اليمن …أستقالات وفوضى ومؤمرات والخاسر الوحيد هو الشعب اليمني / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الجمعة ) 23/1/2015 م …
بتطورات دراماتيكية متسارعة وفي غضون أقل من 48ساعة ,,دخلت الدولة اليمنية المنقسمة على نفسها ,,بأتون فوضى داخلية يصعب التنبئ “مرحليآ “بنتائجها المستقبلية ,,وخصوصآ بعد أن أصبحت الدولة اليمنية بدون دفة قيادة ,,فالرئيس والحكومة قدموأستقالاتهم ,,ومجلس النواب اليمني ينتهي عمله بانتهاء عمل الرئيس هادي وذلك موثق بتوصيات وقرارات المبادرة الخليجية التي أرست بمطلع عام 2012أولى خطوات تهدئة ثورة الشباب اليمني الثائر حينها على نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح .
فحجم الفوضى الاخيرة والمتسارعة باليمن تعطي مؤشرات واضحة بأن هناك منهجية ومؤامرة “خارجية ” ما تستهدف أفراز واقع يمني جديد يستهدف ضرب مسار أتفاق الشراكة الوطني واتفاقيات السلم والشراكة الوطنية وما نتج عنهما من لقاءات حوارية شملت معظم الاطياف السياسية باليمن وتحديدآ أطراف اللقاء المشرك والاصلاح “الاخواني ” وجماعة انصار الله “الحوثية ” والمؤتمر الشعبي وغيرها من القوى السياسية ألتي أجمعت على أنه يجب العمل على أنتاج واقع جديد للحالة اليمنية .
*الخلفيات التي دفعت جماعة انصار الله بالشراكة مع حزب المؤتمر الشعبي للتمدد المسلح بأتجاه صنعاء وتسع محافظات أخرى ؟؟.
لقد كان المشهد ألاكثر حضورآ بالربع الاخير من العام 2014يمنيآ ,,هو تطورات الساحة اليمنية الاخيرة،، وانهيار بنية الدولة اليمنية المتهالكة بشكل مفاجئ،، وخصوصآ بعد سقوط العاصمة اليمنية وتسع محافظات أخرى بيد المجموعات المسلحة التابعة لجماعة أنصار الله , وبعض الجماعات المتحالفة معها وخصوصآ أنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وبعض الشباب المتحمسيين للتغيير ,,ومن الخلفيات والاسباب التي دفعت بهذه القوى للتممدد المسلح بشمال وشمال شرق اليمن هو أن الرئيس هادي الذي انتهت ولايته ألاولى بمطلع عام 2014أثبت أنه غير قادر فعليآ على ضبط مسار وايقاع عملية التغيير المطالب بها من جميع ألاطراف ,فالرئيس هادي كان دوره بهذه العملية محل تساؤل بشكل دائم ,فهو بدلآ من أن يتوجه نحو القوى المدنية التي طالبت بالتغيير ,,توجه ألى القوى المسلحة والمهيمنه بالداخل اليمني,,بألاضافة الى أن الرئيس هادي كان غير قادر على ضبط أيقاع الولاءات والانتماءات الجغرافية والقبلية داخل المؤسسة العسكرية اليمنية ,,كما سجل على الرئيس هادي أنه كان يعمل تحت أمرة مرجعيات محلية وقبلية مقربة منه فقد كان مرؤسآ من بعض افراد عائلته وهم من يتحكمون بادارة اغلب شؤون البلاد ,وكما سجل عليه انه كان يحمل رؤى خارجية ويتبع أوامر تملى عليه من بعض ألاطراف الاقليمية ,,فمجمل هذه ألاسباب وغيرها هي من دفعت هذه القوى لاطلاق مسار جديد يسعى كما يتحدثون هم لتصحيح مسار الثورة اليمنية .
*بعض دول مجلس التعاون الخليجي راهنت بفترة ما على حراك انصار الله والهدف هو ضرب حزب “الاصلاح –الاخواني ” ,,ولكن ؟؟.
لقد كان الحصارالسياسي والامني الذي فرضته جماعة أنصار الله وانصار الرئيس المخلوع صالح على العاصمة صنعاء وتسع محافظات اخرى بالربع الاخير من عام 2014 ولليوم ,,كان بمرحلة ما يعطي بعض دول المجلس التعاون الخليجي شيئآ من الراحة والاطمئنان للمستقبل وخصوصآ بعد تطويق هذا الحراك الجديد باليمن لاكبر أعداء بعض أنظمة الحكم الخليجية وهو حزب الاصلاح الجناح الاخواني باليمن ، فتطويق حزب الاصلاح حينها كان اكبر خدمة مجانية تقدم لهذه الانظمة الحاكمة الخليجية، لأنه سيقلص من قوة وتمدد الجماعه باليمن سياسيآ واقتصاديآ واجتماعيآ وحتى ثقافيآ،، مما سيعطي النظام السعودي والاماراتي تحديدآ ،، جرعة امان وفرصة محاصرة تمدد الجماعه بالمملكة وبدولة الامارات بعد ان يتم قطع اكبر رؤوسها باليمن،، والذي اصبح تمددها عامل خطوره على كيان النظام السعودي بشكل خاص.
