“العريفى” .. صانع النكد! / كرم جبر
كرم جبر ( مصر ) السبت 26/12/2015 م …
لم يعد فى جسم العالم الإسلامى شبر إلا وفيه جرح، يتطلب أن ننكأه لا أن نفتح جراحا أخرى، ورغم ذلك فالداعية السعودى محمد العريفى، مهموم ومشغول باحتفالات رأس السنة “الكريسماس”، محذراً من حضورها أو تهنئة “الكافر” فى مناسباته الدينية – هذا نص كلامه – وأضاف خلال مجموعة تغريدات عبر حسابه على موقع “تويتر”: “بابا نويل، معناها: الإله أبونا، شخصية مسيحية، ترمز للقسيس (نيكولا) يساعد الناس، وله قصص، فيُقدسونه تعظيماً للمسيحية”.
وتابع العريفى قائلا: “شجرة عيد الميلاد تخصّ كريسماس العيد الدينى للنصارى، رمز دينى كرمزية الصليب، لها قصة بعقيدتهم، لا يجوز تعظيمها وصنعها”، وأردف: “إذا هنّأك كافرٌ بِعيده فابتسم ورُدّ رداً عاماً: شكراً، أتمنى لك السعادة، وما شابهها مع العلم أن عيد رأس السنة أخفّ من عيد ميلاد المسيح”، واستطرد: “يوم رأس السنة، إذا أهداك الكافر جاز قبولها لأنه عندهم عيدٌ اجتماعى لا دينى، أما عيد كريسماس ميلاد المسيح فعيد دينى لا تقبل هديةً ولا تهدى”.
وأقول للعريفى: ارحمونا وكفاكم تحريضا وتهييجا وإثارة للفتن، فأنت وأمثالك الاحتياطى الاستراتيجى للإرهاب، وتصنعون النكد على الشعوب، وتملأون عقول الشباب حقدا وغلا وكراهية، وتضعون فى أجسادهم أحزمة ناسفة، تقتل المسلم والمسيحى والمؤمن والكافر بلا تفرقة، وتزينون لهم الطريق إلى جهنم ببنات الحور ومفاتيح الجنة، وليس الإرهابى فقط هو الذى يفجّر نفسه، ولكنه أيضا الذى يملأ عقله بالديناميت .
جوهر الأديان – يا أخ عريفى – هو السلام والتراحم والتعاطف والتعاون، ودور العلماء الذين اصطفاهم الله، هو العمل على التقارب ونبذ التعصب والصراع، وليس استدعاء بابا نويل ونيقولا والإله أبونا، وتحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وهى دعوى عنصرية بغيضة قوامها الكراهية والاحتقار، وعنوانها التفرقة والتشرذم بين أبناء الوطن الواحد على أساس دينى، ويا ويل أمة انصرف علماؤها إلى افتعال الفتن، بينما العالم يلهث حولنا لابتكارات تنفع البشرية، ويستفيد منها المسلم والمسيحى ومن لا دين له .
إننى أخاطب علماء مصر الأفاضل، أن يقفوا حائط صد ، لإبطال مفعول متفجرات العريفى ومن معه، فنحن دولة تختزن قوتها الناعمة فى وحدة عنصريها، وسعداء جدا هذا العام، الذى يتزامن فيه مولد النبى الكريم، مع أعياد المسيحيين، ونعتبرها بشرة خير لبداية عام جديد من الأمل والتفاؤل .
نقول لإخواننا الأقباط فى أعيادهم “كل سنة وأنتم طيبين”، ويبادلونا التهنئة فى أعيادنا، ويحتفلون معنا برمضان ويعزمونا على موائد الإفطار، أما هؤلاء المتشددين مثل العريفى فليسوا منا ولسنا منهم، ويجب أن نقاومهم ونحارب تطرفهم، حتى تسلم بلدنا ويأمن شعبنا شر الفتن .
التعليقات مغلقة.