الشهيد سمير القنطار / عطا الشراري
عطا الشراري ( الإثنين ) 28/12/2015 م …
الشهيد سمير القنطار يصوب بوصلة الصراع باستشهاده.
الشهيد القائد انتمى الى الثورةالفلسطينية وهو غلام في مقتبل العمر آمن بأن قضية فلسطين هي القضية المركزية للامة العربية ، وان الكيان الصهيوني عندما انشأته الامبريالية لا يستهدف فلسطين الارض و الشعب فقط ، بل يستهدف الامة العربية حاضرا و مستقبلاز
و ادرك الشهيد بحسه الصادق ان تحرير فلسطين واجب الامة من اقصاها لاقصاها ، ومع علمه بان ابناء فلسطين هم طليعة التحرير و رأس الرمح فيها (اقصد انهم الطليعة في التضحية )، الا انه لم ينس واجبه الذي به آمن.
ومن هنا انخرط في صفوف الثورة بعملية جريئة حيث قدم ما استطاع ووقع اسيرا في ايدي الصهاينة قضى في الباستيلات الصهيونية ما يقرب من 29 عاما قهر بها سجانه، لا بل و جعل من سجانه سجينا داخل السجن و هو ابن السادسة عشرة.
وخلال سجنه حاز الثانوية العامة و الليسانس و الماجستير و الدكتوراة و هذا يدل على تصميمه و تحديه و على ادراكه لواجبه و ايمانه بانه سيخرج ليكمل مشروعه (مشروع الامة بالتحرير و النهوض) عندما خاطبه الجلاد الصهيوني قائلا لن ترى من يخرجك من هنا حتى الموت، ضحك لايمانه بامته و مقاومتها .
افرج عن القائد البطل بفضل المقاومة و شهدائها ليقول لجلاديه خرجت رغما عنكم .
وعاد البطل الى بيروت العروبة حرا منتصرا على جلاديه.
وفي اول جملة قالها ما خرجت من فلسطين الا للعودة اليها ليبرهن للعالم انه الصادق وعده المؤمن بقضيته و عروبته .
كان قائدا في سجنه، معلما لرفاقه يزيدهم قوة و يرفع معنوياتهم لم يلن و لم يستكن .
عرف ان البندقية هي طريق التحرير فما انشغل الا بها .
خرج من سجنه ليعود الى العمل في جولان العروبة و ليمد علاقاته الى فلسطين حيث الهدف و المبتغى.
فمن الجولان الى الجليل و ابعد من الجليل ليقيم العلاقات النضالية و ليبن خنادق التصدي و قواعد التحرير و ليعيد القضية الى عروبتها و ليفشل مشروع (يا و حدنا).
حطم حدود سايكس بيكو حطم وهم الطائفية عندما اشتد اوارها ، واعاد للثوار الامل بالتحرير و صوّب بوصلة البندقية نحو فلسطين ليقول لادعياء الجهاد ان الجهاد لا يكون الا لفلسطين.
وجد سمير القائد الام الرؤوم التي احتضنته مقاتلا … و جد ام جبر التي ادركت انه يستحق امومتها اخلصت له ايما اخلاص وبكته بكاء المرأة الثكلى .
كيف لا و هو قرة العين و فلذة الفؤاد … انها ام جبر (فلسطين) التي ما قابلت الاحسان الا باحسان و اما الاحياء من رفاقه و احبائه و على طول ارض العرب و عرضها فقد بكوه بدماء المآقي ليجددوا القسم بان يكونوا المخلصين لاهدافهم في التحرير و العودة و ليمحوا بموقفهم هذا زيف الطائفية البغيضة.
لقد و حدت يا سمير بدمائك ابناء الامة سنتهم و شيعتهم و درزيتهم و مسلميهم و مسيحيهم.
لك الله يا ايها القائد الفذ … ولك عهد الرجال للرجال ان نكون الافياء لدمائك التي لن تذهب هدرا .
و قسما بدمائك الطاهرة اننا سنعمل للتحرير حتى اخر نبض فينا.
لك الرحمة و المجد و لك العهد و لامتك الانتصار.
التعليقات مغلقة.