ومن هنا نقرأ سبب الصمت السعودي والخليجي عمومآ على احداث اليمن حينها،، أن بعض ألانظمة الخليجية كانوامتيقنون حينها بان هذه الحادثة هي أمر عرضي وسيتلاشى مع الوقت،،متوقعين أن الحوثيين وحلفائهم يراهنون على الوقت للحصول على مكاسب سياسية وجغرافية جديدة،ولكن جاءت ألاحداث ألاخيرة باليمن لتؤكد عدم وضوح الرؤية عند هذه ألانظمة الخليجية ,فجماعة أنصار الله وحلفائهم بأتو اليوم هم بالفعل السلطة الاعلى بمناطق واسعة بشمال اليمن وشمال شرق اليمن وبعض المناطق الجنوبية ,ومن المفارقات هنا أن من كانو بألامس ألد ألاعداء للأنظمة الخليجية وهم حزب الاصلاح الاخواني اليمني وحاولت هذه ألانظمة كذلك ضربهم بالداخل اليمني ،هاهم اليوم يضطرون كطرفين للتوحد من جديد وتحديدآ من مدينة مأرب شمال شرق اليمن التي يقال انها تشهد حشودآ كبيرة من جميع الاطراف وان هناك دعم سعودي لبعض القبائل المتحالفة مع حزب الاصلاح الاخواني أستعدادآ كما يتحدث القائمين على حشد هذه الحشود وتامين الدعم لها من دول الجوار ,لبدء معركة الدفاع عن مدينة مأرب “النفطية” التي تسعى جماعة أنصار الله وحلفائها ألى اخضاعها لنفوذهم ,,وهذا مايخشاه الخليجيون تحديدآ ,,فسقوط مأرب يعني سقوط شمال اليمن كاملآ بيد جماعات انصار الله وحلفائهم ,,وهذا ما يعني أن هذه الدول قد تكون اهداف مشروعة بالمستقبل القريب لهذه القوى اذا حاولت التدخل بشؤون الداخل اليمني مجددآ .
*التدخلات الدولية ,,هل هي البداية لتقسيم اليمن مجددآ؟؟.
من الواضح ان تزامن أحداث ال 48ساعة الاخيرة باليمن ,,مع الرحلات المكوكية للمبعوث الدولي لليمن جمال بنعمر ,,تضع بمجموعة تساؤلات وخصوصآ بعد البيانات السياسية ألاقليمية الصادرة من دول مجلس التعاون الخليجي ومن وزير الخارجية ألامريكي جون كيري تحديدآ ,,والتي بمجموعها أتفقت على أن ما يجري باليمن هو حالة انقلاب ,,وتحديدآ بعد الاتفاق الذي جرىبالأمس بين الحوثيين والرئاسة اليمنية ببنوده التسعه ,,فالبعض يقرأ ان استقالة هادي والحكومة وتعطيل دور البرلمان اليمني ,,هو أنقلاب على أتفاق ألامس ,,بل يعتقد البعض ايضآ ان ما جرى اليوم من تعطيل وشغور قيادات ودفة القيادة للدولة اليمنية بجميع سلطاتها ,,قد جاء بأوامر خارجية ,,والهدف هو تعطيل أتفاق الأمس ذو البنود التسعه ,,بالاضافة الى تضييق الخناق على جماعة أنصار الله وحلفائهم بصنعاء أقتصاديآ وسياسيآ ,,وخصوصآ بعد ان أعلنت بعض المحافظات اليمنية الجنوبية ومحافظات عدن وحضرموت عن تشكيلها لاقاليم خاصة ذات حكم محلي والمعروف أن هذه المناطق بألاضافة الى محافظة مأرب ,تشكل بمجموعها نواة هامة اقتصاديآ للداخل اليمني لما تحتويه من ثروات طبيعية وموارد صناعية وخدمية تغذي معظم اجزاء الدولة اليمنية,وهذا مايؤشر الى وجود أحتمالات ومؤشرات فعلية على تدخلات أقليمية ودولية تهدف الى تعطيل أتفاق ألامس بألاضافة الى تضييق الخناق على الحوثيين وحلفائهم بصنعاء والهدف هو جلبهم الى طاولة المفاوضات .
*أخيرآ ما التوقعات والسيناريوهات المتوقعة مستقبلآ باليمن ؟؟.
من الواضح ان مسار الحلول منذ انطلاقه باليمن عبر المبادرة الخليجية بمطلع عام 2012,,كان مسارآ غامض يعتمد على مسار حلول يضع انصاف الحلول ولايكملها ,,فمجلس النواب الحالي موجود باليمن منذ 12عام ولم يتغير,كما ان ولاية الرئيس هادي انتهت بمطلع العام 2014,كما ان الحكومة اليمنية قد تغيرت لمرات عديدة بالفترة الاخيرة ,,مما يعطي مؤشرات على ان مسار الحلول باليمن كان مسارآ غير واضح المعالم ومسار يضع أنصاف الحلول للأزمة مما زادها تعقيدآ ,,ألان تحديدآ وبهذه المرحلة يبدو من الواضح أن الدولة اليمنية قد دخلت فعليآ بمسار الفوضى ,,ولايمكن ألان التنبئ بنتائج فعليه لما سيجري مستقبلآ بالساحة اليمنية ,,فالساحة اليمنية مفتوحة على كل الاحتمالات ومنها المواجهة الدموية ,,فاليوم لايمكن الحديث عن أمكانية تشكيل مجلس عسكري رئاسي ولاعن مجلس مدني رئاسي باليمن ,,لوجود خلافات كبيرة بين الفرقاء باليمن ,,ومن الواضح ألان ان اليمن تتجه ألى مزيد من الفوضى الى مزيد من الانقسامات الداخلية الى مسار قد يهدد بالفعل وحدة الدولة اليمنية ,,وقد يلقي بظلاله وبشكل دموي ومفاجئ على حالة ألاستقرار ببعض دول الجوار اليمني ,,والواضح هنا أن الخاسر الوحيد من كل ما يجري بداخل اليمن هو الشعب اليمني ,,الذي بأت اليوم يعاني بشكل واضح لتامين لقمة العيش بظل ظروف امنية صعبة…….
*كاتب وناشط سياسي –الاردن .
التعليقات مغلقة.