارجيه او الخلفيات ذات الطابع الدينى والمذهبى تلك اﻻمﻻءات التى دمرت المنطقه فهما بلدان عربيان يشكﻻن نقطه ارتكاز للامن القومى ويسهمان فى استقرار المنطقه .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.