ذوالفقار ضاهر ( الجمعة ) 25/12/2015 م …
سمير القنطار، عميد الاسرى اللبنانيين في سجون العدو الاسرائيلي، قضى 29 عاما خلف قضبان المعتقلات الصهيونية رافضا الخضوع لسجانه، فالشاب البالغ من عمره 16 أُسر في 22 نيسان/ابريل من العام 1979 من قبل الصهاينة أثناء تأديته واجبه الجهادي داخل فلسطين المحتلة ليقضي اجمل سنوات حياته في الاسر، قبل ان تحرره المقاومة في عملية تبادل للاسرى مع جثث لقتلى العدو في العام 2008. وبعد تحريره اعلنها المناضل المحرر سمير القنطار انه لن يركن طالما هناك “غدة سرطانية” اسمها “اسرائيل” تعيث فسادا في المنطقة بل سيعاود نشاطه الجهادي دون كلل او ملل، وهذا ما كان بالفعل حيث عاد سمير ليعمل ضمن صفوف المقاومة وليكون له مسؤوليات معينة لم يكشف عنها.
وحول ذلك يقول “شقيق الشهيد القنطار” بسام القنطار “الناس تعرف بعض التفاصيل عن سمير وهناك الكثير مما لم يحكَ وسيحكى في قادم الايام”، وتابع “نبارك لكل من آمن بهذا الخط والنهج المقاوم استشهاد هذا المجاهد العظيم والكبير”.
ولان العدو الصهيوني يخافه ويهابه كما كل مناضل ثابت وصلب اغتاله في جريمة صهيونية جديدة بغارة على المبنى الذي كان فيه بمنطقة جرمانا في ريف دمشق، ليؤكد هذا العدو ان الغدر دينه وديدنه، ولتكون هذه الجريمة دليلا واضحا أن وجهة الصراع هي العدو الاسرائيلي ومع ادواته من قوى الارهاب والتطرف، وان الارهاب التكفيري والارهاب الصهيوني هما وجهان لعملة واحدة.
فالارهاب الصهيوني هو الاصل والمعركة الاساسية ضده فهو يمعن في عدوانه وغطرسته وانتهاكه لكل القواعد والقوانين والاعراف، مستفيدا من أدواته الارهابية المتطرفة التي يستخدمها لتنفيذ مؤامراته في المنطقة والعالم.
حول كل ذلك قال نائب رئيس المجلس النواب الاسبق في لبنان ايلي الفرزلي إن “سمير القنطار شكل عقدة للعدو الاسرائيلي لا سيما بعد خروجه من الاسر بعد ثلاثة عقود من اعتقاله فهو خرج رغما عن أنف الكيان الغاصب بفعل عملية الاسر التي قامت بها المقاومة في العام 2006 وأثمرت عملية التبادل في العام 2008”.
واعتبر الفرزلي في حديث لموقع “قناة المنار” ان “الاهم بالنسبة للشهيد سمير القنطار انه لم ينكفئ ولم يتقاعد عن العمل المقاوم بل استمر في نضاله وجهاده كمقاوم اصيل وذهب باتجاه ان يقوم بدوره المقاوم ليس فقط في ارض لبنان بل في ارض سوريا ايضا”، ورأى ان “الشهيد القنطار جسد حالة من إلغاء ما سُمي بالوطنيات العربية لمصلحة اندماج هذه الوطنيات في فلسطين كقضية مركزية في الصراع مع العدو الاسرائيلي”.
وأشار الفرزلي الى ان “سمير القنطار شكل خطرا رمزيا وميدانيا على اسرائيل في سوريا ولبنان وفي كل مكان من أمكنة مقاومة الاحتلال باعتبار انه ذاب في القضية الفلسطينية وهو قد أعلن مرارا انه ترك سجون فلسطين المحتلة ليعود الى فلسطين”، واوضح ان “كل المؤامرة في المنطقة تستهدف الفصل بين بلدان العالم الاسلامي والعربي وقضية فلسطين وبالتالي تهميش هذه القضية تمهيدا لتصفيتها”، واضاف ان “سمير القنطار كان يمثل نقيض ذلك تماما فهو الشخصية اللبنانية السورية العربية الفلسطينية”.
ولفت الفرزلي الى ان “سمير القنطار كان المتربص والمستنفر دائما بوجه العدو الاسرائيلي لذلك قد يعتقد العدو انه اغتال هذا النموذج للانسان العربي الذي يضع فلسطين والاراضي المحتلة والمقدسات نصب عينيه بالاضافة الى انخراطه الفعلي في المقاومة”، وتابع “الشهيد سبق ان أعلن ان قطار المقاومة انطلق في سوريا وهو بالتأكيد احد اركان هذه المقاومة لا سيما في الجولان السوري المحتل”.
وشدد الفرزلي على ان “جريمة اغتيال الشهيد سمير القنطار ستزيد من عزم وارادة المقاومة بوجه العدو الصهيوني وادواته”، واضاف “هذه الجريمة ستجعل المقاومة اكثر اصرارا لاحباط كل مؤامرات العدو الخبيثة ضد الامة ولبنان وفلسطين”، واكد ان “دماء سمير القنطار ستزيد من حضور القضية الفلسطينية وستزخمها اكثر خاصة انها تتزامن مع تجدد الانتفاضة الفلسطيينة”، واعتبر ان “هذه الدماء ستجهض كل المؤامرات للقضاء على القضية الفلسطينية”.
بالتأكيد ان استشهاد الشهيد البطل سمير القنطار هو تتويج مميز يستحقه بجدارة ختم به مسيرة طويلة فيها الكثير من المحطات النضالية والكفاحية الحافلة بالتضحيات والانجازات، بعدما كرس حياته للنضال وختمها شهيدا كما تمنى ، وكل من يخوض في هذا الدرب يضع نصب عينيه “احدى الحسنيين: إما النصر وإما الشهادة”، فمثلك يا سمير القنطار لا يموت إلا شهيدا، اما النصر فآت آت آت…
|
التعليقات مغلقة.